اتجهت العديد من دول العالم، إلى تشديد الإجراءات وفرض تدابير جديدة صارمة لمواجهة الانتشار السريع للمتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" الذى وصل إلى 90 دولة حتى الآن، وفقا لإعلان منظمة الصحة العالمية

دول العالم تشدد إجراءات الوقاية.. فرض التلقيح الإجبارى.. حظر حركة "غير الملقحين"   

وذكرت المنظمة إن "أوميكرون" ينتشر بشكل أسرع من سلالة دلتا، إذ أن الأمر يستغرق ثلاثة أيام فقط حتى تتضاعف الحالات. وأوضحت أن "أوميكرون" ينتشر على نحو سريع في البلدان التي بها مستويات مرتفعة من التطعيم بين السكان، لكن لم يتضح إن كان السبب هو قدرة الفيروس على مقاومة اللقاح أم قدرته المتزايدة على الانتشار أم الأمرين معا. 
وأصبح المتحور أوميكرون موجودا في حوالى 90 بلدا، بعد شهر فقط على رصده للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، وينتشر المتحور بشكل صاروخي في أوروبا حيث قد تصبح النسخة المهيمنة بحلول منتصف يناير، بحسب المفوضية الأوروبية.
وكانت الصحة العالمية قد صنفت "أوميكرون" على أنه متحور مثير للقلق في 26 نوفمبر فور اكتشافه لأول مرة، ولا يزال الكثير غير معلوم عنه بما في ذلك شدة الأعراض الناتجة عنه. 
وتسببت الزيادة في عدد حالات الإصابة بأوميكرون، في قلق عام عالمي وخصوصا في أوروبا والولايات المتحدة.  وحذر العلماء الذين يقدمون المشورة للحكومة البريطانية بشأن المتغير الجديد، من أن المستشفيات ستتعرض لضغط كبير قريبا، ما لم تكن هناك إجراءات أكثر صرامة للحد من انتشاره. فقد بلغ إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بأوميكرون ما يقرب من 15 ألف حالة، ما يجعل المملكة المتحدة حتى الآن الأكثر تضرراً في المنطقة الأوربية.
وعززت عدة دول في جميع أنحاء العالم القيود المفروضة للتصدي للانتشار الخاطف للمتحور أوميكرون، مع إلغاء احتفالات أو إغلاق مواقع ثقافية، فيما تزداد الضغوط على غير الملقحين، ذلك قبل أسبوع من عيد الميلاد.
وعززت الكثير من الدول الأوروبية إجراءات الوقاية الصحية، إذ قررت السلطات فى إيرلندا غلق الحانات والمطاعم عند الساعة الثامنة مساء اعتبارا من أمس الأحد وحتى نهاية يناير.
وفى الدنمارك التي سجلت الجمعة الماضية عددا قياسيا جديدا بلغ 11 ألف حالة من بينها 2500 بالمتحورة أوميكرون، فقررت السلطات غلق المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فضلا عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف. 
وفي فرنسا، طلبت الحكومة من رؤساء البلديات إلغاء الحفلات الموسيقية أو عروض الألعاب النارية المقررة ليلة رأس السنة. كما أغلقت فرنسا حدودها أمام المسافرين من بريطانيا للعمل أو السياحة. 
وبات بعض الدول مثل إيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان يفرض على المسافرين الأوروبيين حتى الملقحين منهم، التزود بفحص تشخيص سلبي النتيجة. وفرضت ألمانيا فترة حجر على المسافرين غير الملقحين الوافدين من فرنسا والدنمارك والنرويج ولبنان وأندورا. 
وفى القارة الأمريكية، أعادت مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في الحانات والمطاعم والمتاجر. وفي آسيا، أعادت كوريا الجنوبية العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى على أن تقتصر اللقاءات الخاصة من الآن وصاعدا على أربعة أشخاص، وبدأت تفرض قيود سفر.
وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحيانا إلى حد إلزام تلقي اللقاح. في لوس أنجلوس، ينبغي على كل موظفي البلدية بمن فيهم عناصر الشرطة والإطفاء الذين لم يحصلوا على أي استثناء ديني أو صحي تلقي اللقاح وإلا وضعوا في عطلة إدارية.  كما أعادت محكمة أمريكية فرض التلقيح الإجباري لموظفي الشركات الكبرى.
وفي سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من كوفيد-19 اعتبارا من اليوم الاثنين دخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية فضلا عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.
وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضا في فرنسا مطلع السنة بحيث ستصبح الشهادة الصحية "شهادة لقاحية" على ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستكس. لدخول الأماكن التي يجب فيها ابراز هذه الشهادة من مطاعم ومنشآت ثقافية وترفيهية وغيرها، لن تكون نتيجة سلبية لفحص التشخيص كافية، بل ينبغي أن يكون الشخص حصل بالضرورة على اللقاح أو الجرعة المعززة أو انه شفي من المرض.
وفي سياق مواز، صار التلقيح يشمل الأطفال في دول عدة مع انضمام البرازيل إلى البلدان التي باشرت ذلك مثل كندا والولايات المتحدة وإسرائيل وتشيلي والبرتغال وإيطاليا واليونان وقبرص. وفي فرنسا، أيدت لجنة الاخلاقيات توفير اللقاح للفئة العمرية 5-11 عاما تاركة الخيار النهائي للأهل.