كشف آخر الاحصائيات أن القاهرة الجديدة التي بدأ العمل بها عام 2000 كان المستهدف أن يقيم بها حوالي 5 ملايين مواطن وكانت المفاجأة أنه بعد 21 عاماً فان عدد من يقيم بها لا يتعدي الـ300 ألف مواطن فقط.. وكذلك الأمر في مدينة 6 أكتوبر كان المستهدف أن يقيم بها 6 ملايين مواطن بينما لا يقيم بها سوي 349 ألف مواطن.. وأيضا في مدينة العاشر من رمضان التي بدأ العمل بها عام 1977 كان المستهدف اقامة مليوني مواطن بينما لا يزيد عدد المقيمين بعد كل هذه السنوات الطويلة عن نصف مليون مواطن رغم ان بها مدينة صناعية كبري، وتكرر الأمر في كل المدن الجديدة التي تمت اقامتها علي مدي أكثر من30 عاما.

والنتيحة أن ثروة عقارية أقيمت بآلاف المليارات تضيع بسبب اغلاق العديد من الوحدات السكنية بالمدن الجديدة بعد أن وصلت نسبة المقيمين بها إلي 30 بالمائة في أفضل الأحوال.

"الجمهورية أون لاين " فتحت هذا الملف من كافة الزوايا لمحاولة الاجابة عن السؤال المحيرا لماذا يغلق المواطنون الشقق السكنية التي حصلوا عليها ولا يستفيدون منها.

 خبير الإسكان د.إسماعيل نصر الدين 

لابد من فرض ضريبة.. علي الوحدات المغلقة

يري د.إسماعيل نصر الدين خبير الاسكان أن غلق نحو آلاف الوحدات السكنية حسب ما هو تم رصده  دون استفادة أي طرف منها . لأن صاحب الشقة  استطاع شراء وحدة سكنية تمليك مدعمة من الدولة للسكن وليس لغلقها حتب وان كان لايزال يسدد الاقساط ولابد من وقفة مع هذا الاهدار لمليارات وضعت في مشروع الاسكان الجديد لعمل نقلة نوعية في توسعة الرقعة العمرانية والتي يتم احباطها بسبب عدم اشغال الوحدات السكنية لأي نوايا غير معروفة وهو امر لا يحقق استاتيجية الدولة في التوسع العمراني نحو الخروج من المياحة الضيقة التي يتركز عليها السواد الاعظم من سكان مصر.

أكد اننا يجب ان ننظر للامر بأنه "ثروة عقارية" يجب الحفاظ عليها وتنميتها واختيار أساليب منطقية للتعامل مع هذا الوضع غير المنطقي بعدة أمور. منها أن تخضع لضريبة جديدة يسددها أصحاب الوحدات السكنية غير المستغلة الإيجارية أو مثل قيمة الضريبة العقارية السنوية وهي أمور تحفيزية سوف تعيد المواطن الي فتح مسكنه المغلق والسكن فيه ولابد من اصدار تشريعات توجب من يحصل علي شقة ان يسكن به ولا يغلقها في مدة محددها تكون المدة كافية لتدبير اموره حيث ان هناك ملايين المواطنين يستحقون لوحدات سكنية ولا يعقل ان تكون هناك شقة بمدينة من المدن الجديدة مغلقة وللاسف اصبحت ازمة تتزايد بعدد من المدن

 رئيس مدينة حدائق العاصمة 

المونوريل والقطار الكهربائي.. سيحل المشكلة

يجب أن يغير المواطن ثقافة السكن.. والمجتمعات الجديدة بها كل وسائل الحياة

قال م.عادل عبدالعزيز رئيس مدينة حدائق العاصمة التي تقع بالقرب من مدينة بدر والعاصمة الادارية بأن مسار تكوين منظومة سكنية تليق بحياة افصضل للمواطن من ابرز اهتمامات الدولة في عهد الرئيس السيسي وهي أحد الطرق المهمة التي تعمل عليها الحكومة من أجل مواجهة الزيادة السكانية المطردة في مصر والتي تبلغ 2مليون و600 ألف شخص سنويا..وهي زيادة كبيرة تمثل تحديا حقيقيا للدولة التي تعمل جاهدة علي الاستعداد مبكرا للخدمات التي يحتاجها المواطنون. ومنها توفير السكن ..كما تضم كل الخدمات والمدارس والأسواق في مجتمع عمراني جديد متكامل صالح للتنمية والاستثمار ويخفف الزحام  في  المحافظات خاصة القاهرة الكبري  والتي يتجاوز عدد سكانها 24 مليون نسمة ويتجاوز عدد سكان محافظة القاهرة وحدها 11 مليون نسمة.

وحول عدم اشغال المدن بكامل طاقتها فهو يرجع لعوامل اقتصادية واجتماعية مرتبطة بحاجزي الوحدات السكنية ترتبط بأن بعضهم ينتظر انتهاء الاقساط التي يسددها واخرون وسائل المواصلات التي يتم الانتهاء منها حاليا مثل القطار الكهربائي و القطر المعلق السريع المعروف بـ"الموتريل".

وأشارالي انه يجب ان يغير المواطن ثقافة السكن واننا يجب ان نعلم ان المجتمعات العمرانية الجديدة بها كل وسائل الحياة بالشكل الائق من كافة المرافق والمسطحات الخضراء والخدمات ولديها كل عوامل الجذب.

واضاف عبدالعزيز إلي أن المدن الجديدة والتوسعات التي قامت بها الدولة في بداية التسعينيات من أجل استيعاب الزيادة السكانية اعتبرها البعض تبديدا لموارد الدولة. ولكن الواقع أثبت أنها جاءت في الوقت المناسب ولولا إنشاء المدن الجديدة مثل زايد وأكتوبر والقاهرة الجديدة والعبور والشروق وغيرها من المدن لحدثت كارثة سكانية بسبب الانفجار السكاني الذي كنا مهددين به لتكدس المواطنين في منطقة ضيقة من العمران.

واستطرد ان المدن الجديدة تم تدشينها بأحدث التقنيات أو ما يعرف بمدن الجيل الرابع كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي وهي مدن تعمل بنظام حديث وخدمات متكاملة وتضم تقنيات متقدمة في البنية التحتية كمحطات المعالجة الثلاثية للمياه ومحطات تحلية مياه البحر وهي ثقافة أصبحت موجودة في غالبية دول العالم وهو ما لا يتوفر في الاحياء التي يسكنها غالبية حاجزي الشقق بالمدن الجديدة وهو ما لابد ان يكون هناك قرار لعدم تطويل مدة غلق الوحدات السكنية لفترة كبيرة وهو امر بالتكيد غير صحيح ويجب الوقوف امامه بلا شك.

أكد أن بمجرد الانتهاء من شبكة الطرق السريعة سواء مترو الانفاق خطوط الجيل الرابع والقطار المعلق السريع والقطارالكهربائي سوف يسهم بشكل كبير بربط القاهرة ومحاورها سواء المدن المحيطة والبعيدة.

 م.محمد كمال خبير العقارات 

وزارة الإسكان.. السبب!!

م.محمد كمال خبير الاسكان و العقارات يقول ان المواطنين الراغبين في حجز شقق الإسكان الاجتماعي التي وفرتها الدولة لمحدودي الدخل لابد ابعاد ايادي من يريد استغلالها بطرق غير مشروعة وقانونية بغرض استغلالها بتحايل وتلاعب  كما يحدث من  عمليات التسقيع او تركها لتغيير نشاطها إلي تجاري او ما شابه وفي النهاية تكون تحت سيطرة غير المستحقين وهو امر غير مقبول ويضر عدالة منظومة الاسكان بتوفير وحدة سكنية لكل مواطن .

ويشير كمال إلي من حصل علي الشقة قرران ياخذها في هذا المكان ووافق علي كل الشروط سواءبعد المسافة عن عمله وسكنه القديم وكل هذه الامور فيجب ان يتكايف مع كل هذه المعطيات ولا يعرقل مسيرة تنمية المدن العمرانية الجديدة التي اقيمت بهدف التعمير وليس للاغلاق حتي اشعار اخر فهو امر يهدر ملايين المليارات علي الدولة.

ويضيف لابد من وجود تشريعات واجراءات من قبل الوزراة وأجهزة المحليات وادارات التفتيش والرقابة بالاسكان لتضع نهاية لمثل هذة الممارسات غير المنضبطة.

 د.حمدي عرفة أستاذ التنمية الإدارية 

المدن الجديدة لم تنجح حتي الآن.. في تخفيف الزحام بالقاهرة

لابد من تطبيق تجربة حي الأسمرات.. في كل مكان

د.حمدي عرفة استاذ التمنية الادارية يقول أن أحد أهم أهداف المدن الجديدة هو تغيير نمط حياة السكان وليس مجرد انشاء مبان جديدة تخفف الزحام بالقاهرة وعواصم المحافظات. وهذا توجه الحكومة خلال الفترة الحالية. وانشاء المدن الجديدة يقلل الزحام والكثافات السكانية المزدحمة في القاهرة الكبري وعواصم المحافظات وأن اقامة العاصمة الادارية الجديدة من شأنه أن يوجد متنفس جديد لسكان القاهرة الكبري ومدينة نصر ومصر الجديدة والمناطق القريبة فبعض المناطق وصلت لمرحلة من الزحام لا يمكن السكوت عنها.

أشار إلي أن المدن الجديدة كان عددها 24 مدينة وصلنا بها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي 52 مدينة تستهدف تخفيف القاهرة من زحامها القاتل والمدمر للتنمية والارتقاء بكافة سبل الحياة وهناك دور مجتمعي علي المواطن بان يعمر المدن الجديدة حتي نخرج من الاطار الضيق الذي يعيش فيه المصريين منذ عقود دون اي امتداد سكني متطور وهو ما استوعبت الدولة مدي أهميته وخطورة الاستمرار علي نفس النهج الكلاسيكي القديم بوجود مدن مجتمعية محدودة فالتحول من 24 مدينة إلي 52 يغني لقيام الدولة بمجهود عظيم تكلفت ملايين المليارات من اجل حياة راقية لمواطنيها والدفع بالاقتصاد وعجلة الانتاج والتنمية المستدامة إلي الامام كل هذة الامور تبدأ بالتحرك نحو المدن السكنية الجديدة  كذلك القضاء علي العشوائيات وتغير ثقافة المواطنين. وتجربة حي الأسمرات تؤكد صحة التجربة. فالمواطنون الذين تم نقلهم الي هناك قادمون من مناطق عشوائية مختلفة لم يكن لديهم أي خدمات. واليوم اصبحوا يتمتعون بكل الخدمات مدارس ومستشفيات وملاعب ونواد وغيرها من الخدمات النتوفرة بشكل اكبر وارقي في مدن كثيرة لا نعرف اسباب ايقاف وحداتها السكنية وتكون مع ايقاف التنفيذ.

 رئيس مدينة السادات 

توفير عوامل الجذب وإزالة المعوقات هو الحل

قال بسيوني عيد رئيس مركز السادات إننا أمام أمر بدأ يتكرر بالفعل ويصبح ظاهرة لن نتركها تصل إلي استغلال مشروع عظيم يستهدف تدشين مدن سكنية متطورة وحديثة بأسعار تناسب كل المصريين إلا أن هناك عوامل باتت غير منطقية ويجب أن نقف أمامها فهناك من يلجأ لتغيير النشاط المحدد لوحدته السكنية وهو ما نواجه بكل حسم وحزم وأننا يجب أن لا نحيد عن مسار المدن الجديدة وتوفير كافة عوامل الجذب والتشجيع من كافة المرافق والأنشطة والخدمات لكي يفتح أصحاب الوحدة شقته والسكن وهو دور كل رئيس مدينة وجهاز وتنفيذ لتعليمات وزير الإسكان بأن يتم ازالة أي أمور تعيق سكن المواطن وهو ما نقوم به هنا في السادات بفتح حوار دائم بيننا وبين سكان الوحدات السكنية والتجارية ومعرفة مشاكلهم والسعي في حلها.

يضيف: المواصلات قد تكون عائقاً إلي جانب بعد مسافة أماكن العمل لأصحاب الشقق وهو ما يجب تقريب المسافة وهو ما تعمل عليه الدولة بوجود منظومة للنقل السريع والحديث المتطور علي أحدث طراز عالمي من أجل سرعة الوصول في أقل وقت وأتوقع أنها مسألة وقت وفي العام المقبل سوف تنشط عمليات اشغال الشقق المغلقة مع الانتهاء من مشروعات مترو الانفاق والقطار الكهربائي والسريع المعلق.