قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الوزارة تعمل بالتعاون مع مجلس الشيوخ لنشر ثقافة التسامح الديني والعيش المشترك، موضحا أن بناء الإنسان هدفنا، ولا إنسان بلا وعي، وأن معركتنا مع الفكر المتطرف لم تنتهِ، حيث اختبأ المتطرفون خلف مواقع التواصل الوهمية ونحن لهم بالمرصاد، ونضيق عليهم الفضاء الإلكتروني بالفكر والعمل الجاد من خلال 28 موقعًا وصفحة وقناة، فأهل الباطل لا يعملون إلا في غياب أهل الحق، ويجب ألا يكون حماس أهل الحق لحقهم أقل من حماس أهل الباطل لباطلهم.
وأكد جمعة، أن الجماعات المتطرفة اتخذت من المغالطات وتزييف الوعي وتحميل بعض الألفاظ والمصطلحات دلالات أيديولوجية خاصة بها، مع الإلحاح المستمر على ذلك، حتى اكتسب بعضها مع الوقت عند العامة تلك المعاني التي أرادت الجماعات المتطرفة تحميلها إياها، ومن هذه المفاهيم التي يجب أن تصحح مفهوم الجاهلية ومفهوم الصحوة.
واشار إلى أن مصطلح الجاهلية فقد حاولت الجماعات المتطرفة إطلاقه على بعض مجتمعاتنا المؤمنة المعاصرة ظلمًا وزورًا، سواء من جهة الشكل أم من جهة المضمون، أما من حيث الشكل أو من حيث اللغة، فالجاهلية التي أُطْلقت على الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، فهي ليست من الجهل ضد العلم، ولم يقل أحد إنها من الجهل نقيض الإيمان؛ إنما هي من الجهل نقيض الحلم لا العلم.
أما عن مصطلح الصحوة لدى الجماعات المتطرفة والمتشددة فيحصرونه في أمرين؛ الأول: الشكل والمظهر مهما كان المضمون والجوهر، والآخر: عدد أعضاء هذه التنظيمات، ونحن نرى أن الصحوة الحقيقية هي أن نملك أمرنا وكلمتنا، وننتج غذاءنا ودواءنا وكساءنا وسلاحنا، ونرفع مستوى بلدنا ومواطنينا علميًّا وثقافيًّا ومهنيًّا واقتصاديًّا ومعيشيًّا، أن نملك جيشًا قويًّا وشرطة قويّة واقتصادًا قويًّا، فجيش قوي واقتصاد قوي يعني بلدًا ذا مكانة ومواطنًا ذا كرامة، مؤكدًا أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا.
وعن جهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، شدد وزير الأوقاف أنه تم إصدار 279 مؤلفا ومترجمًا لنشر الفكر الوسطي المستنير من أهمها سلسلة «رؤية» للفكر المستنير، حيث صدرت المجموعة الثانية من سلسلة (رؤية) للفكر المستنير في خمسة عشر كتابًا يتصدرها كتاب (الجاهلية والصحوة) وكتاب (هؤلاء هم الإخوان)، بالإضافة إلى سلسلة «رؤية» للنشء و«رؤية» المترجمة، وقد صارت إصداراتنا العربية والمترجمة علامة شديدة التميز في الفكر المستنير، وأضحت أكاديمية الأوقاف منارة للتدريب والتأهيل والتجديد.
وأضاف: أطلقنا عددًا من المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى استقرار الأسرة وحمايتها من الأفكار المتطرفة، منها مبادرة «حق الطفل» من خلال مجلة الفردوس، ومبادرة «سكن ومودة» تحت إشراف واعظة متطوعة، كما تم التنسيق بين وزارتي الأوقاف والعدل ودار الإفتاء المصرية لتدريب ألف مأذون شهريًّا للتوعية الأسرية، بالإضافة إلى تشكيل لجان مصالحة من الأئمة والمأذونين بالمراكز والمحافظات للعمل على حل المشاكل الأسرية.
وعن جهود الوزارة في التدريب أشار الوزير إلى أنه تم تنفيذ 164 دورة لأكثر من (38) ألف إمام وواعظة وإداري ومعلم ومعلمة تربية دينية، منها على سبيل المثال: الدورة التدريبية الثانية المشتركة للأئمة والواعظات من مصر والسودان، والدورات المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية وتحديات الأمن القومي للأئمة والواعظات بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا، والدورات المشتركة بالتعاون مع الأزهر الشريف للأئمة بوزارة الأوقاف والوعاظ بالأزهر الشريف، والدورات الأسبوعية في التوعية السكانية وتنظيم الأسرة والمواطنة للأئمة والواعظات.
اترك تعليق