صعدت أسعار الغاز الأوروبية مرة أخرى اليوم الأربعاء، بعد تأجيل عملية الموافقة على خط أنابيب رئيسي جديد من روسيا قالت مصادر حكومية ألمانية إنه قد لا يتم تشغيله الآن حتى مارس من العام المقبل.

علقت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا عملية تشغيل خط أنابيب نورد ستريم 2 أمس الثلاثاء ، مما قلل من الآمال في أنه سيوفر أي إمدادات غاز كبيرة إلى أوروبا في أشهر الشتاء الحاسمة.

أثارت التأخيرات في عملية الموافقة مخاوف من أن تواجه أوروبا ، التي تحصل على ثلث احتياجاتها من الغاز من روسيا ، انقطاع التيار الكهربائي بسبب انخفاض الإمدادات.

واجه مشروع نورد ستريم 2 معارضة شديدة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ، التي تقول إنها ستجعل أوروبا تعتمد بشكل كبير على روسيا في الحصول على الغاز.

لكن الحكومات الأوروبية الأخرى تقول إن الرابط الجديد حيوي لتأمين إمدادات الطاقة ، حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات التضخم بالفعل. وقفز سعر الغاز الشهر المقبل في هولندا ، الذي يعتبر معياراً لأوروبا ، يوم الأربعاء بنسبة 8٪ إلى 101.60 يورو لكل ميغاواط / ساعة.

وارتفع العقد بنسبة 60٪ تقريبًا في نوفمبر ، على الرغم من أنه لا يزال أقل بكثير من ذروة 155 يورو في 6 أكتوبر.

كما ارتفع سعر الغاز في بداية العام المقبل، حيث لا تتوقع السوق الآن أي تدفقات رئيسية عبر نورد ستريم 2 حتى وقت متأخر من موسم التدفئة الشتوي ، وفي ذلك الوقت ربما يكون الطلب قد بلغ ذروته بالفعل.

وقفز العقد الهولندي للغاز في يناير بنسبة 7.8٪ إلى 101.61 يورو لكل ميجاواط / ساعة ، بينما ارتفع عقد سعر الغاز بالجملة البريطاني للأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022 بنحو 12٪ إلى 2.45 جنيهًا للحرارة.

التضخم

تسعى الحكومات الأوروبية جاهدة لتخفيف الضربة التي يتعرض لها المستهلكون والشركات بإجراءات مثل وضع حد أقصى للأسعار والإعانات.

تتغذى أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا وحول العالم بالفعل على التضخم ، والذي قد يدفع بدوره صانعي السياسة إلى رفع أسعار الفائدة في وقت أقرب مما كان متوقعًا.

أظهرت بيانات نشرت يوم الاربعاء معدلات التضخم في كل من الاتحاد الأوروبي و بريطانيا وقفزت فوق 4٪ في أكتوبر، أكثر من أهداف البنك المركزي مزدوجة، مع أسعار الغاز التي يدفعها المستهلكون البريطانيون، على سبيل المثال، السماء بالصواريخ 28٪.

كما تعززت أسعار الغاز في أوروبا بسبب انخفاض الصادرات هذا الأسبوع من النرويج ، وهي مورد رئيسي آخر لبريطانيا والاتحاد الأوروبي ، بسبب أعمال الصيانة في بنيتها التحتية.

قالت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا إنها أوقفت اعتماد نورد ستريم 2 لأن الكونسورتيوم الذي يتخذ من سويسرا مقراً له والذي يقف وراء خط الأنابيب يحتاج إلى تشكيل شركة فرعية ألمانية بموجب القانون الألماني لتأمين رخصة تشغيل.

ونقلت إنترفاكس عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن موسكو لا تتوقع أي تغيير في الموعد النهائي لعملية التصديق.

في غضون ذلك ، أظهرت بيانات من مشغل الشبكة الألمانية جاسكاد أن تدفق الغاز الروسي عبر خط أنابيب يامال-أوروبا إلى ألمانيا كان ثابتًا وأعلى من المستويات في نهاية الأسبوع.

يعد خط الأنابيب ، الذي يمر عبر بيلاروسيا ، التي تمر بأزمة مهاجرين ومواجهة مع الغرب ، أحد المسارات الرئيسية لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.

وأظهرت البيانات أن التدفقات عبر خط أنابيب يامال-أوروبا إلى ألمانيا عند نقطة قياس مالنو على الحدود البولندية كانت تعمل بحجم ساعة يزيد عن 12500000 كيلوواط / ساعة يوم الأربعاء ، وهو نفس يوم الثلاثاء تقريبًا.