هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صائدة الرجال.. ضيعت العيال .. تنازلت عنهم ثمناً للطلاق.. وعشيقها تزوجها من أجل فلوسها

منذ بلوغها سن الشباب أصبحت "عاد" محط أنظار الشباب والرجال لجمالها الآسر وفتنتها الطاغية والتي كانت تثير دائماً حسرة البنات والنساء. وعلي العكس تماماً كان شباب المنطقة الشعبية التي تعيش يها يتلهفون علي اللحظات التي تمر فيها من الشارع ويتابعونها بأعجاب وافتتان وإن لم يجرؤ أحدهم علي معاكستها بسبب سطوة جمالها من ناحية وشراسة أشقائها من ناحية أخري.


كانت "سعاد" تنتمي لأسرة متوسطة فوالدها "تاجر ملابس" معروف في منطقتهم وأشقاؤها الذكور الخمسة كانوا يعملون معه في تجارته أما أمها فكانت "ربة منزل" مثالية ترعي زوجها وأبناءها وتسهر علي راحة الجميع دون كلل أو تعب.


أحست بسطوة جمالها وتأثيرها علي كل من يراها لكنها لم تكثرت بنظرات الإعجاب التي تحيط بها وإن كانت هذه النظرات ترضي غرورها وتشعرها بذاتها كأنثي مرغوبة يتمني الجميع الارتباط بها وأرادت أن تختار شريك عمرها بمواصفات حددتها بنفسها.. أهمها "الثراء" فهي شابة جميلة تريد العيش في رغد والخروج من الحي الشعبي الذي تعيش فيه.


كان منزلها لا يكاد يخلو من الزائرين فكل يوم يأتي يطلب يدها الكل يرغب ويتمني الفوز بها.. وفي كل مرة يفاتح فيها التاجر "ابنته" ترد عليه بأنها مازالت صغيرة وكان الأب يعرف بفطنته أن "نجلته" تعلن رفضها لهذا العريس. ونظراً لحبه لابنته لم يرد إجبارها علي الزواج رغم أن بعض المتقدمين للارتباط بابنته يشرفون أي عائلة يرتبطون بها.


رغم سيل العرسان الذين طلبوا الزواج من "سعاد" إلا أنها رفضت الجميع مع اعجابها ببعضهم. وكان طموحها في حياة رغدة هو المحرك الأساسي لهذا الرفض لذلك تفاجأ الجميع عندما تقدم كهل في الخمسين من العمر للارتباط ووافقت عليه "سعاد" بل وتزوجته بعد أن قدم لها فيلا وسيارة ومهراً لم تكن تحلم به.. ولم يدم زواجها أكثر من 6 أشهر حيث طلقها العجوز الثري لسوء سلوكها معه وافتعالها للمشاكل باستمرار. وخرجت من القصر "ظافرة" برصيد كبير في أحد البنوك.


بعد الطلاق انتقلت للعيش في فيلتها الخاصة التي ظفرت بها وعاش معها والدها وأمها واثنان من أشقائها. ومرت الأيام رتيبة مملة حتي حدث ما غير حياتها فذات يوم وأثناء تجولها في السوبر ماركت بصحبة والدتها لفت انتباها أن هناك شخصاً ينتمي لبلد خليجي يلاحقها بنظراته. فكرت قليلاً وقررت أن هذا الشخص من النوعية التي تروق لها وبه كل مواصفاتها فابتسمت له وبادلته النظرات.


في اليوم التالي دق جرس الفيللا وفوجئ والد "سعاد" برجل خليجي "يرتدي العقال والجلباب يطلب مقابلته. جلس الضيف مع الأسرة بكاملها وعرفهم بنفسه وأنه ينتمي للعائلة المالكة في بلده ثم طلب الزواج منها.. وتم الموافقة علي العرض واتفق الطرفان علي تفاصيل الزواج ودفع الزوج الثري بسخاء ليحظي بتلك الفاتنة.. وللمرة الثانية كان اختيار "سعاد" للمال بنهايته الفشل.. فبعد ثلاثة أشهر فقط حدث الطلاق.. بعد أن نال الثري ما كان يتمناه واستمتع بها هذه المرة ثم هجرها.


عادت "سعاد" للمرة الثانية محملة برصيد جديد من المال.. وبعد فترة أحست بالمرارة والشقاء ورأت أن حياتها بلا طعم وقررت أن تربط- إن قدر لها ذلك- بمن تحبه لكن أملها هذا لم يتحقق إلا بعد مرور عام كامل عندما قابلت "علي" في إحدي المناسبات العائلية والذي أنبهر بها وصمم علي الزواج منها رغم معرفته بزواجها مرتين من قبل. كان مهندساً في إحدي الشركات الخاصة من أسرة متوسطة الحال ودخله ليس كبيراً. لكنها أرادت ان تختار بقلبها فتزوجته وعاشت معه أياماً سعيدة وزوقهما الله بطفلين في الأعوام الثلاثة الأولي من الزواج.


كان "علي" إنساناً شريفاً عصامياً لم يقبل أن يعيش علي أموال زوجته. وكان يواصل الليل بالنهار في العمل حتي تفوق علي زملائه في العمل واختاره ورؤساء للعمل في أحدي فروع الشركة بأوروبا براتب كبير.. وودفع "زوجته" وطلب منها الاعتناء بالصغيرين حتي يعود نهاية العام.


مر العام بطيئاً وهو يكافح في عمله بالخارج وهي منشغلة بولديها الصغيرين وعاد ليسعد بوزجته وطفليه لأشهر قليلة ثم سافر مرة أخري إلي الخارج. ومرت خمس سنوات تحديداً والحياة تمر علي الأسرة دون تغيير. فعلي يسافر كل عام إلي عمله ويعود في إجازة ثم يسافر مرة أخري تاركاً زوجته والطفلين.


في السنة الأخيرة ظهر في حياة "سعاد" شيء قلب حياتها رأساً علي عقب حيث تعرفت علي شاب يدعي "أسامة" كان شقيقاً لإحدي صديقاتها وكان أصغر منها بعدة سنوات لكنه من أول لقاء بينهما هام بها حباً لدرجة لم تتوقعها. والغريب أنها أحست بقلبها ينبض من جديد.. لكنها حولت قدر ما تستطيع أن تنجنب لقاء هذا الشاب لكن القدر ساقها لمقابلته أكثر من مرة. كما أن "أسامة" كان عاشقاً بحق فلم يترك فرصة يستطيع من خلالها أن يتكلم معها إلا واغتنمها.. وشيئاً فشيء اقترب منها  منها وتطورت العلاقة بينهما حتي وصلت إلي الوقوع في المحظور وأصبحت هي التي تحرص علي مقابلته لكن في ذورة علاقتها بأسامة عاد الزوج من سفره ليجد "زوجته" وقد تغيرت طباعها ولم تعد تتلهف عليه كما كانت من قبل بل وكانت الصاعقة التي نزلت علي رأسه بعد عودته بيومين حيث طلبت الطلاق وتمسكت به ولم ترض عنه بديلاً رغم محاولات التدخل للإصلاح بينهما وفي النهاية رضخ لطلبها بشرط أن تترك له الطفلين وعبئاً حاولت "سعاد" مساومته وأعلنت أنها لن تطلب منه أي شيء بعد الطلاق لكنها لا يمكن ان تستغني عن ولديها. رفض الزوج وأصر علي موقفه فوافقت في النهاية وفارقت زوجها وطفليها وانتقلت لتعيش مع حبيبها.


في النهاية تزوجت "سعاد" من حبيبها "أسامة" وعاشت معه في سعادة وحب لفترة من الزمن.. ومن الوقت اكتشفت في حبيبها صفات لم تكن تتخيلها فقد أثبت لها الأيام أنه كان يعتبرها "صيداً ثمنياً" ينبغي أن ينظفر به فهي جميلة وغنية ويستطيع ان يحقق أحلامه من خلالها.


تذكرت بحسرة ما مضي من حياتها وكيف أنها اختارت أزواجها الثلاثة بمواصفاتها هي وكانوا صيداً سهلاً لها. لكنها الآن تحولت من صياد إلي فريسة. وكانت المشكلة أنها تحت "اسامة" وترغب في العيش معه حتي آخر العمر. إلا أن طباع العاشق تبدلت تماماً.


كان "أسامة" يعلم عشق زوجته له وكان أيضاً منبهراً بها في البداية لكن بعد الزواج انطفأ وهج النيران بداخله وأصبح حبه لزوجته عادياً يفتقد إلي الحرارة ومع الوقت أصبح يحس بالملل معها خاصة وأنها تعدت الخامسة والثلاثين من عمرها وهو مازال في ريعان شبابه. وكان الشيء الوحيد الذي يجعله حريصاً علي مشاعرها هو حاجته الدائمة إلي المال الذي لم تبخل به عليه.. لكنه بدأ يسهر خارج المنزل كثيراً وينفق الكثير من أموالها دون حساب.. وعندما تحدثت معه في هذا الأمر ثار عليها وعاتبها أنها تعايره بفقرة وانصرف من أمامها غاضباً.. لكنها بدافع حبها انطلقت خلفه ومازالت تلاطفه حتي عاد الوئام بينهما مرة أخري.


في أحد الأيام قررت مراقبته لتعرف أين يقضي سهراته وعلي من ينفق ما لها وكانت الصاعقة التي زلزلت كيانها حين أكشتفت أنه يعيش مع امرأة أخري تعمل مضيفة بأحد الملاهي الليلية وانه ينفق عليها الأموال بما عرفت فرد عليها ببرود "أنا حر في حياتي ولن أتغير".


طلبت منه الطلاق فساومها أن تدفع له مبلغاً من المال حتي يطلقها.. وفعلاً رخضت "سعاد" في النهاية لطلباته وأبرأته من كافة حقوقها الشرعية. كما أعطته مبلغاً من المال مقابل طلاقها.. وندمت علي هجرها لزوجها وعمرها الذي ضيعته من أجل المال الذي لم يسعد حياتها أو ينفعها في آخر أيامها.. وهي تعيش وحيده بعد أن تنازلت عن أولادها من أجل الإنسان الذي خدعها بالحب الزائف من أجل أموالها!





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق