هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"الذيول الإيرانية" وراء محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي

نتائج الانتخابات أظهرت الغضب الشعبي ضد الجماعات الموالية لطهران

"الخزعلي" أصدر تهديدًا صريحًا ضد الكاظمي عقب أحداث الجمعة!

مخاوف من تفشي أعمال العنف بعد التوترات بين الجماعات الشيعية المتناحرة


محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تمثل دلالة قاطعة على أن الكثيرين لا يريدون الاستقرار في العراق، سواء في الداخل أو الخارج. وتأتي هذه المحاولة بعد إجراء انتخابات شهد لها الكثيرون وأشادوا بنزاهتها واتباعها كافة الإجراءات المرعيّة في أي انتخابات حرة وشفافة.

جاءت الجريمة النكراء بعد يومين من الاشتباكات بين القوات الحكومية وأنصار الأحزاب السياسية المدعومة من إيران والتي خسرت عشرات المقاعد البرلمانية بعد الانتخابات العامة التي جرت في 10 أكتوبر. معظم الأحزاب لها أجنحة مسلحة، ودعت إلى تنظيم مظاهرات بعد الخسارة، مما أثار غضب قادة الفصائل وأثار عدة احتجاجات واعتصامات خلال الأسابيع الماضية.

وتحولت مظاهرات "ذيول إيران" أنصارهم إلى أعمال عنف يوم الجمعة عندما رشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة بالقرب من المنطقة الخضراء، مما أدى إلى إصابة عدد من الضباط.

وأمر الكاظمي بفتح تحقيق في مقتل وإصابة المتظاهرين وقوات الأمن في تلك الاشتباكات.

فسر تقرير على موقع سكاي نيوز قول الكاظمي خلال ظهوره التلفزيوني: "الصواريخ والمُسيرات الجبانة لا تبني أوطاناً، ولا تبني مستقبلاً"، بأنه إنما قال فعلياً إن الجهة الواقفة خلف هذه العملية داخلية وليست خارجية، وأنها ليست التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وغيرها، بل طرف له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية.

وأشار الكاظمي بشكل غير مباشر إلى القوى السياسية العراقية التي لا تلتزم بالأطر الدستورية والقانونية، والمتمثلة في فصائل الحشد الشعبي الولائية المُقربة من إيران، حيث أعلنت صراحة عدم قبولها بالنتائج وصارت تضغط وتهدد بالفوضى ما لم يتم التراجع عن نتائج الانتخابات.

قال الباحث العراقي شفان رسول لسكاي نيوز عربية الدلائل الموضوعية على القوى الفاعلة وقال: "عقب الانتخابات خرجت منابر وإعلاميون يقولون صراحة إنهم مقربون من تنظيمات الفصائل الولائية، ويهددون بشن هجمات بالطائرات المُسيرة، ما لم يتم تغيير نتائج الانتخابات وإشراك تلك القوى في السُلطة مُجدداً، وعدم المساس بامتيازاتها وسلاحها".

لعل هذه الأحداث والمؤشرات المصاحبة للانتخابات وعمليات فرز الأصوات تلقي بالكثير من الشكوك، او الاحتمالات القوية، التي ترجح قيام هذه الجماعات بتنفيذ الهجوم الفاشل بطائرات مسيرة على مقر إقامة الكاظمي في المنطقة الخضراء ببغداد.

لقد ألقى بعض قادة أقوى فصائل الميليشيات الموالية لإيران باللوم علانية على الكاظمي في أحداث الجمعة، وتوعدوا بالانتقام، للمتظاهر الذي لقي حتفه في الاشتباكات.

ونقل موقع "بولوتيكو" عن قيس الخزعلي زعيم ميليشيا "عصائب اهل الحق" في تصريحات مسجلة لمؤيديه، قائلًا للكاظمي: "سنحاسبك على دماء الشهداء". كان للمتظاهرين مطلب واحد فقط ضد التزوير في الانتخابات. لكن الرد (بالذخيرة الحية) يعني أنك المسؤول الأول عن هذا التزوير ".

وحضر جنازة المتظاهر يوم السبت قادة الفصائل الشيعية المدعومة من إيران والتي تُعرف مجتمعة باسم قوات الحشد الشعبي.

يقول محللون، في تقرير لوكالة رويترز، إن نتائج الانتخابات عكست الغضب الجماهيري تجاه الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، والتي تُتهم على نطاق واسع بالتورط في قتل ما يقرب من 600 محتج خرجوا إلى الشوارع في مظاهرات منفصلة مناهضة للحكومة في عام 2019.

نقلت شبكة سي إن إن عن مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي، إنه في وقت قريب من الهجوم كان الكاظمي عائدا من الإشراف على القوات الأمنية التي تقف في مواجهة مع المحتجين عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء، وهي المنطقة شديدة التحصين في بغداد حيث مقر إقامة رئيس الوزراء وغيرها، وتقع بها المباني الحكومية والدبلوماسية.

 ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال لكنها تأتي وسط توترات متصاعدة في العاصمة.

لم يصب الكاظمي بأذى، حيث ظهر لاحقًا على شاشة التلفزيون العراقي جالسًا خلف مكتب مرتديًا قميصًا أبيض، وكان يبدو هادئًا ومتماسكًا. وبدا أن يده اليسرى ملفوفة بضمادة. وأكد أحد المساعدين حدوث جرح طفيف.

ترأس الكاظمي اجتماعا مع كبار قادة الأمن لمناقشة هجوم الطائرة بدون طيار. وقال مكتبه في بيان بعد الاجتماع إن "الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف منزل رئيس الوزراء بهدف اغتياله، هو استهداف خطير للدولة العراقية من قبل الجماعات المسلحة الإجرامية".

وكانت الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وآخرون قد أشادوا بالانتخابات، والتي كانت في الغالب خالية من العنف وبدون أخطاء فنية كبيرة.

لكن بعد التصويت، نصب أنصار الميليشيات خيامًا بالقرب من المنطقة الخضراء، رافضين نتائج الانتخابات وهددوا بالعنف ما لم تتم تلبية مطالبهم بإعادة فرز الأصوات.

وألقت المزاعم، التي لا أساس لها، حول تزوير إرادة الناخبين بظلالها على التصويت. كما أدت المواجهة مع أنصار الميليشيات إلى زيادة التوترات بين الفصائل الشيعية المتناحرة التي يمكن أن تتحول إلى أعمال عنف وتهدد الاستقرار النسبي الجديد للعراق.

وأجريت الانتخابات قبل أشهر من الموعد المحدد لها استجابة للاحتجاجات الجماهيرية في أواخر عام 2019، والتي شهدت احتشاد عشرات الآلاف في بغداد والمحافظات الجنوبية، حيث احتجوا على التدخل القوي لإيران في شؤون العراق من خلال الميليشيات المدعومة من إيران.

فقدت الميليشيات بعض شعبيتها منذ تصويت 2018، عندما حققت مكاسب انتخابية كبيرة. ويحملهم الكثيرون مسؤولية قمع احتجاجات 2019، وتحدي سلطة الدولة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق