تسير الكاتبة والإعلامية اللبنانية عبير كزبور على خط محدد في طريق الكتابة، خط تعرفه جيدا حددته منذ اللحظة الأولى وتلتزم به إلى الآن بعد أن وصلت إلى إصدارها الرابع والأحدث والذي خرج مؤخرا بعنوان "تحت.. سقف العزلة" ووقعته في معرض الشارقة للكتاب .. ويمكننا أن نصف هذا الخط بأنه إنساني بامتياز ، يهتم بكل ما حميمي وكل ما يقرب الإنسان من الآخر ، هي تصف كتابتها بأنها نصوص حرة وهي كذلك بالفعل فستجد عزيزي القارئ فيها الشعر والسرد معا ، وتمتاز كتابتها بالجملة القصيرة المكثفة، التي تومض في عقلك كالبرق الخاطف لا سيما في كتابها السابق عن التسامح.
وقد اجتازت كزبور دورة في التسامح بعنوان "فرسان التسامح" ليتم اختيارها ضمن نخبة من الشخصيات الأبرز في هذا المجال ويتم تكريمها ، وعن التسامح تقول عبير: لابد أن يسعى الإنسان دائما للتسامح مع الآخر ولكن قبل أن يصل إلى ذلك أو يحاول أن يصل لابد أولا أن يعرف الطريق إلى التسامح مع ذاته أولا وهذا مفتاح هام من "مفاتيح التسامح" والذي اتخذته عبير عنوانا لكتابها الذي يضم مجموعة قصص ومبادئ تتحدث عن الكثير من مفاتيح التسامح وطرق الوصول إليه ، أما سقف العزلة التي ظلت كزبور تعيش تحته لفترة طويلة فهو سقف الجائحة والعزلة هي تلك الحالة التي دخلها العالم كله وليست عبير وحدها، وهنا رأت عبير أن عزلة كوفيد ليست سيئة تماما وإنما لها جانب إيجابي ، حيث بدأت فعلا باستثمار الوقت في التأمل ومراجعة الذات تقول عبير لجمهورية أون لاين: إنني اكتشف في تلك العزلة الإجبارية قيمة الوقت وكيف كنا نهدر الكثير منه في رحلة حياتنا اليومية وأننا يجب علينا أن نعيد النظر فيه وتضيف إن كل دقيقة تضيع خسارة جسيمة لنا في عالم لكل دقيقة ثمنها ومن أقوالها في الكتاب.
كما حاولت النصوص مقاومة المرض أيضا ودعم الروح والذات لتواجه هذا الوضع الكئيب الذي ساد العالم فجأ .. وأوضحت كزبور أنها أصدرت فيديو سجلت فيه الكثير من نشاطها ونصوصها وسجلت البار كود على غلاف الكتاب ، ودشنت كذلك مبادرة "خليك بالبيت واستمتع بالقراءة" وهي إحدى أوجه العزلة الإيجابية.. في النهاية فإن عبير كزبور كاتبة تؤمن أن الكتابة ربما تكون طريقنا للسعادة والراحة والطمأنينة ولذا جاءت نصوصها كلها شفيفة وإنسانية تكشف ما تحمله في أعماقها من محبة للذات والعالم.
اترك تعليق