هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

فى الذكرى 104 لوعد بلفور.. هكذا زرعت بريطانيا وأمريكا اليهود فى فلسطين 

الاحتلال يواصل نهب الأراضى.. الانقسام يعصف بالفلسطينيين.. لندن ترفض الاعتذار

أمس الأول، مرت الذكرى 104 على صدور وعد بلفور الذى اعترفت فيه بريطانيا بحق اليهود فى إقامة وطن قومى لهم فى فلسطين. وكان هذا الوعد فى صورة خطاب بعث به وزير خارجية بريطانيا أرثر بلفور، إلى المليونير اليهودى روتشيلد عن طريق إسحاق وايزمان أستاذ الكيمياء العضوية فى جامعة مانشستر ورئيس الجمعية الصهيونية البريطانية وأول رئيس اسرائيلى فيما بعد. وشارك فى صياغته عدد من مسئولى الخارجية الأمريكية مما يؤكد  أن الدور الامريكى فى  مأساة فلسطين كان مبكرا بأكثر مما يعتقد كثيرون


ويرجع البعض صدور هذا الوعد- الذى عارضه معظم أعضاء الحكومة- إلى رغبة بريطانيا فى الحصول على  قرض يبلغ 400 مليون استرلينى من ال روتشيلد بعد ان انهكت الحرب العالمية الاولى اقتصادها. كما قدمت الحركة الصهيونية الى بريطانيا سر اختراع الاسيتون الذى استنبطه وايزمان من الذرة لاستخدامه فى صنع المفرقعات.
 
وهذا مبرر غير مقنع  ويظل السبب الحقيقى هو أن بريطانيا آلت على نفسها أن تنوب عن اوروبا  وتكون مخلب القط فى تهيئة فلسطين لزرع كيان يهودى لتمزيق الوطن العربى.

وهناك  عدة حقائق لابد ان نشير اليها فى تلك الذكرى الأليمة. أولها ان الوعود لاتقيم دولا بل يقيمها العمل. فبريطانيا لم تكتف بالوعد بل شفعته بالعمل طوال 31 عاما بعد ان احتلت فلسطين - وسمت الاحتلال انتدابا على سبيل التضليل - على توطئة الامر لليهود فى فلسطين ولم تنسحب إلا بعد ان وطات لهم الأمر فى فلسطين فى الدقيقة الاخيرة  يوم الجمعة 14 مايو 1948  ليعلن اليهود قيام كيانهم فى الدقيقة الاولى من يوم السبت 15 مايو.

وكان بن جوريون يطوف بين التجمعات اليهودية فى العالم ويحذر من الاسترخاء واعتبار أن الوعد وحده يمكن ان يقيم دولة ويردد عبارته  "الدولة اليهودية لن تقوم إلا بدمائنا ودموعنا".

وهناك ملاحظة أخرى، وهى الاتهامات الظالمة التى يتعرض لها الفلسطينيون بانهم لم يهتموا بالخطر اليهودى فى الوقت المناسب. لم يعش الفلسطينيون جاهلين  بالخطر اليهودى منذ السنوات الأولى بعد أن وصلت أولى الهجرات اليهودية اليها عام 1837. كانوا يثيرون المشكلة مع الدولة العثمانية صاحبة الولاية على فلسطين. وتتحدث كتب التاريخ عن اشتباكات دامية دارت بين الفلسطينيين ويهود هبطوا على ساحل يافا فى 1880 وسقوط عدد من الشهداء ومقتل عدد من اليهود. 
  
104 عاماً مرت على وعد بلفور، والذاكرة الفلسطينية حبلى بذكريات مأساوية لا حدود لها في ممارسة أبشع صور الإجرام والإرهاب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إتباعا من سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي وتغيير الواقع الجغرافي، وبناء المستوطنات وإقامة الحواجز والجدار العازل، وفرض الحصار وتبني سياسة التهجير الجماعي أو الفردي «الترانسفير» والقمع والتجويع والاعتقالات وهدم البيوت وابتلاع الأراضي ونهب أملاك الغائبين، وسرقة المياه وطمس الحقائق التاريخية والسياسة والدينية.

تأتي ذكرى وعد بلفور المشئوم ونحن في نهاية عام 2021، والشعب الفلسطيني في خضم الأمواج المتلاطمة يعاني أشد الأمرين، من جراء الانقسام المتوحش في الساحة الفلسطينية، الذي أسدل بظلاله ستار الظلم والظلام على تاريخ وحاضر ومستقبل الشعب والقضية الوطنية، الذي طالت نتائجه السلبية كافة مناحي الحياة, لهذا على الجميع تحكيم المصلحة الوطنية وتغليبها على الحزبية الضيقة، والإسراع إلى توافق وطني ينهي الانقسام الذي أدمى قلوب أبناء الشعب وشحذه بكافة عوامل الصمود والبقاء من أجل مواصلة مشواره النضالي في مقارعة الاحتلال وأذنابه، حتى تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة.

وجددت جامعة الدول العربية، مطالبتها في ذكرى وعد بلفور بتصحيح هذا الخطأ التاريخي، ومُطالبة بريطانيا بالإعتراف بالدولة الفلسطينية، وبهذا الظُلم التاريخي الذي تسببت فيه دعماً للسلام وفق رؤية حل الدولتين، والضغط على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، لوقف جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة، ووقف آلة الحرب والعدوان وإنهاء احتلالها لأرض الدولة الفلسطينية.

وأكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن السلام الشامل والعادل والدائم له طريق واحد، هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة منذ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمُقررات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية.

 وأضاف البيان أن ذكرى إصدار وزير خارجية بريطانيا «آرثر بلفور» تصريحه المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية، يشكّل بداية مأساة القرن التي حلّت بالشعب الفلسطيني، صاحب الأرض والحق، الذي نتج عنه نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وتمكين العصابات الصهيونية من احتلال أرضه وإقامة دولتها بعمليات تطهير عرقي وتهجير قسري واسع النطاق مع إرتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات التي لم تزل مُتواصلة.
 
وعلى الرغم من المناشدات المستمرة للجامعة العربية، ممثلة كافة الدول العربية، إلا أن بريطانيا تتجاهل تلك المطالب بسبب علاقتها وتعاملاتها مع إسرائيل، ومن خلفها الحليف الإستراتيجي للكيان الصهيوني الممثل في الولايات المتحدة، التي اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق