هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

احتفالا بنصر أكتوبر

أبناء سيناء.. العيون الثاقبة التي جعلت المواقع الإسرائيلية كتاباً مفتوحاً أمام القوات المسلحة

دائما وأبداً يتذكر أبناء سيناء الشرفاء الكلمة المؤثرة التي قالها اللواء الراحل «فؤاد نصار» مدير المخابرات الحربية الأسبق في ذلك الوقت، حينما قال أمام الرئيس الراحل محمد أنور السادات و القيادات العسكرية عقب انتصار حرب أكتوبر المجيدة، ليثبت للعالم كله مدي أهمية وعزة وكرامة أبناء سيناء الذين ضحوا بكل ما لديهم من أجل عزة وكرامة وطنهم والتي يعتبرها أهالي سيناء الشرفاء وساما علي صدورهم، حين قال للرئيس السادات وجميع الحضور عقب النصر «سيدي لم تكن لدينا أقمار صناعية، ولكن كانت لدينا هذه العيون الثاقبة والصادقة من أبناء سيناء، لقد جعلوا المواقع الإسرائيلية كتاباً مفتوحاً أمام القوات المسلحة، فلولا أبناء سيناء ما كانت حرب أكتوبر».


حيث كان يختار أبناء سيناء كلا منهم علي حسب مهارته وقدرته علي العطاء، فمنهم من كان يختار التصوير، فيقوم بتصوير مواقع وارتكازات العدو، حيث كانت أجهزة المخابرات تقوم بتدريبهم علي استخدام أحدث كاميرات للتصوير في ذلك الوقت، حيث كانوا يختبئون وسط الأغنام ويرتدون «القاعد»، وهو ملبس مصنوع من صوف الخراف حتى يتمكنوا من الإختباء وسط الأغنام دون أن يكتشفهم العدو الإسرائيلي، فكانوا ينقلون كل تحركاتهم للقيادة المصرية.

 

ومنهم من اختار العمليات الاعتراضية التي تقع خلف خطوط العدو في الجبهة، حيث يتم من خلال تلك العمليات التدريب على المواقع المتواجدة في آخر جبهة العدو، حيث كان الجيش يقوم بقصف مواقع العدو علي الجبهة، ويقوم أبناء سيناء بضرب المواقع المتواجدة في آخر الجبهة.

 

مهندس الألغام والشيخ سمحان

هو شاب من أبناء سيناء تخصص في زرع الألغام في طريق مدرعات وعربات القوات الإسرائيلية في سيناء وقام بعدة عمليات ناجحة بعد وضع الألغام في أماكن مختلفة وإخفائها بطريقة فنية رائعة يصعب علي القوات الإسرائيلية اكتشافها.. لذلك سمي المجاهد موسي رويشد بمهندس الألغام وذاع صيته في سيناء وبدأت المخابرات العسكرية الإسرائيلية في البحث عنه في كل مكان دون جدوي.

 

ومن أبطال سيناء الشيخ سمحان موسطي مطير من أهم مشايخ جنوب سيناء وأكثرهم تقديراً واحتراماً بين الأهالي فهو ابن قاضيهم الشرعي السابق وعالم الدين، وأكثرهم خبرة ودراية بسيناء وجبالها ووديانها وأكثر المشايخ تعاوناً مع الحكومة المصرية، وكان الشيخ سمحان موجودا في سيناء عند اجتيازها بواسطة القوات الإسرائيلية وبدأ مباشرة في تقديم المساعدات لأفراد القوات المسلحة المصرية في سيناء وتسكين الشاردين منهم.. ثم تمكن من العبور إلي البر الغربي حيث وصل إلي سفاجا علي متن سفينة صغيرة وقدم نفسه إلي المخابرات الحربية المصرية وبدأ يتعاون معها في إرسال رسائل إلي قبائل الجنوب عبر إذاعة صوت العرب لحثهم علي الصمود والنصر.

 

أول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية

من أبرز الأبطال أيضا الشيخ متعب هجرس شيخ قبيلة البياضين وأول شيخ ينضم لمنظمة سيناء العربية وأول من فتح بيته لاستقبال الآلاف من الجنود المصريين من سيناء عام 1967 وأول من قام بنفسه ورجاله بتوصيلهم إلي البر الغربي وتم القبض عليه هو ومجموعة من رجاله بواسطة القوات الإسرائيلية عام 1968 ووضع بالسجون الإسرائيلية، كما يعد أول شهيد يتم دفنه في سيناء بعد عام 1977.

 

«فهيمة» لا تعرف الخوف

هي أول سيدة بدوية تعمل في منظمة سيناء العربية، فكانت تحمل جهاز اللاسلكي المتنقل، وهي ناقلة التموين للأفراد خلف الخطوط وأول سيدة يتم تكريمها من رئيس الجمهورية هي وزوجها وحصولها على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، كما قامت فهيمة بإيواء أحد الفدائيين في منزلها لفترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام من الحطب، وكانت تقدم له الطعام والشراب وهو في حفرته، وكانت سعيدة لأنها تقدم العون لمصر والمعلومات التي تدعم القوات المسلحة المصرية.

 

الشيخ أبو جرير وتدريب الشباب

الشيخ عيد أبوجرير له دور بارز في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمصر حيث أمر مريديه وأتباعه بجمع الأسلحة التي تركها الجيش المصري بعد نكسة يونيو 1967 وأخفاها في أماكن سرية ثم أعادها إلي القوات المصرية وقام بترشيح بعض الشباب السيناوي لتدريبهم علي أعمال المخابرات وتحققت علي أيديهم نجاحات كبيرة في مهام صعبة كلفوا بها داخل إسرائيل، وقد قام وزير الدفاع الأسبق محمد صادق بزيارته في جزيرة مسعود بالشرقية وشكره علي مجهوداته لصالح القوات المسلحة وعلي إيوائه للمجاهدين ومباركته لهم قبل انطلاقهم إلي الأرض المحتلة لتنفيذ العمليات الفدائية.

 

الهدهد عنده الخبر اليقين

يعتبر المجاهد السيناوي شلاش خالد العرابي من أنشط مندوبي المخابرات الحربية وأبرز رجال منظمة سيناء العربية الذي أفقد المخابرات الإسرائيلية بكل أجهزتها توازنها في أواخر الستينيات لذلك سمي بهدهد بئر العبد ورصد جهاز الأمن الإسرائيلي المعروف باسم «الشين بيت» آلاف الدولارات مكافأة لمن يرشد عنه أو يساعد في القبض عليه حياً أو ميتاً، وهو المجاهد الذي نُشرت قصته في كتاب «المخابرات السرية العربية» للكاتب الإسرائيلي ياكوف كاروز، وهو الفدائي الذي قال عنه المدعي العام العسكري الإسرائيلي «عوزي زاك» بأنه وشبكته من أخطر شبكات الجاسوسية التي كشفت عنها إسرائيل حتي الآن وذلك أثناء محاكمته أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية والتي حكمت عليه في التهم الأربع التي وجهت إليه بالسجن لمدة 93 عاما، وقد قبضت عليه المخابرات الإسرائيلية في آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو في ديسمبر عام 1968 وهي العملية رقم «46» بعد مقاومة عنيفة منه وتبادل لإطلاق النار نتج عنه إصابته في الفك وقطع في اللسان.

 

ألغام تنكة وأبوزنيمة

المجاهد عودة موسي مطير أحد أبناء سيناء الذي قام بزرع ألغام في منطقة جبل تنكة وأبوزنيمة وكان معه من أبناء سيناء المجاهدين كل من سليمان سليم وجديع عيد وحسين مبارك سعيد من قبيلة الصوالحة بجنوب سيناء و قبض عليه لأول مرة عام 1968 وتم التحقيق معه في سجن صرفند ثم نقل إلي سجن الرملة بتهمة التعامل مع المخابرات المصرية بعد انفجار الألغام ولكن دون محاكمة حيث لم يثبت عليه شيء وأفرج عنه بعد عدة أشهر وقبض عليه مرة أخري عام 1972 مع زميليه سليمان سليم وجديع عيد وتم التحقيق معهم بتهمة إيواء بعض الجنود المصريين والرائد ابراهيم زياد من القوات المسلحة ولكنه لم يعترف في الوقت الذي قام شقيقه عبدالله موسي مطير بنقل الرائد ابراهيم ومن معه إلي جبل البتة عند شخص من قبيلة الحويطات وقد أفرج عن سليمان وعودة ولم يفرج عن جديع وبعد الإفراج عنه شُرد في الجبال إلي أن تمكن من الحضور إلي وادي النيل عام 1974 واستقبله وزير الدفاع وتم منحه نوط الامتياز من الدرجة الأولي.

 

النمر الأسمر خلف العدو

حسن علي خلف الملقب بالنمر الأسمر وهو شاب من منطقة الجورة في الجنوب من الشيخ زويد كان حسن وقتها لايزال طالبا بالصف الثاني الثانوي عندما احتلت القوات الإسرائيلية سيناء، وقد شهدت منطقة الجورة والشيخ زويد ورفح مجازر حقيقية علي يد القوات الإسرائيلية التي كانت تقتل كل من يقابلها من المصريين في سيناء سواء من الجنود أو المدنيين رجالا ونساء وشاهد حسن كل ذلك أمام عينيه ولكن أرسله والده إلي بورسعيد عبر الملاحات خوفاً عليه ولكن بعد أن وصل حسن إلي البر الغربي التحق بأفراد منظمة سيناء العربية التي شكلتها المخابرات الحربية وبعد تدريبه ذهب في أول مهمة في سيناء خلف الخطوط لتصوير المواقع الإسرائيلية شمال سيناء في مناطق رمانة وبئر العبد والعريش ونجح حسن وتوالت العمليات الناجحة التي قام بها وأهم عملياته هو ضرب قيادة القوات الإسرائيلية في العريش التي تضم عناصر المخابرات ومبيت لطياري الهليكوبتر وكان مقرها مبني محافظة سيناء القديمة بالعريش.

 

فدائي قبيلة الترابين

ظهر فدائي قبيلة الترابين هو عودة صباح الويمي من أفراد قبيلة الترابين وهو الذي أبلغ المخابرات الحربية عام 1972 أن القوات الإسرائيلية في سيناء تقوم بالتدريب علي عبور مانع مائي عند منطقة سد الروافع بوسط سيناء وكان هذا الخبر من الأخبار المهمة جداً والغريبة وقد قام عودة صباح الويمي بإرسال بعض الصور الفوتوغرافية إلي المخابرات الحربية المصرية التي التقطها لمعدات العبور الإسرائيلية وفي أكتوبر عام 1973 وبعد عبور قواتنا المسلحة قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار أبلغ عودة الويمي المخابرات الحربية بأن معدات العبور السابق الإشارة إليها تخرج من المخازن وتتجه نحو قناة السويس وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس في الدفرسوار.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق