حققت قناة السويس إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية أدت إلي زيادة كبيرة في إيراداتها لتصل خلال العام المالي الحالي إلي حوالي 100 مليار جنيه رغم التداعيات السلبية لجائحة كورونا علي حركة التجارة العالمية وسلاسل الأمداد وقطاع النقل البحري بأكمله.
أكد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ان رجال الهيئة مستمرون في بذل العطاء والجهد. واستطاعت الهيئة بفضل جهودهم في الارتقاء بمعدلات الأداء وتحقيق العديد من الإنجازات الاقتصادية والتنموية.
أشار رئيس الهيئة إلي أن حركة الملاحة بالقناة خلال شهر أغسطس من العام الماضي بفارق 372 سفينة بنسبة زيادة قدرها 6.24%. كما بلغت اجمالي الحمولات الصافية 2.110 مليون طن مقابل 1.95 مليون طن خلال شهر أغسطس من العام الماضي بفارق 15 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 9.15%.
أوضح أن هذه المعدلات المرتفعة جاءت نتيجة استباقية متعددة المحاور تبنتها الهيئة. أبرزها تبني سياسات تسويقية مرنة والإعلان عن حوافز وتخفيضات لمختلف أنواع السفن مع الدخول إلي أسواق جديدة وبعيدة جغرافياً عن قناة السويس لاجتذاب أعداد من السفن كانت لا تعبر القناة في السابق.
أشار إلي أن حركة التجارة العابرة بقناة السويس حققت خلال أغسطس الماضي. أعلي إيراد في تاريخها بلغ 559 مليون دولار. بزيادة تصل إلي 46% مقارنة بإيرادات بلغت 468 مليون دولار في أغسطس الماضي.
أرجعت مصادر مطلعة بهيئة قناة السويس ارتفاع حركة التجارة العابرة بالقناة إلي قدرتها علي استيعاب أعداد كبيرة من السفن في اليوم الواحد. مع قصر زمن العبور. ما يلبي احتياجات مشغلي السفن. مقارنة بالطرق البديلة. إلي جانب أن عودة الأنشطة الصناعية للعمل بشكل طبيعي بعد توقف بسبب جائحة كورونا. وذلك بعد اتجاه معظم دول العالم إلي تعطيم مواطنيها. وبالتالي إلغاء إجراءات الغلق التام.
أفادت المصادر ان زيادة الطلب علي المواد الخام والمنتجات النهائية بشكل ملحوظ في جميع دول العالم لتلبية الاحتياجات الصناعية والتجارية من مواد خام ووقود ومعادن. مشيرة إلي أن سعي الشركات العالمية إلي تعويض الخسائر التي لحقت بهم اثناء فترة الإغلاق التام وتوقف الأنشطة الاقتصادية نتيجة للجائحة.
قالت إن زيادة الطلب بشكل كبير أدي إلي انتعاش غير مسبوق في حركة التجارة المنقولة بحرا ونتيجة لمحدودية أعداد السفن والحاويات المتاحة لنقل مواد الخام والبضائع المطلوبة بين دول العالم أدي إلي زيادة كبيرة في نوالين الشحن وذلك علي مستوي جميع أنواع السفن مما صب في زيادة أهمية الوقت والأمان بشكل كبير بالنسبة للسفن مما جعل قناة السويس الاختيار الأول لملاك ومشغلي السفن لنقل البضائع بين الشرق والغرب والعكس.
قال الفريق أسامة ربيع. رئيس هيئة قناة السويس في تصريحات صحفية. إن الأرقام القياسية التي تسجلها حركة الملاحة اليومية في القناة. تعطي دلالة واضحة علي الأهمية الاستراتيجية التي تحظي بها قناة السويس في المجتمعي الملاحي وأنها دائماً ما تكون الخيار الأول للخطوط الملاحية العالمية. كما تثبت احصائيات الملاحة بما لا يدع مجالا للشك في الجدوي الفنية والاقتصادية لمشروع قناة السويس الجديدة وأبعاد رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة تنفذ هذا المشروع القومي العملاق في وقت قياسي والذي نجح في زيادة الطاقة العددية والاستيعابية للقناة وساهم في تطوير الخدمات الملاحية المقدمة للعملاء ورفع التصنيف العالمي للقناة.
شدد رئيس الهيئة علي أن قناة السويس تضع نصب أعينها مواكبة التطورات المتلاحقة في صناعة النقل البحري بانتهاج رؤية مستقبلية واعدة واتخاذ خطوات سباقة من خلال مشروعات التطوير المستمرة في المجري الملاحي والارتقاء بمستوي الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة بما يكفل الحفاظ علي ريادة القناة كأسرع واقصر وأكثر الممرات الملاحية أمانا والاختيار الأول لحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرق.
قال محمد صلاح مدير العمليات السابق في توكيل الحمامصي مارين. ومحاضر في احدي جامعات سلطنة عمان رن التجارة الدولية ارتفعت بسبب زيادة الطلب علي السلع المصنعة مما أدي إلي زيادة نوالين الشحن بجانب أزمة الحاويات لمواكبة ذلك الطلب. مما أثر بشكل كبير علي حركة التجارة العابرة بقناة السويس بالإيجاب وزاد من أعدد السفن خاصة الحاويات وحجم البضائع المنقولة بعد فترة إغلاق مازال تداعياتها تلقي بظلالها علي النقل البحري.
كما أعلنت وزارة التخطيط عن استراتيجية تنمية قناة السويس بخطة العام المالي الحالي 21/2022. حيث أكدت الدكتورة هالة السعيد. وزيرة التخطيط والتنمية المحلية ان قناة السويس تعد شرياناً رئيساً لحركة التجارة العالمية المنقولة بحراً. حيث يعبر من خلالها نحو 10% من إجمالي حركة التجارة العالمية. وما يناهز 25% من اجمالي حركة البضائع المحواة عالمياً. و100% من اجمالي تجارة الحاويات المنقولة بحرآً بين آسيا وأوروبا. اضافة إلي كونها من أهم حلقات سلاسل الإمداد العالمية. فضلاً عن الاستحواذ علي مرور 93% من أسطول السفن الصب الجاف. ونحو 62% من ناقلات البترول ومشتقاته. وعلي صعيد الاقتصاد الوطني. يعد نشاط قناة السويس من المصادر الرئيسية المولدة للنقد الأجنبي. حيث يحقق في الوقت الحاضر إيراداً سنوياً في حدود 84.5 مليار دولار.
أوضح تقرير وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية انه لتعظيم العوائد الاقتصادية لقناة السويس. من المستهدف تنمية المنطقة الاقتصادية وتحويلها إلي منطقة صناعية عالية التقنية. ومنطقة لوجيستية لتكون مركزاً رئيسياً للتجارة العالمية.
وعنصراً داعماً لجهود تعزيز التنافسية الدولية لقناة السويس علي خريطة الممرات الملاحية العالمية. ولذا يرتكز المنظور الشامل لتطوير منطقة القناة علي تبني مشروعات تنموية مستحدثة من شأنها إحداث طفرة اقتصادية تتحول معها المنطقة في محيطها إلي قطب من أقطاب النمو. فالمنطقة الاقتصادية تغير وظيفة القناة من مجرد ممر مائي إلي منطقة تنموية تضم مناطق ترانزيت وإعادة تصدير.
ويتم من خلال مستودعاتها ومخازنها ومراكزها اللوجيستية ومصانعها تفريغ حمولات الناقلات الكبيرة العابرة للقناة. وإدخال عمليات تجهيز وتعبئة وتصنيع خفيفة عليها ترفع من قيمتها المضافة. ثم يعاد شحنها في مركبات أصغر حجماً إلي مراكز الاستهلاك أو الاستخدام النهائي. كما تضم المنطقة مصانع لشركات عالمية تستهدف تصدير انتاجها للأسواق الخارجية. وبخاصة للقارة الافريقية.
اترك تعليق