أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، فى 9 سبتمبر 2021، أن الأسطول الخامس التابع لها شكل "قوة المهام الـ 59" في الخليج بقيادة خبير الروبوتات "مايكل براسور"، وذلك لزيادة قدرته على الردع، ودمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعى بسرعة في نطاق عملياته.
هذه القوة التي ستكون الأولى من نوعها التابعة للبحرية الأمريكية، تستخدم الطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل التي لا تحتاج إلى تدخل العنصر البشرى، لتحقيق عدد من الأهداف الأمريكية فى منطقة الخليج العربى.
الهدف الرئيسى.. ردع إيران وتبديد المخاوف
ويرى المحللون أن القوة العسكرية الأمريكية البحرية المُسيّرة في الخليج العربي، تهدف فى الأساس إلى ردع إيران لاسيما في ضوء تطورات متلاحقة؛ منها اختطاف ناقلة الأسفلت والبيتومين (أسفلت برنسيس) في خليج عمان في شهر أغسطس الماضي، والهجوم بطائرة مُسيّرة على ناقلة نفطية ذات صلة بإسرائيل في 29 يوليو الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل جندي بريطاني سابق ومواطن روماني. وقد تكرر نشر الأسطول الخامس الأمريكي لمشاهد تتحرش فيها قطع بحرية إيرانية بسفن حربية أمريكية في الخليج العربي، وعلى مسافات قريبة منها للغاية.
كما تهدف الولايات المتحدة من خلال قوتها البحرية المسيرة في الخليج العربي، إلى إحكام رقابتها على الأنشطة وأنماط الحياة البحرية والساحلية ومعالجتها بصورة مستمرة. وهو الأمر الذي تتزايد أهميته بفعل اتجاه القوات البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثورى إلى تمويه أصولها كى تبدو مدنية لتغطية عملياتها.
وفي مطلع العام الجاري، أكدت القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني امتلاكها منظومات عسكرية ولوجستية متنوعة تجعلها تمتلك سيطرة ورصداً تاماً لمنطقة الخليج العربي، حسب ادعائها. وهذا أكد أهمية تعزيز الرقابة الأمريكية على هذه المنطقة، لاسيما مع التقارير التي تشير إلى استخدام النظام الإيراني للمدنيين في المناطق الساحلية كدروع بشرية في النزاعات العسكرية المحتملة.
وبالنظر إلى موقع إيران الجغرافي وقدراتها الصاروخية واستعدادها للتصعيد، فإن تحولها إلى قوة إقليمية في مجال الطائرات من دون طيار "درونز" يشكل تحدياً أمام الولايات المتحدة ومصالحها الحيوية في المنطقة. وقد تكرر التأكيد على هذا المعني من قِبل قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال "كينيث ماكنزي"، في مناسبات عدة، خاصة مع نظر النظام الإيراني إلى القوات البحرية لفيلق الحرس الثوري كرأس حربة في مواجهته مع الغرب من جهة، وتكرار تهديده بعرقلة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز من جهة ثانية. وفي هذا السياق، تهدف القوة الأمريكية البحرية المسيرة إلى منع إيران من إنكار أفعالها وتقويض يدها المطلقة في عقر دارها.
وأوضح المحللون أن أول قوة أمريكية بحرية مسيرة للردع فى الخليج، جاءتاستجابة للمخاوف الإسرائيلية. ولفت المحللون إلى التحذير الذى أطلقه وزير الدفاع الإسرائيليبيني جانتس، في المؤتمر السنوي للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب بجامعة "ريخمان"، يوم 11 سبتمبر 2021، من التدريبات الإيرانية لميليشيات في العراق واليمن ولبنان وسوريا على استخدام طائرات مسيرة متقدمة في قاعدة "كاشان".
وقال جانتس إن إيران تطور إرهابا بالوكالة تنفذه جيوش إرهاب، تساعد إيران في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتعتبر الطائرات المسيرة التي يبلغ مداها آلاف الكيلومترات إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها إيران، ومن يعملون لحسابها. وأكد المحللون أن القوة العسكرية الأمريكية المسيرة في الخليج العربي تردع الإرهاب الجوى الذى تصدره طهران إلى المنطقة، بعد أن أعربت إسرائيل عن مخاوفها منه.
اترك تعليق