"التواصل الاجتماعي" سلاح ذو حدين.. و"كورونا" أثبتت أهمية التحول الرقمي
شهدت الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي اختتمت أعمالها (الإثنين) تحت شعار "دروس الماضي.. تطلعات المستقبل"، 31 فعالية، تضمنت 7 جلسات حوارية و5 خطابات ملهمة و7 ورش تدريبية و12 منصة تفاعلية، بحضور ومشاركة 79 مسؤولاً وخبيراً إعلامياً ومؤثراً من قادة التغيير والمبدعين من 11 دولة عربية وأجنبية.
وأكد الخبراء على ضرورة أن تعمل الحكومات على تعزيز جوانب الثقة مع المجتمع عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة منذ البداية، لمنع أي تفسيرات تستهدف نشر وبثّ الشائعات، مشددين على أن جائحة كورونا أثبتت للعالم أهمية التحول الرقمي والإلكتروني للحكومات.
وشهد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام الحوار الملهم الأول الذي قدمه صانع المحتوى البحريني، عمر فاروق، حيث قدم أمام جمهور المنتدى، تأثير أربع تجارب إنسانية عرضها عبر قناته في منصة اليوتيوب على تفاعل ووعي الجمهور.
الدعم المعنوي والإنساني للشعوب
وأكد فاروق أن التواصل مع الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقدم التعاطف والدعم النفسي والمعنوي والإنساني للشعوب، مشيراً إلى التجارب الأربع التي خاضها حصدت أكثر من نصف مليار مشاهدة على "اليوتيوب"، وكانت الأولى في السجن بالكويت في العام 2019، والتجربة الثانية في مكة خلال تأدية مناسك العمرة في رمضان 2017، أما التجربة الثالثة فكانت في جمارك الكويت حيث قام بدور ضابط الجمارك، والتجربة الرابعة كانت في مرفأ بيروت 2020.
وتحدث فاروق عن كل تجربة حيث أوضح أن تجربة السجن كانت رسالة أكثر من مهمة للمجتمع، ونجحت في ايصال رسائل مهمة وكبيرة من داخل السجن إلى المجتمع والشباب على وجه الخصوص، عبر التوعية بما سيحدث لهم إذا قادتهم الحياة إلى هناك بداية من الوصول إلى المحكمة والعقوبات البديلة وصولا إلى ما تواجهه من تغيير في الحياة.
أما عن تجربة مكة قال فاروق: "كانت التجربة في رمضان من العام 2017، وتم التواصل مع المجتمع الإعلامي لتصوير تجرب القيام برحلة عمرة، لكن رفضها موظف في وقتها ولكن وعندما غامرنا وقمنا بتصوير كيف يقوم شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة بخدمة نفسه في الحرم المكي والمساعدة التي يجدها ممن حوله، جاءنا اتصال هاتفي من رئاسة الحرم المكي بعد انتشار الفيديو بشكل كبير، وتم تزويدنا بالمعلومات الصحيحة، وكان من أهم الرسائل الروحانية والإنسانية التي قدمتها في حياتي".
وحول تجربة الجمارك قال: "قمنا في العام 2019 بمغامرة ضابط الجمارك، وقدمنا حملة إعلامية، ولمزيد من الإثارة والتشوق قمت بتصوير فيديو وأنا في جمارك المطار لتأكيد القبض علي، واختفيت لمدت 24 ساعة، وأشيع في حينها أن الجمارك قامت بالقبض علي، ومن ثم قدمت فيديو من الجمارك وأنا أقوم دور الضابط، لأنقل رسالة ضابط الجمارك في تحمل مسؤولة حماية الشباب والمجتمع من دخول أي مواد تضر المجتمع".
أما تجربة بيروت فكانت في العام 2020 حيث قاد انفجار بيروت عمر فاروق إلى لبنان، حاملاً فقط الكاميرا والدعم النفسي، والتقى خلال الرحلة بمجموعة من اللبنانيين، وتم تصوير مشاهد الدمار التي طالت المنازل، وكان هناك دعم وتعاطف كبير بعد نشر الفيديو.
نظرية المؤامرة
وحملت الجلسة الأولى من المنتدى عنوان "نظرية المؤامرة.. هل يمكن اختراقها؟"، واستضافت كلاً من الدكتور فهد الشليمي رئيس مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، واللورد فيليب هاموند عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة، ونارت بوران الرئيس التنفيذي للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية، في حين أدار الجلسة نديم قطيش الإعلامي في قناة سكاي نيوز عربية.
أكد المتحدثون خلال الجلسة أن منصات التواصل الاجتماعي وسرعة نقل المعلومة عبرها؛ ساهمت بشكل مباشر في انتشار نظرية المؤامرة وتأثيرها على مناحي الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أن إحساس الجمهور بحالة من الاغتراب وعدم وضوح الرؤية بما يتعلق بنقل المعلومة؛ تعتبر بيئة خصبة وخطر محدق يجب التعامل معه بحكمة، لمنع تفشي نظريات المؤامرة.
وأجمع المتحدثون على أن مواجهة نظريات المؤامرة تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل في كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وذلك عبر تقديم الحقائق بطريقة جذابة، تخاطب المشاعر، إلى جانب فهم آلية عمل نظريات المؤامرة، واستعارة بعض الوسائل التي تعمل بها لاستخدامها في تفنيدها، وتطوير مناهج التعليم والعقل النقدي لدى الجمهور، لتمكينه بشكل رصين من تصديق الحقائق ونبذ أية نظريات غير صحيحة، وأخيراً تطوير شراكات فعّالة بين الحكومات والمؤثرين، تعمل على تعزيز الثقة والشفافية بين الجمهور والجهات الرسمية.
وقال الدكتور فهد الشليمي: "إن عدم الجاهزية للمشاكل والأزمات، إلى جانب عدم القدرة على استشراف المستقبل، وقلة التخطيط، كلها عوامل تسهم بشكل مباشرة في تعزيز وجود وانتشار نظريات المؤامرة. ولذلك لا بدّ على الجهات الحكومية أن تعمل على تعزيز جوانب الثقة مع المجتمع عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة منذ البداية، لمنع أي تفسيرات تستهدف نشر وبثّ الشائعات".
من جانبه أكد اللورد فيليب هاموند خلال الجلسة أن الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة لنظريات المؤامرة؛ لديهم عقلية معيّنة تؤمن بمنهجية محددة، ولا بدّ من التعامل معها بذات المنهجيّة، مشيراً إلى أن التعليم وتعزيز التفكير النقدي عبر النظر إلى الحقائق يسهم في مواجهة أي شائعات غير حقيقية، لذلك يجب- على المدى البعيد- تطوير هذه العقلية، إلى جانب العمل على تقديم التفسيرات المنطقية والقريبة من الواقع قدر الإمكان، والتي بدورها تضع حداً لأية نظريات من شأنها أن تذهب بعيداً عن الحقائق.
وبدوره أشار نارت بوران إلى أن أحد أهم أسباب انتشار نظرية المؤامرة تكمن في منصات التواصل الاجتماعي، وتحديداً أن غالبيتها بُنيت على أسسٍ تجارية، فهي غير مهيئة لتقوم بدور الصحافة الحقيقية. مضيفاً: "لا بدّ من إعادة ترسيخ أسس الصحافة وأخلاقياتها لتكون قادرة على التعامل مع تحديات العام 2021، فالمؤسسات الإعلامية لها دور مسؤول في مواجهة نظرية المؤامرة، وإن الأداء الحكومي يلعب دوراً في التأثير على هذه الوسائل عبر الشفافية والوضوح وسرعة تقديم المعلومة الحقيقية".
وسائل التواصل الاجتماعي
وأجمع خبراء ومسؤولون خلال الجلسة الحوارية الثانية من الدورة العاشرة للمنتدى، على أهمية فهم توجهات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهاج المزيد من الانفتاح على تلك الوسائل، وتوظيف مختصين بصناعة المحتوى ضمن فرق الاتصال الحكومي، لإنتاج رسائل ذات فاعلية أقوى لمخاطبة المجتمع والأجيال الجديدة التي تعتمد على وسائل الإعلام غير التقليدية.
جاء ذلك خلال جلسة "فاعلية الرسائل الاتصالية بين علم السلوك والبيانات الضخمة"، التي أدارتها الروائية والإعلامية السعودية بدرية البشر، وشارك فيها كل من علي بن محمد الرميحي وزير الإعلام بمملكة البحرين، وسعيد العطر، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات، ومحمد جلال الريسي المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام) وديفيد هلبرن، الرئيس التنفيذي لفريق الرؤى السلوكيّة في المملكة المتحدة.
وحظي تعامل الحكومات مع أزمة كورونا إعلامياً باهتمام المتحدثين في الجلسة، حيث أشاروا إلى ما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من سرعة في نقل الرسائل الاتصالية إلى الجمهور المستهدف، وإلى دورها في نشر التوعية والرد على التضليل الإعلامي، أثناء مواجهة الأزمة الصحية العالمية، وما صاحبتها من إجراءات احترازية تطلبت رسائل اتصال حكومي فعالة ومؤثرة لإقناع الجمهور.
ونوه المشاركون إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت سلاحاً ذو حدين، وأنها في بداية انتشار الوباء كادت أن تكون مصدراً لنشر المعلومات الخاطئة، ثم أسهمت بشكل فعّال في نشر التوعية ونقلت رسائل الحكومات والجهات الصحية إلى المجتمعات وأحدثت تأثيرًا إيجابيًا.
وتوقف المتحدثون في الجلسة عند أهمية توظيف مختصين بعلم السلوك في صياغة الرسائل الإعلامية وضرورة رفد فرق الاتصال الحكومي بخبراء في هذا الجانب، وغيرهم من ذوي التخصصات التي يتطلبها الاتصال الحكومي في المستقبل، لفهم اتجاهات وميول الجمهور المستهدف، مشيرين إلى أن الجمهور بات وعيه يتشكل بشكل فردي، تبعاً لتفضيلات كل شخص وطبيعة اهتماماته على الإنترنت، وما تقترحه عليه المنصات المختلفة بناءً على تلك التفضيلات.
وأكد المتحدثون حاجة فرق الاتصال الحكومي للإلمام بالجوانب التقنية المختلفة ذات الصلة بوسائل التواصل الاجتماعي، وما تتطلبه من فهم لآلية عملها على مستوى الخوارزميات التي تتحكم في الإبقاء على المحتوى في الواجهة، على اعتبار أن استخدام هذه الوسائل لإيصال الرسائل إلى الجمهور بات يمثل نقلة نوعية في شكل وصياغة مضمون المحتوى ليناسب الأدوات الجديدة، وليس مجرد نقل للمحتوى الذي كان ملائمًا في السابق ليتناسب مع الإعلام التقليدي.
وخلص المشاركون في الجلسة إلى ضرورة الاستعانة بالمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للوصول برسائل الاتصال إلى جمهور أوسع، وتغيير لغة الرسائل وأسلوب الخطاب على الحسابات الرسمية للجهات الحكومية، بهدف مخاطبة الجمهور العريض والوصول إلى شريحة الشباب عبر مداخل مناسبة تحقق للرسائل الاتصالية فاعلية أكبر.
مقومات القصّة الناجحة
واستعرض أدباء ومختصّون مقومات القصّة الناجحة وأبرز عناصر تمكينها وتعزيز أثرها الخطابي، وتحديداً في نقل الرسائل والسياسات الحكومية للفئات المستهدفة، وذلك خلال الجلسة الثالثة والأخيرة من جلسات اليوم الأول للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، والتي جاءت بعنوان "السرد القصصي.. ماهيته ودوره في الأثر الخطابي"، وشهدت الجلسة مشاركة كلاً من راشد الفلاحي، عضو المجلس الاستشاري- مبادرة السرد القصصي المتمحور حول الكرامة، والسعد المنهالي، رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، ونايلة الخاجة، مخرجة ومعد وكاتبة سيناريو إماراتية، والكاتب والمصوّر ويل ستور، وأدار الجلسة الإعلامي اللبناني، مالك مكتبي.
وبيّن المشاركون أن هذه العناصر والمقومات تتمثل في: البساطة، والواقعية، والمصداقية، والتشويق واللمسة الوجدانية، وسرد الحقائق والمعلومات الداعمة لها، موضحين أن توفّر هذه العناصر في القصة يعزز من دورها المؤثر والقادر على تغيير القناعات المجتمعية والفردية على حدّ سواء.
وأوضح راشد الفلاحي أن أحد أهم أهداف الاتصال الحكومي يتمثل في دعم السياسات والمشاريع والمبادرات الحكومية، وبإمكان السرد القصصي في هذا الموضع أن يسهم في إيصال الرسائل للفئات المستهدفة، وتحويل المتلقي إلى ناقل لهذه الرسائل، إذ أن السرد القصصي يثبّت الرسالة في أذهان المتلقي، مؤكداً أن دولة الإمارات نجحت وتعتبر نموذجاً في توظيف السرد القصصي في رسائلها ومبادراتها، وذلك عبر القرارات الحكومية واستحداث الوزارات الملهمة كوزارة السعادة وغيرها، إذ أنّ خلف هذه القرارات والمبادرات قصصاً ملهمة، وتجارب غنيّة، وهي امتداد لأحداث مستمرة من الماضي إلى الحاضر.
القصة بين الموهبة والاكتساب
من جانبها أشارت نايلة الخاجة إلى أن السرد القصصي يمكن أن يكون موهبة وفطرة، ويمكن كذلك أن يكتسب اكتساباً عبر التجربة والتدريب، موضحةً أنّ القدرة على الكتابة والجذب التسويقي وفهم توجهات الجمهور يسهم في تحقيق النجاح الكبير للقصة، إلى جانب المصداقية والشغف، وأن يكون العمل القصصي واضحاً ومباشراً، ودون تفاصيل زائدة عن الحاجة، والتي من شأنها أن تضعف وربما تدمّر القصة.
وأكدت السعد المنهالي أنّ المجتمعات القوية قامت فعلاً على قصص جمعت ما بين رواية الحزن والألم من جهة، والأمل والبهجة والانتصار من جهة أخرى، واستعرضت المنهالي منهجية مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، في السرد القصصي مشيرة إلى أنّ الشعار الذي ترفعه المجلة يتمثل في "العلم منهجنا والاستكشاف نبراسنا والحكاية أسلوبنا في تغيير العالم"، وقد سردت عدداً من القصص التي تترجم هذا الشعار إلى واقع ملموس يمسّ جوانب حياتية عديدة.
وبدوره قال ويل ستور: "إن القصة الرائعة هي تلك التي ترتبط بمدى الفهم، ومصدر رواية القصة، وأن تكون القصة محددة، وتسرد أحداثاً معينة، بأشخاص محددين، وجمهور مستهدف، ومثيرة للاهتمام، ولا بدّ من تجنّب النظرة العامة، واللغة العامة التي لا قيمة لها، فمهمة الكاتب أن يجعل الأمور غاية في الوضوح"، وأجمع المتحدثون خلال الجلسة على أن أسلوب السرد القصصي يختلف من مجتمع لآخر، حسب العادات والتقاليد والثقافة التي يتمتع بها المجتمع، الأمر الذي يتطلب فهم حاجيات الجمهور المستهدف واهتماماته.
وضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة العاشرة للمنتدى، التي أقيمت تحت شعار "دروس الماضي.. تطلعات المستقبل"، نظم مركز الشارقة للتدريب الإعلامي التابع لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ورشتي عمل تقنية، جاءت الأولى بعنوان: "كيف تصنع فيلمك؟" والثانية حملت عنوان "صناعة المحتوى الرقمي"، وشارك في كلا الورشتين 30 شخصًا، مقسمين على 15 مشاركاً لكل ورشة.
وأكد مركز الشارقة للتدريب الإعلامي، أن الورش تأتي ضمن جهود هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ورؤيتها في تطوير وتأهيل كوادر إعلامية مهنية، للمساهمة في تعزيز الحراك الإعلامي في الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتستهدف تمكين المواهب وأصحاب الاختصاص من العاملين في صناعة المحتوى الإعلامي من المهارات الضرورية واللازمة لمستقبل التواصل مع الجمهور، وعلى رأسها المواد المرئية والمسموعة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
قال مازن الحاج مقدم ورشة "كيف تصنع فيلمك": إن صناعة الأفلام تتطلب اتقان مهارات ضرورية، ولا يمكن أن يتعلمها الشخص في سنة أو اثنين أو 10، ولكن في هذه الورشة نعلم المشاركين التقنيات والمهارات الأساسية ليبدأوا طريقهم في احتراف هذه المهنة.
وأشار إلى أن الورشة تركز على ما يحتاجه صانع المحتوى من أدوات لإنتاج أفلام بتكاليف قليلة، لافتاً إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه صناع الأفلام هي الميزانيات، في الوقت الذي يعتمد الفيلم الناجح على موضوعه وفكرته بالدرجة الأولى، وذلك يتطلب سيناريو جيد، وإخراج مبتكر، قادر على لفت انتباه المشاهد.
التقليد يضعف صناعة المحتوى الرقمي
قال أنس المرعي مقدم ورشة "صناعة المحتوى الرقمي"، إن الكثير من أصحاب الأفكار الخلاقة والرؤى النوعية يحتاجون إلى من يوجههم ليحققوا النجاح ويصلوا للجمهور، وأضاف: "أحد الأخطاء التي يقع فيها صناع المحتوى الرقمي الجدد هي تقليد المؤثرين المشهورين وهو ما يقودهم في نهاية المطاف إلى التوقف عن المحاولة".
وأكد أن الورش تقدم للمشاركين المفاتيح الأساسية التي تمنحهم الفرصة لبدء مشاريعهم الخاصة في تقديم محتوى جديد، وبقوالب مبتكرة، ينجح في حشد المتابعين ويؤثر في وعيهم، لافتاً إلى أن هذا النوع من الورش لا يطمح لتخريج صناع محتوى محترفين بقدر ما يطمح إلى الكشف عن أسرار هذه المهنة، وتقديم خلاصات تجاربها السابقة خلال السنوات العشر الماضية.
جمعت فعاليات اليوم الأول من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021 نخبة من الإعلاميين وطلبة كليات الإعلام والمعنيين في شؤون التواصل ومواقع التواصل الاجتماعي، في عدد من الملتقيات الحوارية، جاء الأول بعنوان "ملتقى المؤثرين: الوباء المعلوماتي"، وجاء الثاني: "ملتقى الشباب .. الجيل الخامس من الأفكار".
أكد عدد من المتحدثين المشاركين في "ملتقى المؤثرين: الوباء المعلوماتي"، الذي يقام ضمن فعاليات الدورة العاشرة من المنتدى الذي يقام تحت شعار "دروس الماضي.. تطلعات المستقبل": "أن تسابق صناع المحتوى على سرعة الانتشار وعدم مصداقية بعض المؤثرين تعد من أبرز أزمات مواقع التواصل الاجتماعي".
وجاء الملتقى بإدارة هيثم الحمادي مقدم برامج مؤسسة دبي للإعلام، وندى الشيباني مقدمة برامج مؤسسة أبوظبي الإعلامية، حيث قال هيثم الحمادي خلال افتتاحه لأعمال الملتقى: "يوجد الكثير من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي يقومون بتناقل أخبار بدون العودة إلى مصدرها أو التأكد من صحتها، بهدف زيادة أعداد المتابعين وتحقيق انتشارهم على المنصات، وهو ما يعد سبباً رئيسياً في زيادة الوباء المعلوماتي".
وبدورها أشارت ندى الشيباني، إلى أن بعض المتابعين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يتأثرون بما يتداوله المشاهير، نظراً لحجم وأعداد متابعيهم وكأنهم كلما زاد عدد المتابعين زادت مصداقيتهم، وهو ما قد يؤدي لأزمات وأخبار خاطئة.
وأكد المشاركون في الملتقى أن التعاون بين إدارات الاتصال الحكومي المختلفة وبين المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من شأنه أن يساهم في الحد من الوباء المعلوماتي، وأوضحوا أن الوصول لذلك يتضاعف بإعادة الاعتبار للمؤسسات الصحفيّة ودورها المهني القائم على الدقة والمصداقية.
وتوقف المتحدثون عند المعايير التي يجب اختيار المؤثرين فيها للعمل مع إدارات الاتصال الحكومي، مشيرين إلى أنه ينبغي دراسة حساباتهم الشخصية، والتأكد من نوع المحتوى الذي يقدمونه وحجم الجهد الذي يبذلونه لتحري الدقة والمصداقية فيما ينشرونه.
"ملتقى الشباب.. الجيل الخامس من الأفكار"
من جانب آخر جمع "ملتقى الشباب .. الجيل الخامس من الأفكار"، الإعلامي مروان الشحي مقدم برامج في مؤسسة دبي للإعلام، وصانعة المحتوى ميثاء محمد، في حوار مفتوح مع جمهور من المعنيين بالشأن الإعلامي، حول دور الشباب في المشاركة بتحقيق تطلعات بلدانهم.
وأكد مروان الشحي في مستهل الملتقى أن الشباب هم أساس المستقبل ومن يبنون الأجيال في السنوات القادمة، خصوصًا مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
بدورها تحدثت صانعة المحتوى ميثاء محمد، عن آليات ومهارات الاستثمار بطاقات الأجيال الجديدة من الشباب، وتمكينهم من أهم أدوات تطوير ذاتهم والمتمثلة في إدارة الوقت وترتيب الأولويات في شؤون حياتهم للوصول إلى ما يطمحون إليه.
وشهد الملتقى حديثاً عن التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، وانعكاسها على حياة الشباب سلباً وإيجاباً، حيث أكد المتحدثون أن الجائحة كانت فرصة أمام الكثير من الأجيال الجديدة لإعادة النظر في أهدافهم ووضع خطط واضحة للوصول إليها، فيما مثلت للبعض الآخر تحدياً عرقل مشاريعهم وطموحاتهم.
استضافت فعاليات اليوم الأول من "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021"، الذي نظمه "المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة" في مركز إكسبو الشارقة، ألاستير كامبل، المتحدث الرسمي والسكرتير الصحفي ومدير الاتصالات والاستراتيجية لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في جلسة تفاعلية بعنوان "القيادة خلال الأزمات".
وتوقف كامبل خلال الجلسة عند أكبر الأزمات التي تعاملت معها الحكومة البريطانية على المستويين المحلي والعالمي خلال العقد الماضي، ومنها أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والحرب العراقية، ومرض الحمى القلاعية، وأكد أن القاعدة الذهبية لإدارة الأزمات هي "تحديد الهدف، وبناء الاستراتيجية، وتحديد الخطوات التكتيكية"، لافتاً إلى أنه أحياناً يخلط الناس بين هذه الخطوات وينتقلون من تحديد الهدف إلى التكتيك دون التفكير ببناء الاستراتيجية، فالهدف هو تجاوز الأزمة ولكن مدى فاعلية التكتيك يعتمد على الاستراتيجية.
وشدد كامبل على أهمية اتخاذ الخطوات الاستراتيجية في جميع المراحل، وتحديد قيادة موحدة بحيث يتم تنسيق كافة الجهود في مكان واحد تحت الإشراف المباشر للقيادة البشرية، مشيراً إلى ضرورة تكرار التعليمات دون كلل أو ملل، مع ضرورة تنظيم جميع ساعات اليوم وإطلاع أعضاء فريق إدارة الأزمة على كل جديد طوال الوقت.
ووصف كامبل جائحة كورونا بالأزمة التي أثرت على كافة البشر، مؤكداً أن من أبرز وسائل مواجهة الأزمات هي الإيمان بأن هذه الأزمة ستنتهي.
وشهدت فعاليات اليوم الأول من المنتدى عدداً من ورش العمل، منها "إدارة صناعة المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي"، التي قدمها جودت شماس، مدرب واستشاري في مجال التسويق الرقمي في أكاديمية الإعلام الجديد بدبي.
وناقش شماس خلال الورشة كيفية إعداد محتوى رقمي استراتيجي على منصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية، بحيث يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث، وما هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها، وأهمية فهم الجمهور واحتياجاته وتطلعاته، وكيفية إعداد استراتيجية محتوى تلبي تلك الاحتياجات، كما تطرق إلى آليات تحسين ظهور المحتوى على محركات البحث، وفي التحليلات الرقمية، وكيفية صنع القرارات.
وجاءت ورشة العمل الثانية بعنوان "صناعة البودكاست: رافق جمهورك أينما كنت" قدمها باسم كامل، تنفيذي أول للإنتاج في أكاديمية سكاي نيوز عربية، وتناولت الورشة تفاصيل ومستقبل البودكاست أو ما يعرف بالمدونات الصوتية.
وشهد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام، انطلاق فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة للمنتدى، الذي نظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "دروس الماضي، تطلعات المستقبل".
فعاليات اليوم الثاني
وافتتحت فعاليات اليوم الثاني بكلمة لعلياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أكدت فيها أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يشهد عاماً بعد آخر نقلة نوعية في طرح ومناقشة ثقافة الاتصال الحكومي وآلياته، إلى جانب تقديم كلّ ما هو ضروري ومفيد للمؤسسات والهيئات الرسمية والخاصّة في الدولة وخارجها، مشيرة إلى حفاظ المنتدى- في دورته الاستثنائية العاشرة– على تطوّره، والتزامه برسالته، وإدراكه للمتغيّرات المحليّة والإقليمية والدولية.
وقالت السويدي: "ليس بالأمر العاديّ أو الهيّن أن يكون الفرد في موقع المسؤولية الإعلامية، لأنّها في الجوهر مسؤوليّةٌ تجاه الحقيقة وتجاه المجتمع وحقّه الطّبيعيّ بالمعرفة والاطّلاع والشّراكة، إنّها مسؤوليّةٌ تجاه المستقبل والأجيال القادمة، وبتوصيفٍ أكثر دقة، مسؤوليّةٌ تجاه الذّات، وتجاه قيم المهنة ومبادئها ورسالتها السّامية.. أمّا إذا اقترنت هذه المسؤوليّة بدورٍ محوريٍّ في المنتدى الدّوليّ للاتّصال الحكوميّ، تصبح كما وصفها صاحب السّمو حاكم الشّارقة في كلمته الافتتاحيّة في الدّورة الثّالثة من المنتدى، بأنّها تشبه وظيفة المشرط بيد الطّبيب".
وفي خطاب تفاعليّ ملهم حمل عنوان "الأمن السيبراني"، أكد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، أن الدولة واكبت مختلف تطورات وسائل الاتصال بداية بالطرق البدائية، وصولاً اليوم إلى الحكومة الذكية، والاعتماد بشكل كلّي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقال: "إن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات، وضعوا منهجية واستراتيجية عبر إصدار مجلس الأمن السيبراني، إلى جانب مراكز للأمن السيبراني في كل إمارة، تقوم بالتنسيق فيما بينها للعمل على منع وردع أي تهديد يمكن أن يمسّ أي قطاع من قطاعات الدولة الاقتصادية والسياسية وغيرها".
وأضاف الكويتي: "الجائحة السيبرانية التي واكبت أيضاً في الوقت الراهن جائحة كوفيد-19، ساهمت في اعتماد جميع مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص للتكنولوجيا الحديثة في عملياتها، وربما في بعض الأوقات تم استخدام هذه التكنولوجيا بشكل غير سليم، وهو ما قد يسبب بعض التهديدات التي قد تمسّ الدولة أو مؤسساتها المدنية وغيرها. ولذلك كان لا بدّ من تعزيز أدوات التواصل الحكومي للوقوف على كل ما من شأنه أن يؤثر على سمعة الدولة، ونعمل سوياً على تعميم ثقافة الأمن السيبراني لتصبح ثقافة مجتمعية، ليساهم الجميع في تحقيق أهدافنا في هذا المجال، فالمسؤولية لا تقع على عاتق مؤسسة أو جهة، إنما هي مسؤولية جماعية".
من جانبه ألقى تيموثي أرمو، المؤسس والمدير التنفيذي لـ Fanbytes"" الوكالة المتخصصة بالجيل Z، خطاباً تفاعلياً تحت عنوان "منصات جديدة.. رسائل متخصصة"، استعرض خلاله الطرق والسبل التي يمكن من خلالها الوصول إلى الجيل Z، وهم جيل الشباب المستهدف والأكثر تأثيراً في العالم، بسبب نشأته بالتزامن مع تطور منصات التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن التأثير بهذا الجيل وايصال الرسائل المختلفة له، وتحديداً الرسائل الحكومية، تكون عبر ثلاث طرق رئيسية ومؤثرة، تتمثل في: أولاً سرد القصة، فالأسلوب السردي هو الأكثر تأثيراً وفاعلية. ثانياً أن تعيش اللحظة الثقافية في المحتوى الذي تقدم المؤسسات على منصات التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي يمكنه أن يسهم في الوصول إلى اهتمامات الفئة المستهدفة. وثالثاً أن تكون منصة المؤسسات مشابهة للعروض التلفزيونيّة المثيرة للاهتمام والشيّقة، وليس فقط التركيز على المنتج أو الفكرة ذاتها.
الحقيقة في الاتصال
وأخذ صانع المحتوى المصري أحمد الغندور الشهير بـ "الدحيح" جمهور الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2021، في رحلة تاريخية للإجابة على سؤال: هل الحقيقة تهم المجتمعات، أم آليات وأساليب تقديمها؟، وكشف الغندور خلال خطاب ملهم حمل عنوان "الحقيقة في الاتصال" التقنيات التي أثبتها علم سلوك الإنسان للتأثير في وعي وممارسة الجمهور، مقدماً بأدلة علمية أهمية الابتكار في صناعة المحتوى، وقوة القصة في التأثير بالرأي العام.
وقال الغندور إن: "الناس لا يكترثون عادة بالحقيقة أو المعلومة الصحيحة بقدر اهتمامهم بطريقة الحصول عليها"، ضارباً أمثلة على قصص شهيرة منتشرة بين الناس بشدة على الرغم من أنها غير صحيحة، مثل قصتي "تفاحة نيوتن"، و"بسكويت ماري أنطوانيت".
أكد عدد من المسؤولين والمتخصصين في إدارة الأزمات أن نظام استمرارية الأعمال أصبح بعد جائحة كورونا من الأنظمة الأساسية في أي جهة حكومية أو خاصة خصوصًا، موضحين أن إدارة الأزمات والمخاطر تختلف عن استمرارية الأعمال، حيث أن الأخيرة متخصصة في ضمان قدرة المؤسسات على تقديم خدماتها، بينما إدارة الأزمات والكوارث والطوارئ إجراءاتها واحدة وهي معنية بالتعامل مع الأزمات والكوارث بشكل عام.
جاء ذلك خلال ندوة حملت عنوان "الاتصال الحكومي واستمرارية الأعمال" ، أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة العاشرة للمنتدى، واستضافت كلاً من: الشيخ سيف بن محمد القاسمي مدير هيئة الوقاية والسلامة، والمقدم الدكتور حمدان راشد الطنيجي رئيس قسم إداراة الأزمات والكوارث في القيادة العامة لشرطة الشارقة، وفاطمة محمد المرزوقي رئيس قسم استمرارية الأعمال ومقرر في اللجنة التنفيذية لاستمرارية الأعمال بالشارقة، وأدار الجلسة محمد المناعي إعلامي ومذيع في مؤسسة دبي للإعلام.
مبادرات تدعم الدوائر الحكومية
أكد الشيخ سيف بن محمد القاسمي أن الشارقة مهتمة بإدارة الأعمال ودورها الأساسي يتمثل في وضع الاستراتيجية بين الحكومة وخدمات المواطنين، وخصصت الإمارة لجنة لتقوم بعمل مبادرات تدعم الدوائر الحكومية، مشيراً إلى إن الاتصال الحكومي يشكل جزءًا أساسياً ضمن هذه الجهود، وبدونه لا يمكن أن تنجح عملية التطوير.
ومن جانبه أكد المقدم الدكتور حمدان راشد الطنيجي، أن جذور "اسمترارية الأعمال" جاءت في سبعينيات القرن الماضي، حين كانت الحواسيب الكبيرة هي المنتشرة، وكانت الشركات قلقة بسبب ارتفاع حرارة الحواسيب، ومن بعدها جاءت فكرة تقييم المخاطر، لتتطور وتأخذ إطار العمل ضمن إدارات استمرارية الأعمال، وفي دولة الإمارات أنشئ نظام متكامل مستقل خاص بها في 2021.
لجنة الوقاية والسلامة تنبأت بفيروس كورونا
وبدورها، أوضحت فاطمة محمد المرزوقي، أن أهمية استمرارية الأعمال هي خطة بديلة من أجل مواصلة العمل سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة كذلك، وقالت إن لجنة الوقاية والسلامة في الشارقة تنبأت بفيروس كورونا، بعدما خرج من الصين وبدأ التوغل في الدول المجاورة، ووضعت خطة لاستقبال الوباء وأصبحت جاهزة قبل أن يصل إمارة الشارقة.
وأكد سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني للمنتدى أن تعزيز ثقة الناس بالخطاب الرسمي يعد أبرز إنجاز يمكن أن يحققه مسؤول أو حكومة.
وقال: "إن سبب نجاح الإمارات في إدارة أزمة كورونا هو ثقة الناس المطلقة في القيادة الرشيدة وقراراتها، وأيضاً في الحكومة وإجراءاتها، ولولا الرصيد المتراكم من الصدق والشفافية والموضوعية في التعامل الرسمي مع المواطنين والمقيمين خلال الأعوام الماضية ضمن مختلف القضايا، لما كنا شهدنا هذا المستوى من النجاح في التعامل مع الجائحة".
وأضاف: "تصدرت القيادة الرشيدة الصفوف في طمأنة الناس بالأقوال والأفعال إبان الجائحة، وسرعان ما وجدت هذه الرسائل صداها لدى الناس، فهم يعلمون أن ما يقال ينفذ، ما أشاع حالة من الاستقرار والأمان في النفوس وعزز من الالتزام بالإجراءات الحكومية".
وتابع الريامي: "إن إيصال الرسالة الإعلامية الرسمية في الإمارات قام على منهجين، الأسلوب المباشر وغير المباشر؛ فالأسلوب المباشر تمثل في اعتماد الإجراءات الاحترازية والتعليمات المتعلقة بالتباعد الجسدي وغيرها حفاظاً على الصحة العامة، أما الأسلوب غير المباشر فكان يقوم على الالتزام الكامل بالتعليمات الاحترازية من قبل أعلى القيادة الرشيدة والمسؤولين، مؤكدين للجميع أن الالتزام لا يكون بالأقوال فقط، وأنه لا أحد فوق مصلحة الوطن".
وأوضح الريامي أن أكبر أزمات كورونا لم تكن الفيروس بحد ذاته، وإنما الانتشار الكبير للشائعات والمعلومات الخاطئة، وإذا أردنا أن نقول إن الجائحة كان لها إيجابيات، فلعل أبرزها لجوء الجمهور إلى وسائل الإعلام الرسمية لاستقصاء الحقائق.
وبيّن الريامي أن فترة كورونا كانت فرصة لانتشار الصحافة الإلكترونية، وتجربة تقنيات وأساليب عمل جديدة لم يتم اختبارها سابقاً، مثل العمل عن بعد، لافتاً إلى أن البنية التحتية المتطورة بالدولة سهلت من هذه العملية وعززت نتائجها الإيجابية.
التحول الرقمي والتعافي من كورونا
وأكد الإعلامي والكاتب الكويتي محمد الملا، خلال مشاركته في فعاليات اليوم الثاني للمنتدى، أن جائحة كورونا أثبتت للعالم أهمية التحول الرقمي والإلكتروني للحكومات، مشيراً إلى أن الحكومات ذات الباع الطويل في إنجاز هذا التحول، مثل حكومة دولة الإمارات، كانت الأنجح والأسرع في تخطي تبعات الأزمة.
وأضاف "إن إدارة الأزمات فن يستلزم وجود الرؤية، والرؤية تحتاج قائداً فذاً، والقائد لا بد له من الخبرة والمعرفة والقرب من الناس، وهذا ما عرفناه عن الإمارات التي يشكل فيها تلاحم القيادة والشعب حالة فريدة، أثبتت قدرتها مراراً على تجاوز التحديات، وآخرها جائحة كورونا".
وتابع الملا: "قنوات التواصل الرسمية بين الحكومات والشعوب شهدت تحولات كبيرة في السنوات الماضية، واستطاعت مواقع التواصل الاجتماعي أن تفرض نفسها بقوة على هذا الصعيد، لذا فإن أي مسؤول أو صاحب قرار يفضل الابتعاد عن هذه المنصات سيجد نفسه فاقداً للقدرة على إقناع الجمهور، لا سيما بمضمون أي خطاب رسمي، فالقائد الحقيقي يوجد في الميدان وبين الناس دائماً، ويفتح قنوات اتصال مباشرة معهم".
وأوضح الملا "أن المواطن أيضاً يقع عليه جانب من المسؤولية تجاه وطنه وحكومته يتمثل في التزامه بالتوجيهات الحكومية، لا سيما في أوقات الأزمات، حتى يتسنى تحقيق النتائج المرجوة بأسرع وقت".
واختتم حديثه بالقول: "المنطق والفكر أساس الخطاب الإعلامي الرسمي الصحيح، وأدعو المسؤولين إلى تعزيز الاهتمام بالقراءة والتعلم والثقافة بشكل عام، ومواجهة الناس بثقة، فالمسؤول صاحب الحضور القوي هو الأكثر قدرة على إقناع الناس".
اترك تعليق