قال الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري ملك الأردن للشئون الدينية والثقافية، عضو مجلس حكماء المسلمين:"إن خطاب الكراهية اجتاح الفضاءات الإعلامية والاتصالية، فزرع الفرقة والفتن تحت شعار حرية التعبير، وهو ليس كذلك، ولا يمت للحرية بصلة، بل هو خطابٌ طارئ بغيض ووباءٌ يجتاحُ مجتمعاتنا".
جاء ذلك خلال وقائع فاعليات مؤتمر إعلاميون ضد الكراهية والذي ألقى كلمة الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري الملك عبدالله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، للشئون الدينية والثقافية، نيابه عنه، الدكتور محمد حسن المومني، وزير الدولة الأسبق لشئون الإعلام.
وأضاف، هذا تحدٍ كبير تواجهه الدول والمجتمعات، وقد بات عاملاً أساسياً من عوامل الفرقة ونشر الفتن بين الناس، وعلينا جميعاً أن نجدَ الوسائل لمواجهة هذا التحدي والتصدّي له، فالحرية والحق بالتعبير، لا تعنيان بحالٍ استخدام خطاب الكراهية والإقصاء، أو استهداف الآخر ونبذه، فهذه قيم دخيلة على مجتمعاتنا، وهي بالتأكيد ضد قيم ومبادئ ديننا الحنيف، الذي يدعو للتسامح والتآخي ونصرة الضعيف، والصدق والأمانة في القول والعمل.
وأوضح أن ما يزيد الأمر تعقيداً، هو ندرة الدراسات العلمية التي تؤطر وتعطي الإحصائيات الرقمية حول انتشار ظاهرة خطاب الكراهية في الإعلام، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أو تلك التي تتحدث عن التداعيات السياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة البغيضة، وربما يُنتظر من مؤتمر بهذه السوية الرفيعة، وهذا العدد من الخبراء والممارسيين، أن يوصوا بنوع الدراسات المطلوبة، والمعلومات الرقمية الضرورية، وأيضاً إقتراح أنواع التأهيل والتدريب الذي يحتاجه ممارسو مهنة الاعلام، لكي يحذروا ويكبحوا جماح انتشار ظاهرة خطاب الكراهية".
ولفت إلى أن على جميع العاملين بالإعلام مسئولية كبيرة، دينية وإنسانيّة، فهم قادةٌ وخبراء في مجتمعاتهم ودولهم، وعليهم مسئولية وضع خريطة لمكافحة وإنهاء خطاب الكراهية، وما هي الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والحق في القول والاعتقاد، وبين خطاب الكراهية الذي يزرع الشر والانقسام، وينال من استقرار المجتمعات وينخر بها، ويستبيح القيم، ومنظومة الاخلاق.
يذكر أن مؤتمر"إعلاميون ضد الكراهية" ينعقد على مدار يومي ٢٧ و ٢٨ سبتمبر الجاري، بهدف خلق اتجاه إعلامي عربي يؤمن بالمسؤولية الإنسانية للإعلام، ودوره في بناء الوعي الفكري، ومواجهة الكراهية والتطرف والتمييز تجاه الآخر، واستمرارًا للتعاون بين مجلس حكماء المسلمين والإعلاميين العرب، والذي بدأ من خلال التجمع الإعلامي العربي، وإطلاق مدونة العشرين للعمل الإعلامي من أجل الأخوة الإنسانية في ٤ فبراير ٢٠٢٠ في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
ويعقد المؤتمر عدة جلسات متخصصة تناقش محاور هامة من بينها، الكراهية في الإعلام العربي وآفاق تجاوزها، وصورة الإنسان العربي في الإعلام الغربي، كما تتناول الجلسات خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى احتواء وباء الكراهية الذي تزامن مع تفشي وباء كورونا، كما يناقش المؤتمر أثر التشريعات القانونية والمواثيق الإعلامية ومسؤولية المؤسسات الإعلامية الرسمية والنقابية في مواجهة خطاب الكراهية، ويشارك في المؤتمر نخبة من أبرز الإعلاميين العرب في مختلف أشكال الإعلام الإلكتروني والمرئي والمسموع والمقروء، وقادة المؤسسات الإعلامية والنقابية العربية.
اترك تعليق