أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج، إن عام 2021 سنة استثنائية للغاية للعلاقات الصينية المصرية، لأنها تصادف الذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوسية بين البلدين، مشيرا إلى أنه خلال السنوات المنصرمة، صمدت العلاقات الصينية المصرية أمام اختبارات التغيرات المختلفة بفضل الإرشاد الاستراتيجي لقادة البلدين، وظلت تحافظ على التطور المستقر والسليم.
وأوضح السفير خلال كلمته بالاحتفال بالذكري الـ72 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، "خلقت العلاقات الصينية المصرية الكثير من الإنجازات الأولى: في عام 1956، أصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وفي عام 1963، قام رئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق تشو إن لاي بزيارة مصر كأول محطة للجولة الخارجية الأولى لقادة الصين الجديدة إلى إفريقيا، وفي 1999، أصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين، وفي عام 2002، أنشأت الصين المركز الثفافي الصيني في مصر باعتباره الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
وأضاف السفير الصيني: تعد مصر أول دولة تتعاون مع الصين لبناء منطقة التعاون الاقتصادي وأول دولة تفتح قسم اللغة الصينية في الجامعة، وأول دولة تعرض المسلسات التلفزيونية الصينية في محطة تلفاز، وأول مقصد سياحي للوفود السياحية للمواطنين من بر الصين الرئيسي في إفريقيا. إن هذه العلامات الباهرة تعرض عرضا كاملا الحماس السياسي والروح الابتكارية لقادة البلدين لتطوير العلاقات الثنائية، وتجسد تجسيدا عميقا الإدراك السياسي لقادة البلدين حول المرحلة التاريخية التي يمر بها البلد، فضلا عن عزيمتهم الاستراتيجية التي تتماشى مع تيار العصر وتلبي إرادة الشعب.
وواصل: يقول المثل العربي "الصديق وضت الضيق". منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 65 سنة، ظلت الصين ومصر تشاركان في السراء والضراء وتتبادلان الدعم والمساعدة. خاصة بعد تفشي وباء كورونا، عززت الصين ومصر التعاون في مجال مكافحة الوباء باستمرار، وعملا بنشاط على بناء المجتمع الصيني المصري تتوفر فيه الصحة للجميع. ففي فبراير السنة الجارية، أجرى فخامة الرئيس شي جين بينغ اتصالا هاتفيا مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث توصل القائدان إلى توافق مهم حول تعزيز التعاون في مجال اللقاحات، وأكد الجانب الصيني أنه ظل يعطي الأولوية والمكانة المهمة للأصدقاء المصريين في التعاون حول اللقاحات، بما يدفع التعاون بين البلدين بشأن مكافحة الوباء الدخول إلى مرحلة جديدة من التعاون حول اللقاحات وإنتاجها".
وتابع: "حتى الآن، قدمت الصين لمصر ثلاث دفعات من المساعدات من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد البالغة كميتها الإجمالية مليون جرعة، وسنواصل توفير الجانب المصري المزيد من اللقاحات حسب احتياجاته. في الوقت الراهن، يشهد التعاون الصييني المصري في مجال اللقاحات تطورا مزدهرا، حيث يقرب حجم شراء مصر اللقاح الصيني 10 ملايين جرعات وتم إنشاء بالتعاون أول خط إنتاج مشترك للقاح المضاد لكورونا بقدرة إنتاج سنوية 200 مليون جرعة. خلال هذه السنة، ستصل كمية لقاح الشراء والإنتاج المتشرك بين الصين ومصر 100 مليون جرعة. بالإضافة إلى ذلك، لدى الجانبان الصيني والمصري مواقف مشتركة من رفض ربط الوباء بدول معينة، وفرض علامة جغرافية على الفيروس، وتسيس تتبع منشأ الفيروس، فنتمسك بالروح العلمية، ونرفض تسييس ملف تتبع منشأ الفيروس، ونؤكد أنه لا يمكن للمجتمع الدولي هزيمة الوباء إلا بالتضامن والتعاون".
وشدد السفير الصيني: منذ السنوات 65 المنصرمة، تقدم التعاون بين الصين ومصر في شتى المجالات بشكل معمق وشامل، بما يخلق نموذجا ناجحا يحتذى به في التعاون الجنوبي – الجنوبي، وظلت الصين أكبر شريك تجاري لمصر للسنوات الثماني المنصرمة منذ 2013، وتعد الاستثمارات الصينية في مصر أنشط ونموها أسرع. في عام 2020، بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي بين الصين ومصر 14.53 مليار دولار أمريكا بزيادة 10.1%، وزادت الاستثمارات الصينية المباشرة في مصر 190مليون دولار بزيادة كبيرة بلغت 83.4%".
وواصل: في الوقت الراهن، نشهد المواءمة العميقة بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030. فقد استكمل بناء الهيكل الخرساني للبرج الأيقوني باعتباره أطول برج في إفريقيا في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وحقق مشروع خط سكة الحديد الخاص بمدينة العاشر من رمضان تقدمات أولية، اختبرت السيارة الكهربائية المصنعة في إطار التعاون الصيني المصري على الطريق، بدأ إنشاء مجمع المباني الشاهقة في مدينة العلمين الجديدة بأفكار مبدعة. تم إنشاء معهدي كونفوشيوس خلال السنة الجارية، وحقق التعاون بشأن إدراج تعليم اللغة الصينية في المدارس الابتدائية والثانوية المصرية تقدما كبيرا. تشهد 4 معاهد كونفوشيوس وفصلا كونفوشيوس وورشتا لوبان التواصل الإنساني والثقافي بين الصين ومصر، وتشهد المدارس والمعارض والأطعمة الشهية والعروض والمحاضرات الافتراضية التواصل بين قلوب الشعبين، الأمر الذي أدخل التمازج بين الحضارتين الصينية والمصرية والاستفادة المتبادلة بينهم إلى عصر جديد، وساهم في زيادة ترسيخ الصداقة الصينية المصرية في نفوس الشعب. في يوليو السنة الجارية، قام مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي بزيارة ناجحة إلى مصر، حيث توصل الجانبان الصيني والمصري إلى سلسلة من التوافقات المهمة، ووقعا على اتفاق إنشاء لجنة التعاون الحكومية المشتركة بين الصين ومصر، مما حقق تنمية جديدة لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر".
اختتم: "الطريق المستقيم واسع وسالك بلا حدود، بينما يمشي أصحاب الهِمم العالية بلا قيود على الطريق. بدأت المسيرة الأعظم للتو، وتنتظرنا القضية الأعظم في الأمام. أتطلع بتلهف إلى التعاون يدا بيد معكم للارتفاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستويات أعلى! لنتمنى معا للعالم سلاما وللبشرية تضامنا. ونتمنى للوطن الأم العظيم الجمال والرخاء والازدهار وللصداقة الصينية المصرية المزيد من والتقدم والتطور".
اترك تعليق