هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لماذا اختفت الطبقة الوسطى من الأعمال الفنية؟!.. النقاد يجيبون

ارتبطت ظاهرة النجومية التي تألقت بمصر في عالم المسرح والسينما منذ فترة الأربعينيات من القرن الماضي وحتي الآن بالتطور الاجتماعي والنمو الاقتصادي للطبقة المتوسطة التي عالجت قضاياها العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والتليفزيونية.. هذه الطبقة كادت تختفي من الأعمال الفنية. خاصة أن شركات الانتاج هي التي أصبحت تتحكم في القضايا المطروحة.


لماذا اختفت هذه الطبقة من الأعمال الفنية. ومن الذي يتحكم الآن في صناعة النجم؟

للإجابة علي هذا التساؤل.. استطلعت "الجمهورية اون لاين" رأي أهل الاختصاص من كبار الكتاب والمخرجين وأساتذة الدراما والنقد الفني.

د.حسام عطا: البلطجية واللصوص يسيطرون.. والأدباء والمفكرون غائبون

في البداية. يقول د.حسام عطا أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية: بصراحة الطبقة المتوسطة بمصر منذ النصف الثاني للقرن الـ 19 وهي تحمل القيم والأخلاق وتري في نفسها مسئولية قيادة حركة التحرر الوطني والحداثة والتعليم والإبداع. وظل الحال كذلك طوال النصف الأول من القرن العشرين. حيث ظهر ذلك في العديد من الأعمال الفنية مثل فيلم "ليلي بنت الفقراء" ثم فيلم "الأرض" وفيلم "أفواه وأرانب". وظل الحال كذلك طوال فترة السبعينيات والثمانينيات لنشهد أفلاماً أخري مثل "الكرنك" و"المشبوه" و"سواق الأتوبيس". ولكن مع مرور الزمن تراجعت هذه الظاهرة في السينما والمسرح وجميع الفنون التعبيرية. مع سيطرة الموزع الخارجي علي الدراما التليفزيونية والسينما. حتي ظهرت ضوابط أخلاقية ورقابية جديدة تستجيب لشروط قنوات الخليج العربي. ومن هنا بدأت الطبقة المتوسطة تخرج من علي الشاشة والمسرح بالتدريج ليحل محلها شركات انتاج الدراما الكبيرة وهي الأقرب للمشهد الانتاجي خلال السنوات القليلة الماضية بتعميق الاستقطاب الحالي إذ أصبحنا نري البلطجية واللصوص من ناحية والأغنياء السذج من ناحية أخري. وغياب الطبقة المتوسطة المصرية من المشهد. ولكن يجب عودة هذه الطبقة للمشهد مرة أخري لأنها تمثل عقل مصر من العلماء والأدباء والمفكرين والفنانين. أما البلطجية والفاسدون فقد أثروا في ظل الفساد. فلا يستحقون الظهور علي الشاشات لتمجيدهم حتي كاد الناس في مصر ينسون من هو الشريف المحب لوطنه والمكافح من أجل رفعة وعزة هذا الوطن. وهناك في حياة المهندسين والأطباء والعلماء والمفكرين روايات تحكي في الحب والغرام والانتصار علي الصعاب والبقاء. هؤلاء لا تتناولهم الأعمال الفنية الآن.

د.مصطفي سليم: المجتمع المصري لم يشهد تميزاً واضحاً بين الطبقات

يقول د.مصطفي سليم رئيس قسم الدراما والنقد الفني بأكاديمية الفنون: في البداية أوضح أن كثيراً من الباحثين والأساتذة الأجلاء أمثال د.عبدالعظيم رمضان قد أشاروا إلي أن المجتمع المصري في القرن الـ 20 لم يشهد تميزاً حاداً وواضحاً بين الطبقات البورجوازية والإقطاعية والطبقة العليا لأنه مجتمع متجانس. حيث أشار بعض الباحثين إلي وجود طبقة شعبية تندمج فيها الطبقة الفقيرة مع الطبقة المتوسطة. وبالتالي فإن من يصنع النجوم في عالم الفن هي الطبقة الشعبية في الأساس. وتشمل معظم الطبقات الموجودة في المجتمع المصري. وهي تمثل القوة الشرائية لتذكرة السينما والمسرح.

يؤكد السيناريست أيمن سلامة أن الفن المصري في الدراما التليفزيونية والسينمائية قدم علي مر العصور مختلف الطبقات الاجتماعية وعبر عن مصالح الطبقة الدنيا في كثير من الأفلام والمسلسلات. وكذلك عبر عن الطبقة الوسطي وأيضا قدمت لنا طبقة ارستقراطية في كثير من الأعمال. وبالتالي فالفن المصري لم يترك طبقة دون أن يتحدث عنها أو يشير إليها.

أبوالعلا السلاموني: شركات الإنتاج تتحكم في نوعية القضايا المطروحة

يقول الكاتب محمد أبوالعلا السلاموني إن شركات الانتاج الكبري أصبحت الآن هي من تصنع النجوم. ولم تعد الطبقة المتوسطة تقوم بصناعة نجوم السينما والمسرح. حيث نري الآن رأسمالية جديدة بقيادة رجال أعمال من أصحاب شركات الانتاج الفني تتحكم في هذه الصناعة.

يقول الناقد المسرحي أحمد خميس: بصراحة مسألة صناعة نجوم السينما والمسرح من عدمه ليست مرتبطة بطبقة اجتماعية بعينها. إذ أن المسألة مرتبطة بالكفاءة الفنية ومدي تحمس المنتج للنجم حتي في حال ان يكون هذا المنتج هو وزارة الثقافة. ومن ثم فالمسألة هنا غير مرتبطة بطبقة اجتماعية. ولكن مرتبطة بطرق الانتاج الفني المختلفة.

في وزارة الثقافة مثلا هناك الآن بعض العروض المقدمة من جهات انتاجية معينة تعتمد علي عروض شبابية متحققة مادياً. كما انها تنتج في نفس الوقت بشباب علي الهامش وغير متحققين ماديا فيما يعني هنا كفاءة المنتج نفسه ومردوده الاجتماعي والثقافي والتعليمي في بعض الأحيان.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق