هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بسبب القرارات الأحادية واستمرار السياسات الماضية لواشنطن.. أفغانستان تكشف ضعف وهشاشة الناتو..!!

كان انسحاب الولايات المتحدة. بقرار أحادي الجانب. من أفغانستان أمرًا مقلقًا بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وكشف بن والاس. وزير الدفاع البريطاني. عن أنه حاول حشد حلفاء الناتو حول سبل إبقاء بعض القوات لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. لكن كان هذا مستحيلاً بدون البنية التحتية العسكرية الأمريكية. ولا سيما الدعم الجوي من قاعدة باجرام الجوية. وحسبما يشير تقرير للفينانشيال تايمز. فلم يكن هناك أي نقاش حول سبل إبقاء باجرام مفتوحة. حيث انسلَّت منها القوات الأمريكية ليلًا دون إخطار قائدها الأفغاني. كما لم يتم التعرض لمسألة الحفاظ علي الدعم الاستخباراتي واللوجستي الأمريكي. من خارج أفغانستان. لتمكين استمرار الوجود الأوروبي. 


الانهيار السريع للحكومة الأفغانية وسرعة استيلاء طالبان علي السلطة حوّلا الانسحاب إلي فوضي. بدت الولايات المتحدة متخبطة تفتقر إلي الكفاءة. وجرَّت حلفاءها إلي أسفل معها. كافحت بعض الدول لإجلاء موظفيها والمتعاونين الأفغان في ظل تدهور الوضع حول مطار كابول. كان علي الجميع أن يدركوا حقيقة أنه بعد 20 عامًا. وخسارة الأرواح وإنفاق المليارات. لم يحقق الناتو شيئا ذا قيمة.

أدي ذلك إلي إحياء الجدل الذي عصف بالتحالف عبر الأطلسي لسنوات. خاصة في عهد دونالد ترامب: هل تعتمد المملكة المتحدة وأوروبا علي الولايات المتحدة بشكل كبير من أجل أمنهما؟ وهل ستفرض أولويات الولايات المتحدة المتغيرة تصحيح هذا الخلل؟ 

كشفت أفغانستان أن العديد من الحلفاء يعتمدون علي الولايات المتحدة. وأدي ذلك إلي التساؤل عما إذا كان الأوروبيون بحاجة الآن إلي تخفيف هذا الاعتماد. والاستثمار في أمنهم وبنائه. في عهد ترامب. دفع ماكرون باتجاه "جيش أوروبي". وها هي أفغانستان تثير جولة أخري من النقاش علي هذا المنوال.

تقول كاتارينا إمشرمان. نائبة مدير مركز الأمن الدولي في مدرسة هيرتي في برلين: هناك "ارتياب في أوروبا بشأن المسار المستقبلي للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. وماذا يعني ذلك بالنسبة لها".

لقد كان أعضاء الناتو الأوروبيون يأملون في أن يصلح بايدن الضرر الذي ألحقه دونالد ترامب. والذي شكك في فائدة حلف الناتو وهدد بسحب الولايات المتحدة منه 

انتقد مسئولو الدفاع والأمن في الاتحاد الأوروبي قرار الولايات المتحدة إعادة 2500 جندي إلي الوطن. قائلين إن القرار أضعف الناتو وأثار التساؤلات حول اعتماد أوروبا الأمني علي واشنطن. وذكر تقرير لوكالة رويترز أن رد فعلهم كان بمثابة نهاية مريرة لأطول مهمة للتحالف. شملت 10000 فرد من 36 دولة.

الآن قد تتساءل دول البلطيق عن كيفية رد الولايات المتحدة علي تفعيل المادة 5 في الناتو في حالة وقوع هجوم روسي عليها. هذه المادة تنص علي أن الاعتداء علي أي دولة في الحلف يعد اعتداء علي الحلف كله. واعتمدت عليها أمريكا في حشد الحلفاء لغزو أفغانستان. وبعيدًا عن الناتو. تري أوكرانيا أوجه تشابه بين ما حدث في أفغانستان واعتماد أوكرانيا علي الدعم الأمريكي الصريح والضمني لمنع عودة الهيمنة الروسية.

اللورد بيتر ريكيتس. مستشار الأمن القومي البريطاني السابق. قال: "يبدو أن الناتو قد تجاوزته بالكامل القرارات الأمريكية أحادية الجانب". "أولا. قرار ترامب البدء في التحدث مع طالبان بشأن المغادرة. ثم قرار بايدن تحديد جدول زمني". "لم تكن عملية أفغانستان ستستمر إلي الأبد. لكن الطريقة التي تم بها الانسحاب كانت مهينة ومضرة لحلف الناتو. 

قال اللورد جورج روبرتسون. الذي كان الأمين العام لحلف الناتو يوم هجوم 11 سبتمبر بنيويورك. لصحيفة فاينانشيال تايمز: "إن قرار الانسحاب يضعف الناتو لأن مبدأ " معًا. في الخارج" تم التخلي عنه من قبل كل من دونالد ترامب وجو بايدن. فيما يتعلق بأفغانستان. واشتكي بعض أعضاء التحالف من أن واشنطن وضعتهم أمام الأمر الواقع.

وذكر روبرتسون إن الانسحاب يمثل رسالة تحذير لدول الناتو التي فشلت في إدراك أن الضمانات الأمنية الأمريكية محدودة زمنيا. "إذا كانت هذه دعوة لاستيقاظ الأوروبيين. فسيتعين عليهم في المستقبل حماية أمنهم أكثر بكثير من ذي قبل."

الحلف فشل في توفير 5000 جندي لدعم الاستقرار في كابول.. ويهدد بمحاربة روسيا!!

نقلت رويترز عن قائد عسكري سابق خدم في أفغانستان قوله: "من الجيد جدًا أن يتحدث الناتو عن قدرته علي محاربة روسيا. لكنه لم يتمكن حتي من توفير 3000 إلي 5000 جندي لضمان استقرار أفغانستان.

الأزمة في أفغانستان أعادت إحياء القلق في أوروبا بشأن الافتقار إلي التركيز الاستراتيجي. ولعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر عن ذلك جيدًا بقوله: "حان الوقت للتحول نحو سيادة أكبر والدفاع عن مصالحنا".

اقترح جوزيب بوريل. كبير الدبلوماسيين الأوروبيين ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي. نفس الشيء في المقابلة مع صحيفة LEconomia الإيطالية. وقال: "يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً علي التدخل لحماية مصالحنا عندما لا يرغب الأمريكيون في المشاركة".

لا يزال من غير المحتمل أن يكون ما حدث في أفغانستان بداية لعملية إعادة تشكيل حقيقية لحلف الناتو. لكن علي أقل تقدير. قد يعتبره الحلفاء علامة علي أن تطمينات جو بايدن بأن "أمريكا عادت" ليست كافية.

أظهرت كل هذه المشاعر من الحلفاء. علي الأقل في ألمانيا. مدي ضآلة سيطرتهم علي الوضع في أفغانستان. ووصفت جانا بوجليرين من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ذلك بأنه شعور "بالعجز". ويقول موقع فوكسپ vox.com إن أفغانستان فتحت شروخًا وصدوعًا جديدة في الناتو. لكن من المحتمل ألا تكون الشيء الذي يكسره بالكامل.

قادة القارة العجوز.. يتساءلون عن وجود روح ترامب في بايدن!!

أضافت بوجليرين: "الناس ينتابهم القلق حول مدي وجود روح ترامب في بايدن. وإلي أي مدي كانت ظاهرة ترامب جزءًا من إجماع السياسة الخارجية للولايات المتحدة. 

ويشير تقرير لبي بي سي إلي أن الفوضي في أفغانستان تأتي علي رأس قائمة أخري من المنغصات عبر المحيط الأطلسي. والتي تعمق الشعور بأن دفء أوروبا تجاه جو بايدن أخذ يفتر. لقد أثار الرئيس الأمريكي القلق بعد فشل إدارته في الرفع الكامل للتعريفات التجارية التي كانت مفروضة علي السلع الأوروبية في عهد ترامب. ودعوته للتنازل عن براءات اختراع لقاحات كوفيد-19 -التي تمت مرة أخري علي ما يبدو دون استشارة الاتحاد الأوروبي -ورفضه رفع حظر السفر المتعلق بالوباء علي دول الاتحاد الأوروبي.

وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارجريتيس شيناس إنه ألغي رحلته المقررة إلي الولايات المتحدة الأسبوع المقبل "لأنني أجد المعاملة بالمثل في قواعد السفر أمرًا عادلاً". قام الاتحاد الأوروبي الآن بإزالة الولايات المتحدة من "قائمة السفر الآمنة": وينظر البعض إلي ذلك علي أنه مثال علي التوترات المتزايدة.

وإذا كانت أمريكا أكثر تركيزًا علي نفسها. بينما ألمانيا بدون أنجيلا ميركل وفرنسا يواجه رئيسها إعادة انتخاب وشيكة. فإن ذلك سيترك فراغًا في موازين القوي الدولية تملأه روسيا والصين بالفعل. وأنه سيؤدي إلي اتخاذ إجراءات. مثل تهديدات بكين المتزايدة لتايوان. دون خوف من الانتقام الغربي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق