نصح الدكتور محمد عثمان الخشت طلاب الثانوية العامة قبل وبدء المرحلة الثانية لتنسيق القبول بالجامعات لكم هي ما نصحت به نفسي وعملت به عندما كنت في مثل عمركم.
باختيار الكلية التي تتلاءم مع قدراتك وتُحب التخصص فيها ويمكنك من خلالها الوصول إلى هدفك ولا تختر كليتك على أساس المجموع.
وجه الخشت الطالب قائلا : تخلص من وهم كليات القمة اذا كانت لا تتناسب مع موهبتك وما تحب أن تكونه، حتى لو كنت حاصلا على الدرجات المؤهلة لها.
اضاف لابد أن تعرف قدراتك ومواهبك، واعمل على تنميتها.
وقال الخشت بداخل كل إنسان كنز فاكتشف الكنز داخلك واعمل على تنميته.
ولابد أن تعرف حدود قدراتك بشكل دقيق، دون تضخيم وتمجيد، فلا تكون مثل الذين يعانون من تضخم الذات، وينتفخون ويتكبرون. وأيضا لا تقلل من شأن ذاتك ولا تستصغرها، ولا تجلد نفسك بأخطائك، بل حاول تجاوز الأخطاء دون تأنيب وشعور مضخم بالنقص.
اضاف اعرف قدراتك في حجمها الطبيعي، واكتشف مواهبك وحاول أن تتخصص في المجال الذي يلائم هذه الموهبة.
وعاد الخشت بالذاكرة الي الماضي موضحا كان معنا في الإعدادية زميل لا يستطيع أن يُجارينا في الرياضيات والعربي والعلوم، وكان موضع استهجان من الأغلبية للأسف. لكنه كان موضع تقدير مني؛ لأنه كان فنانا حقيقيا، ويمتلك أنامل رسام عالمي لكن من أسف لم تقدره بيئته، وتعرض لضغط نفسي رهيب. لكن لو كانت البيئة جيدة، لتم توجيهه نحو التميز في موهبته النادرة. ولو كنت منه لضربت بالجميع عرض الحائط، وركزت في موهبتي.
اضاف اكتشف نفسك، لا تقس نفسك على غيرك، فإن الله قد وزع المواهب مثلما وزع الأرزاق.
المهم هو أن تكتشف طريقك، والأهم أن تسير فيه حتى ولو كان تحقيق ذاتك بعيد المنال، لكن يجب أن تصر على أن تسير حتى النهاية، فهناك سوف تجد ذاتك.
وهنا أنصحكم بقراءة حياة نجيب محفوظ فسوف تجدون فيها شيئا لا يقل روعة عن أدبه المكتوب.
فعلى الرغم من تفوقه التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، بحثا عن مجال ينمي به موهبته.
وكانت النتيجة في النهاية هي الحصول على جائزة نوبل في الآداب.
إذن كن أنت، ولا تسر وراء القطيع.
اترك تعليق