الأعباء الاقتصادية ..عدم التكافؤ الاجتماعي .. تدخل الأهل والأصدقاء .. سوء الاختيار .. إدمان المخدرات.. العنف الجسدي .. أسباب عديدة ومتنوعة وظاهرة للطلاق، ورغم كثرتها إلا أن هناك أسباب أخري تخجل بعض السيدات من ذكرها.في البداية أكدت الدكتورة مايسة شوقي نائب وزير الصحة للسكان، المشرف العام على مجلسي السكان والطفولة والأمومة، أن أسباب الطلاق متنوعة ومنها ارتفاع الأسعار، وعدم التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين، وغياب المسئولية، وإدمان المخدرات، وتدخل الأهل والأصدقاء في الحياة الزوجية، وينتج عنه تعرض الأطفال للعنف والإهمال والتسرب من التعليم والهروب لوضعية الشارع، والتشرد.وقالت الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية: إن الأخطر من نسبة الطلاق المرتفعة هي انه طلاق سريع. وأوضحت أن الأسر وفي الماضي كانت تتحمل وتراعى أمورا كثيرة قبل أن تقدم على خطوة الطلاق، ربما كانت القيود الاجتماعية المفروضة على المطلقات سببا وفى ذلك فنظرة المجتمع والعائلة للمطلقة كانت متدنية جدا وبالتالي كانت الزوجة تحتمل الكثير حتى لا تحمل هذا اللقب. ولكن الآن – كما أضافت - أصبحت المرأة مستقلة ماديا ولديها أسرة تساندها وترفض تعرضها لأي أذى اسري، كما أن المجتمع بدأ يستوعب فكرة الطلاق وبالتالي تكون مستعدة لاتخاذ هذا القرار إذا لزم الأمر واستحالت العشرة بينها وبين زوجها، مشيرة إلى انه وفى المقابل لازالت الكثير من النساء يعانين من الاضطهاد والتمييز ولكنهن يحتملن ذلك لان ثقافة الأسرة لا تتقبل الطلاق.وأكدت أستاذة علم الاجتماع أن الأسباب الرئيسية للطلاق تكمن وفى الاختيار غير السليم، وتدخل الأهل، وعدم التكافؤ، والزواج المبكر، موضحة أن الحل الأمثل لتجنب حدوث الطلاق هو الاختيار السليم على أسس عقلانية بحيث يتم الاختيار على أساس التكافؤ والتكامل بين الطرفين وأيضا الزواج وفى سن مناسب.وقالت انتصار السعيد رئيس مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون إن للطلاق أسباب عديدة منها ما يتم الإفصاح عنه ويكون معلنا مثل الأسباب الاجتماعية المتمثلة في سوء الاختيار قبل إتمام الزواج وعدم إدراك المقبلين على الزواج لمعنى العلاقة الزوجية واكتشاف الاختلافات وفى الطباع، فضلا عن المشكلات الاقتصادية المتمثلة في عدم إنفاق الزوج على الأسرة.وأوضحت أن تلك الظروف تضطر الزوجة لطلب الطلاق والحصول على معاش الضمان الاجتماعي، ورغم انه هزيل إلا أنها تعول منه أبنائها بعد الطلاق ولعل الأعباء الاقتصادية تمثل السبب الرئيسي وراء اغلب حالات الطلاق بين الطبقة الفقيرة، بينما الطبقة الأيسر حالا تنحصر مشكلاتها في اكتشاف إدمان الزوج للمخدرات أو تعرض الزوجة للعنف الجسدي.وتتابع السعيد: أما الأسباب الخفية غير المعلنة والتي تخجل الزوجة التصريح بها فهي متعددة، وقد صرح بها الكثير من النساء خلال جلسات حكى أو توعية نظمتها مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، واعترفت بعض الزوجات بتعرضهن للعنف الجنسي من أزواجهن وصل إلى حد الاغتصاب الزوجي، بل إن البعض منهم أكد التعرض للتحرش من الحما أو أخو الزوج على سبيل المثال.ولفتت رئيسة مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون إلى وجود سبب غاية في الأهمية لمسته من خلال المترددات على المؤسسة طلبا للمساعدة القانونية وهو أن بعض الزوجات اكتشفن إصابتهن بأمراض خطيرة نتيجة العلاقة الجنسية بالزوج الذي يمارس الجنس مع أخريات، مؤكدة أن هؤلاء خضعن للعلاج وهن صامتات خوفا من الوصمة الاجتماعية لهن أو لأولادهن ولكن الأمر كان ينتهي بالطلاق.وأضافت دولت سويلم خبيرة التنمية المجتمعية وعضو المجلس القومي للمرأة أن نسب الطلاق ازدادت بشكل فعلى لان الزواج يبنى أصلا على أسس خاطئة. وأوضحت أن الشاب والفتاة المقبلين على الزواج يبالغ كل منهما في إظهار أفضل صورة لشخصيته، والتي تكون غير حقيقة وبعد الزواج يكتشف كل منهما حقيقة الآخر ولا يستطيع التكيف معه فينتهي الأمر بالطلاق.وأشارت إلى انه من بين الأسباب الهامة المؤدية للطلاق الاختيار على أساس الشكل الاجتماعي والذي لا يعبر في حقيقة الأمر عن الجوانب الشخصية الحقيقية للشخص، فمثلا قد يختار الشاب الفتاة المحجبة على أساس أنها متدينة وقد يجد العكس.. والفتاة قد تختار طبيب لأنه راقي وتجد العكس وهكذا يؤدى ذلك إلى الطلاق.وتابعت: لابد أيضا من التأكيد على أن الزواج في سن مبكر نوعا ينتهي بالفشل لان الاختيار لم يكن مبنيا على نضج فكرى، فالطرفين لم يدركا بعد معنى الحياة الأسرية أو تحمل المسئولية. وقالت: اعتقد المشكلة أننا فقدنا معنى "جوازة العمر" وفكرة تحمل كل طرف للأخر لم تعد موجودة ولا يريد كل طرف منهما أن يمنح الآخر فرصة ثانية قبل إنهاء الحياة الزوجية فبمجرد الشعور بأنهم "مش طايقين بعض" يتم الطلاق رغ