هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بعد استيلاء طالبان على كابول.. هل تعود القاعدة وداعش؟

حالة من القلق الشديد انتابت المجتمع الدولى وخاصة الغرب، بعد نجاح طالبان فى الاستيلاء على أفغانستان، وإمكانية عودة تنظيم القاعدة للظهور مجددا، الى جانب حركات متطرفة أخرى وشن هجمات إرهابية على عدة دول. 



دفعة قوية للتنظيمات المتطرفة حول العالم وجماعات العنف العابر للحدود


وذكر تقرير لصحيفة"الجارديان" البريطانية، إن النجاح السريع والتقدم الكبير الذي حققته طالبان في أفغانستان سيعطي دفعة كبيرة للمتطرفين في كل مكان سواء القاعدة أو داعش أو المقاتلين في موزمبيق أو سوريا، إلى جانب المعجبين بأفكار هذه الجماعات في مانيلا وبريطانيا وغيرها من الدول.
وجاء الانهيار السريع للقوات الأفغانية وسقوط كابول في قبضة طالبان بمثابة صدمة للمجتمع الدولي، وأشارت " الجارديان" إلى دعوة رئيس الوزراء  البريطاني بوريس جونسون حلفاء المملكة المتحدة فى الغرب إلى "العمل معا" للتأكد من أن أفغانستان لن تصبح أرضا خصبة للإرهاب كما كانت فى السابق. 
وقد أبدى وزير الدفاع البريطاني بن والاس في حديث تلفزيوني قلقه من نجاح طالبان، وقال إن الدول الفاشلة هي أرض خصبة لتلك الأنواع من الناس والجماعات، وربما تعود القاعدة مجدداً للظهور.
وفي الشهر الماضى، تلقت الأمم المتحدة معلومات استخباراتية تشير إلى أن القاعدة لم تختف وهي بالفعل موجودة في 15 مقاطعة أفغانية على الاقل، وأن القاعدة في شبه القارة الهندية، التابعة للجماعة تعمل تحت إشراف وحماية طالبان.
وأكد تقرير للأمم المتحدة صدر في أوائل العام الجاري حول التهديد العالمي للإرهاب، أن لدى تنظيم القاعدة طموحات كبيرة، فهي مازالت متماسكة، ونشطة في العديد من المناطق، ولديها طموح في أن تطرح نفسها أكثر على المسرح الدولي، وفي فبراير 2020، حذر أيضا رئيس المخابرات البريطانية أليكس يونج من عودة القاعدة.
وتجدر الإشارة إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي يعتمد أيضا على فروع في عدة أقاليم ودول، مثل(القاعدة في المغرب الإسلامي - القاعدة في شبة الجزيرة العربية - القاعدة في شبه القارة الهندية - جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي وغرب أفريقيا- حركة الشباب في الصومال - تحرير الشام)، للعودة إلى ساحة الإرهاب الدولية. 
ولا تزال العلاقة وطيدة بين حركة "طالبان" وبالأخص "شبكة حقاني" التابعة لها  وتنظيم "القاعدة"، وهي علاقة قائمة على الصداقة وعلى تاريخ مشترك من النضال والتعاطف الإيديولوجي 
ورغم الخلاف والقتال بين عناصر تنظيم القاعدة من جهة ومسلحى تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخر، إلا أن انسحاب القوات الغربية من أفغانستان، وسيطرة طالبان على كابول، سيعزز قدرة تلك التنظيمات على إعادة الهيكلة وترتيب عناصرها مرة أخرى، بالإضافة إلى اعتماد داعش على العناصر المنفردة لتنفيذ عمليات إرهابية، وهذا هو رهانه فى القتال.
وتتنامى المخاوف من أن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، يمنح تنظيم "القاعدة" الإرهابي، الفرصة لإعادة بناء شبكتها، ليس فقط بل من المحتمل إعادة تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى. كما يعزز فرصة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابي بولاية خراسان، في  توسيع عملياتهما في أفغانستان، أو ربما غيرها من الدول المجاورة.
 وهناك مخاوف من عودة تنظيم القاعدة وداعش الإرهابي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في منطقة الشام التى تشهد انتشار المسلحين والإرهابيين منذ عام 2011. وقد سبق أن حذر قائد الجيش الأمريكي السابق، الجنرال جاك كين، من وجود احتمال كبير لعودة القاعدة وداعش إلى الظهور.
وحذرت تقارير أمريكية أن حالة الفراغ الأمني، التي تشهدها أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكى وعودة طالبان، يغرى الجماعات المتطرفة على تنفيذ عمليات إرهابية، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إنتقامية من القوات الأمريكية المتواجدة في العراق أو سوريا، مما يجعل منطقة الشرق الأوسط تعيش في قلق متزايد.
ويبرز التساؤل حول ما إذا كانت طالبان في دخولها الثاني لكابول فى عام 2021ستكون نفس النسخة التي حكمت البلاد فى عام 1996، واحتضنت تنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن، حتى سقوط نظامها إثر التدخل الأمريكى في 2001، أم ستتعلم من أخطاء الماضى.
ووفقا لتقرير "الجارديان" ، فإن المحادثات التي تمت بين الولايات المتحدة وطالبان تضمنت تعهدات قدمتها الحركة بعدم السماح بتدريب أو جمع الأموال وتجنيد الإرهابيين، بما في ذلك القاعدة، ولكن كل تلك التعهدات قد يتم الغاؤها من جانب طالبان، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح ما الموقف الذي ستتخذه طالبان تجاه القاعدة أو المتطرفين الآخرين الملتزمين بحملات العنف العابرة للحدود، كما أنه ليس من الواضح كيف سيكون رد فعل القاعدة على الأحداث الأخيرة.
وخلال محادثات السلام التي جرت بين طالبان وأمريكا،  تعهدت الحركة الأفغانية بعدم جعل أفغانستان مقرا للحركات الإرهابية العالمية على غرار تنظيم القاعدة مقابل الانسحاب الأمريكي.
لكن المحللون استذكروا السرعة التي بايع بها زعيم القاعدة أيمن الظواهري قائد حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده بمجرد الإعلان عن اختياره في عام 2016 خلفا لأختر منصور. وحينها قال الظواهري، في رسالة صوتية: إ"نه واستمرارا على طريق الجهاد وسعيا في جمع كلمة المجاهدين واقتداءً بقادتنا الشهداء.. فإني بوصفي أميرًا لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم ببيعتنا لكم مجددا نهج الشيخ أسامة في دعوة الأمة المسلمة لتأييد الإمارة الإسلامية وبيعتها.
ووفق تقديرات لخبراء غربيين، فإن شبح عودة تنظيم القاعدة مجددا انطلاقا من أفغانستان لا يزال يخيم على الأجواء. وفي تقرير لها الشهر الماضي، نقلت شبكة "بي. بي. سي" البريطانية عن محلل شئون الأمن والإرهاب ساجان جوهيل، قوله: "إن انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا، ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو معها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى".
كما ذكرت الشبكة البريطانية أن كلا من تنظيم القاعدة وخصمه داعش في ولاية خراسان، سيسعيان إلى الاستفادة من رحيل القوات الغربية لتوسيع عملياتهما في أفغانستان، مشيرة إلى أن كلا التنظيمين موجودان بالفعل في أفغانستان. فالبلد ببساطة جبلية للغاية، والتضاريس وعرة للغاية، بحيث تشكل أماكن اختباء نائية لهذه الجماعات الإرهابية المحظورة دوليا.
في المقابل، وبحسب التقرير ذاته، يرى رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال السير نيك كارتر، الذي كان له عدة جولات قيادية في أفغانستان، أن قيادة طالبان ربما تكون قد تعلمت من أخطائها السابقة.
ونقلت "بي. بي. سي" عن كارتر قوله:" إذا كانت طالبان تتطلع لتقاسم السلطة، أو الاستيلاء عليها، فلن ترغب فى أن ينظر إليها على أنها منبوذة دوليا هذه المرة، موضحة أن الرؤساء الأكثر حكمة بين طالبان، وخاصة أولئك الذين اختبروا الحياة الرغيدة في مراكز التسوق المكيفة في الدوحة خلال مفاوضات السلام الأخيرة، سيناقشون فكرة الانفصال التام عن القاعدة من أجل ضمان قبولهم على المستوى الدولى". 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق