هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

تساؤلات تطرحها المأساة الأفغانية لماذا انهار الجيش النظامي أمام طالبان؟! من يحكم أفغانستان في الفترة المقبلة

مع بدء قوات طالبان في اجتياح مختلف الولايات الافغانية وتراجع الجيش الافغاني النظامي امامها توقع البعض ان تسقط كابول في ايدي قواتها خلال ثلاثة شهور. وتوقع آخرون أن تصمد العاصمة في وجه مقاتلي طالبان.


وكانت الأحداث اسرع وسرعان ما سقطت كابول وهرب الرئيس اشرف غني الي طاجيكستان المجاورة.


هنا برزت تساؤلات تبحث عن اجابة اهمها عن الاسباب التي جعلت  الجيش الأفغاني ينهار  سريعا أمام طالبان. 


يصبح من المفيد في البداية التعرف علي بعض الحقائق الاساسية عن الجيش الافغاني النظامي. يتألف  الجيش الافغاني  من قرابة 186 ألف مقاتل وضابط. موزعين علي نقاط ومعسكرات في مختلف أنحاء البلاد. وهو ثلاثة اضعاف عدد مقاتلي طالبان. ويصنف  في المرتبة 75 من حيث القوة العسكرية في العالم. وبلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفغانستان منذ شهر أكتوبر من العام 2001 حتي شهر سبتمبر من العام 2019. ما قيمته 778 مليار دولار ودربت  الولايات المُتحدة قرابة ربع مليون جندي أفغاني.
  ويملك  الجيش الأفغاني  145 طائرة متعددة الأنواع و21 طائرة هليكوبتر و23000 مركبة من مختلف الأنواع. نصفها علي الأقل مدرعات.

 

الجانب الاخر


لكن ذلك لا يروي القصة كلها. فالجيش الافغاني يعاني من تشتت قدراته العسكرية بسبب المساحة الهائلة لأفغانستان ووعورة تضاريسها. ومن الناحية العملية. يتوزع 186 ألف مقاتل علي قرابة 650 ألف كيلومتر مربع هي مساحة أفغانستان. بمعدل  286 مقاتلا فقط لكل ألف كيلومتر مربع   وهذا من أصغر الأرقام علي مستوي العالم. وتستغل طالبان ذلك في  شن هجمات مباغتة علي المعسكرات ونقاط الجيش والمدن والبلدات التي تحرسها".


 وتستغل طالبان وعورة التضاريس في قطع الموارد والامدادات. وتدعم طالبان تلك الميزة بهجمات فردية وانتحارية لاينفع معها حتي   تدخل الطائرات المؤيدة للحكومة. ولايستطيع الجيش الافغاني الصمود طويلا ومواجهة حرب العصابات   بسبب ضعف كوادره داخل المدن.


 ولايملك الجيش الافغاني عقيدة عسكرية راسخة . ذلك ان الفساد الضارب في كل  مؤسسات الدولة الأفغانية.  امتد الي الجيش حيث يعتبره  معظم الضباط والجنود المتطوعين  مجرد مصدر لدخل ثابت. هذا مقابل مقاتلي طالبان  الذين  يقاتلون عن عقيدة.


 وكابول ليست لديها عصبيات عرقية معينة مثل الطاجيك او الاوزبك او الهازارا تجعل سكانها يستميتون في الدفاع عنها كما حدث مع مدن اخري مثل الاوزبك في  مزار شريف والطاجيك في جلال اباد. 


وساعد علي سقوط كابول السريع اعمال النهب التي اجتاحت المدينة مع استمرار حصارها.


ويتحدث البعض عن خيانات حدثت في صفوف الجيش الافغاني ادت الي سرقة اسلحة من مخازنه وتسليمها الي طالبان.

 

أربعة قادة


ويأتي تساؤل اخر من سيحكم افغانستان في المرحلة القادمة بعد استيلائها علي السلطة بتواطؤ امريكي. حسب المعلومات المتاحة  تستعد الحركة حاليا لاختيار واحداً من بين 4 قادة لتولي زمام السلطة والقادة الاربعة هم  زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زاده. وعبد الغني برادر. وسراج الدين حقاني. ويعقوب محمد عمر.


ويعد   هبة الله أخوند زاده. من أبرز المرشحين. خاصة أنه تولي قيادة حركة طالبان عقب وفاة أختر محمد منصور. الذي قتل في غارة امريكية  في باكستان.


 وكان  عبد الغني برادر. المرشح الثاني لتولي قيادة أفغانستان.   القائد العسكري لحركة طالبان. قبل أن يتم اعتقاله في عام 2010 بمدينة كراتشي الباكستانية. وتم إطلاق سراحه في عام 2018 بضغط من الولايات المتحدة. ويعد   برادر  العقل الدبلوماسي لحركة طالبان. وهو من قاد المفاوضات مع واشنطن التي انسحبت علي إثرها القوات الأجنبية من أفغانستان. ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي باءت بالفشل".

 

شبكة حقاني


أما سراج الدين حقاني. فهو الرجل الثاني في حركة طالبان. وزعيم شبكة حقاني التي نُسبت إليها أعنف الهجمات في أفغانستان خلال السنوات الأخيرة. وتعد شبكة حقاني التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية. من أخطر الفصائل التي قاتلت القوات الأمريكية وقوات الناتو  في أفغانستان.


وبدوره. يتمتع يعقوب محمد عمر. رئيس اللجنة العسكرية في حركة طالبان. بنفوذ كبير داخل الحركة. نظرا لارتباطه بوالده الملا محمد عمر. الذي كان مسلحو الحركة يبجلونه كزعيم لهم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق