هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لا داعي للقلق.. درجات الحرارة العالية لا تؤثر علي المياه المعبأة

انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات علي مواقع التواصل الاجتماعي تحذر من خطورة شرب المياه من الأواني البلاستيكية التي تباع في المحلات وبالتحديد في فصل الصيف نظرا لتعرضها لحرارة الشمس مما قد يسبب أضرارا علي صحة الإنسان.

 


كذلك خزانات المياه المثبتة علي أسطح البنايات السكينة وإمكانية تعرضها لحرارة الجو مما قد يكون له تأثير أيضا.. عرضنا الأمر علي المتخصصين حتي نعرف الحقيقة.

الخبراء: "البولي بروبلين" مادة معقدة.. ولا تتفاعل بسهولة

تقول دكتورة جميلة حسين أستاذ بيولوجيا المياه بالمركز القومي للبحوث إنه من المعروف أن المياه معادلة وراثيا فمسألة تفاعلها مع أي مادة أخري ليست بالشيء السهل وهناك اشتراطات صحية لعملية تخزين الماء في زجاجات بلاستيك وقد سنت وزارة الصحة قوانين عديدة فيما يخص المياه المعبأة بالنسبة المحلات والمنازل ولكن أغلب الناس لا تطلع علي هذه القوانين حيث لابد أن تستمر المياه داخل الزجاجة لمدة محددة وتكون داخل الثلاجة عند درجة حرارة معينة وكذلك مدة التخزين علي أرفف المحلات.

أضافت أن البلاستيك عبارة عن مادة تسمي "بولي بروبلين" وهي مادة شديدة التعقيد مكونة من حلقات متشابكة ولكي تتفاعل مع أي شيء آخر تحتاج إلي درجات حرارة مرتفعة جدا بأرقام قياسية ونحن أقصي درجة حرارة للجو لدينا 40 درجة أو أكثر قليلا ومادة "البروبلين" لا يمكن أن تتكسر وتتفاعل عند هذه الدرجة أبدا فالزجاجة البلاستيكية الفارغة لا يمكن أن تتحلل إذا تركناها مدة طويلة في المنزل فكيف لها أن تتفاعل مع الماء وهو متعادل.

أشارت دكتورة جميلة إلي أن شركات المياه المعبأة لا تستخدم في الأساس الكلور في الحفظ والتعقيم وبالتالي هذا يؤكد عدم وجود أي اختلاط فوجود المياه بدون الكلور في زجاجة بلاستيكية وتعرضها لحرارة الجو 42 مثلا لا يمكن أن يحدث أي تفاعل.

وتؤكد "أستاذ المياه" أن نوع البلاستيك المصنع منه زجاجات المياه التي تباع في المحلات جيد جدا وذلك التزاما باشتراطات وزارة الصحة بعيدا عن النوع الرديء المستخدم في تصنيع الحقائب السوداء.

أجسادنا بها مناعة طبيعية.. والشركات تستخدم أنواعا عازلة للحرارة

تضيف "د.جميلة" أن المعدل الصحي لشرب المياه 3 لترات يوميا والجسم يستهلك جزءا ويطرد الباقي في أي صورة. إذن فالمياه لا تبقي في الجسم وبالتالي لا يمكن أن تسبب الأورام كما يشيع البعض حيث إن مسببات الأورام ناتجة عن تراكم مادة معينة داخل الجسم مثل الخضروات فهي تأخذ وقتا في الهضم وجزء منها يتراكم بالجسد.

نوهت د.جميلة إلي أن خزانات المياه علي السطح البنايات السكينة تكون ذات لون قاتم من الخارج وإذا نظرنا إلي داخلها سنجد أنها مصنعة من البلاستيك الأبيض وهي مادة عازلة الحرارة بين المياه ودرجة حرارة الجو الخارجية ولا تمثل خطورة.

يؤكد دكتور خالد مزروع الخبير البيئي والباحث في مجال مخاطر صناعة البلاستيك أن البلاستيك يدخل في تركيبه مادة تسمي الديوكسين وهي مادة مسرطنة ولها أضرار عديدة فقد تسبب الزهايمر وتحدث تشوفها في الأجنة وهي تتحري بالتبريد أو التسخين وتتفاعل مع المحتوي الموجود بداخلها سواء ماء أو أغذية مثل عربات الفول التي تضع الفول الساخن في كيس بلاستيك وتبيعه للمواطنين وعند الطعام يصبح الفول مضافا إليه هذه المادة المسرطنة مشيرا إلي أن بعض الفنادق تكتب لافتات أنها لا تستخدم البلاستيك لأنهم أصدقاء للبيئة والبلاستيك مادة خطيرة جدا بالنسبة لهم تساوي في ضررها مخاطر التدخين لكن يمكن أن نقول أن نوع البلاستيك قد يقلل من الضرر إذا كان جيدا مثل زجاجات المياه التي تباع في المحلات ولكن في حال استعمالها مرة واحدة فقط حتي لو تعرضت للحرارة فهي ليست الحرارة المرتفعة التي تخيفنا وطالما الفرد سليم صحيا فيكون لديه مناعة وهذه طبيعة جسم الإنسان فلا يوجد خطورة من الأمر إلا إذا كان شخصا مريضا من الأساس فهنا قد يتعرض إلي الخطر مع تكرار هذا الفعل.

ينصح "د.خالد" المواطنين بأنه من المفضل الاعتماد علي الأواني الزجاجية الصغيرة في تعبئة المياه من المنزل وان أمكن أخذها معنا إلي الخارج أو الاعتماد علي الكرتون فهو أفضل من البلاستيك. وليتنا نعود إلي الحقائب الورق كما كان في الماضي في تعبئة أي شيء فهي صديقة للبيئة عكس البلاستيك فهو مادة غير قابلة للتحلل حتي لو بعد 100 عام وهي سبب التلوث في العالم كله فنحن نمتلك جبالا من القمامة بسبب البلاستيك وهنا خطورتها الأكبر وليست في تأثيرها علي صحة الإنسان.

اهتموا فقط بنظافة الخزانات

أكد دكتور جلال نوار رئيس شعبة الصناعات الكيميائية سابقا بالمركز القومي للبحوث إلي أن المادة التي يصنع منها البلاستيك تذوب منها أجزاء ضئيلة جدا في المياه لكن بالنسبة لزجاجات المياه لأنها لم تستمر طويلا معنا بل لبضع ساعات ولم تتعرض لحرارة الشمس فترة كبيرة فإنها ليست مؤثرة لكن خزانات المياه البلاستيكية علي الأسطح لأنها تتعرض للشمس فترات طويلة فقد يكون هناك تأثير ليس من الشمس وحدها وإنما إمكانية سقوط التربة وعدم تغطيتها جيدا وتعرضها للتلوث وقد يكون هناك قوارض أيضا بها فلابد من الحرص علي تغيير المياه به باستمرار وتغطيته طوال الوقت.

الخطورة عند الوصول إلي 200 درجة

يري د.جلال أن الشمس وحدها ليست العامل المؤثرحتي علي الزجاجات البلاستيكية وإنما عدم النظافة أثناء انتقالها من الشركات إلي الأماكن الموزعة.

أشار د.جلال إلي أن مادة الديوكسين التي تتحلل من البلاستيك تكون في حالة الحرق فقط في جبال القمامة لكن لا يمكن أن تنتج في درجة حرارة الجو الطبيعية حتي لو 45 وطالما أن استخدام زجاجة المياه في خلال يوم أو اثنين من الشراء وهي نظيفة فهي آمنة تماما وللعلم أن الشمس تساهم في تعقيم المياه مادامت بدرجات معقولة.

يوضح دكتور عبدالله بكر أستاذ كيمياء وتكنولوجيا البوليمرات بالمركز القومي للبحوث أنه لا يمكن أن يحدث تفاعل كيميائي بين جزئيات المياه والزجاجة البلاستيك لأن درجة حرارة الجو معتدلة وأن هذا يحدث مع درجات الحرارة المرتفعة جدا ولتكن 200.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق