هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الكلمة الافتتاحية لمؤتمر الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية لمبادرة"لا للجلطات الوريدية.. تدفق  حياة" 

يجمعنا مؤتمرُنا اليوم والذي يُسعد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بالتعاون مع جمعية الجراحين المصرية وبرعاية شركة سانوفي إيچيبت أن يكون نقطةالانطلاق لمبادرة "لا للجلطات الوريدية.. تدفق = حياة" وذلك استمراراً للتعاون المثمر والبناء وتضافر الجهود مع كل شركائنا في النجاح في تحقيق الهدف الأسمي لنا جميعاً من الوصول بالخدمات المقدمة بالقطاع الصحي المصري إلي أعلي المستويات العالمية في جودة وسلامة خدمات الرعاية الصحية.  


إن التحول الكبير الذي يشهده القطاع الصحي في مصر تنفيذا لما نص عليه الدستوروبلورته رؤية مصر 2030 وخُطتها الاستراتيجية لم يكن ليتأتي إلا في وجود الدعم الكامل والمستمر من القيادة السياسية في مصر وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إيماناً منها أن نهضة الوطن لابد لها من مواطنين أصحاء لقيادة قاطرة التنمية الشاملة والتي تجسدت في العديد من المبادرات الرئاسية وتوُجت بإطلاق مشروع التأمين الصحي الشامل لتتحول تلك الرؤية إلي واقع ملموس يشهده القاصي والداني. 


 

 يأتي هذا المؤتمر تنفيذا واقعيا لما بدأناه وكل شركائنا في النجاح في السابع عشرمن يناير الماضي في مؤتمر"نحو استراتيجية الجودة والسلامة لمنظومة التأمين الصحى الشامل : رؤى وآفاق" والتي بدأنا في تنفيذ أولي توصياتها بتحديد آليات وخارطة طريق نحو الوصول إلي تصميم آمن للمنشآت الصحية في مصر؛ واليوم نحن علي موعد لوضع خارطة طريق وآليات عمل لأولي المبادرات نحو تحقيق سلامة المريض والذي هو بمثابة أحد المحاور الرئيسية التي تبنتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية في وضعها للمعايير الصادرة عنها والمعتمدة دوليا.  


إن الغاية الكبري من متطلبات السلامة الوطنية التي جاءت بها معايير الاعتماد الصادرة عن الهيئة هي النجاح في الوصول إلى نسبة صفر في المائة من الأخطاء الطبية التي يمُكن منعها و ما جاءت به من آليات ومنهجيات عالمية تمكن من العبور بتلك المتطلبات من مرحلة التفكير إلي مرحلة التنفيذ لتحقيق هذه الغاية العزيزة المنال والتي لا تدخل في نطاق الاستحالة في الوقت نفسه. 

تأتي الجلطات الوريدية كأحد المخاطر التي نصت متطلبات السلامة الوطنية NSRعلي منعها والحد منها لما تمثله من كونها أكثر مسببات الوفاة التي يمكن منعها  (تصل معدلات الوفاة سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية إلي نحو 100 ألف حالة وفاة سنوياً وتصل حالات الإصابة إلي نحو 900 ألف إصابة بالجلطات الوريدية طبقاً للمركز الأمريكي للسيطرة علي الأمراض والوقاية منها CDC) وهوما جعلها اليوم اختيارنا الأول في سلسلة المبادرات التي تؤسس لتحقيق متطلبات السلامة الوطنية.


ستكون الجلطات الوريدية بمثابة القاتل الصامت في كثير من الحالات التي تتلقي رعايتها في المستشفيات وخصوصا حالات ما بعد الجراحة التي قد تؤثر علي حركة المريض؛ في حالة غياب عناصر المسح والتقييم للمرضي الأكثرعرضة لمخاطرها وما يتبعه من تشخيص وعلاج للجلطات الوريدية الموجودة بالفعل أو التي يوجد احتمالية لحدوثها.  

 

لن يتأتي لنا الحد من تلك المخاطر إلا بتحقيق الفاعلية الإكلينيكية والتي تتمثل في قياس نتائج كل إجراء طبي ومدى تحقيقه للنتائج المرجوة طبقاً لأدلة العمل الإكلينيكية والتي تمثل حجر الزاوية في الحد من الجلطات الوريدية وما يترتب علي ذلك بطريقة مباشرة من تقليل نسبة المراضة والوفيات وتقليل مدد الإقامة بالمستشفيات أو بطريقة غيرمباشرة بتأثيرها علي استخدام الموارد المتاحة.

 

إنه لمن دواعي سعادتنا اليوم، أن تكون الجمعية المصرية للجراحين شريكاً أساسياً لنا في هذه المبادرة بما ستقدمه – تحت مظلة الجمعية الطبية المصرية وبالتعاون مع جميع الجمعيات العلمية ذات الصلة - من آليات لتطبيق المستهدف من هذه المبادرة لتكون تلك الآليات هي المحرك الرئيسي والعامل المنظم في الحد من الجلطات الوريدية.

 

إن رعاية شركة عالمية ذات نجاحات ملموسة في المشاركة المجتمعية في مختلف دول العالم ولها تجربة رائدة في المنطقة العربية في مجال مبادرتنا اليوم، لهو شئ مُهم وقادر علي أن يؤتي ثماره في ظل توجه الدولة المصرية الداعم لفتح آفاق التعاون مع كل الشركاء بما فيهم القطاعين الأهلي والخاص.


سوف ترتكز هذه المبادرة علي عدة محاور رئيسية تتكامل فيما بينها لتحقيق المستهدف من المبادرة وذلك عن طريق تبني وتطوير أدلة العمل الإكلينيكية الخاصة بالجلطات الوريدية والتدريب عليها وذلك فيما يتعلق بمختلف أنواع الحالات سواء الجراحية، الباطنية أو تلك التي تتعلق بحالات النساء والتوليد، لتشمل كافة الإجراءات والعمليات بداية من المسح والتقييم للمرضي الأكثر عُرضة لمخاطر الجلطات الوريدية مروراً بوضع مؤشرات الأداء وإعداد التقارير لاتخاذ ما يلزم من اجراءات تصحيحية في ضوء تحليل الفجوة بين الواقع والمستهدف. 

  

تتضمن المبادرة أيضاً ، تطوير التطبيقات الإلكترونية الخاصة بعمليات المسح والتقييم والعلاج ومؤشرات الأداء بالإضافة إلي حملات التوعية والتعريف بمخاطر الجلطات الوريدية وطرق الوقاية منها وعلاجها.

  

و أخيرا وليس آخراً، فإننا نتطلع إلي مزيد من التعاون والتواصل والتكامل مع كل الأطراف المعنيين في القطاع الصحي المصري من أجل تحقيق جميع متطلبات السلامة الوطنية في كل المنشآت الصحية  بشتى ربوع الوطن.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق