هل هي وساوس شيطانية.. أم هواجس نفسية.. دفعت "طالب" متفوق في دراسة الطب.. للإقدام علي الانتحار والتخلص من حياته.. أم أن رحلته إلي السودان أوقعته وسط بعض وسطاء الدجل والجان.. وعاش بينهم.. أو غاص في أعماق عالمهم فأصابته لعنة.. أو سيطرت علي عقله لوثته.. أفقدته التفكير والإدراك.. فتخلص من حياته بالانتحار.

لقد قرر التخلص من حياته.. وكان يعرف أنه سينتحر.. بل ونعي نفسه علي الفيس.. وطلب الدعاء من الأهل والأصدقاء.. ثم ألقي بنفسه في ترعة "البحر اليوسفي" بمنطقة مركز العدوة حيث محل سكنه.. ليضيع انسان في ريعان الشباب لأسباب مجهولة.. أو دوافع مجنونة.. بسبب الشغف والولع بأعمال السحر التي اكتسبها اثناء تواجده في السودان.. كما تقول أسرته!

كانت عقارب الساعة تشير إلي الثالثة عصراً حيث تلقي اللواء محمود خليل مدير أمن المنيا اخطارا من اللواء محمد ضبش مساعد المدير للأمن اخطارا يفيد قيام كريم سيد عبدالستار "19 سنة" طالب بالفرقة الأولي بكلية طب خاصة بجامعة السودان منتحرا من أعلي كوبري البحر اليوسفي زمام مركز العدوة.

تبين من التحريات الأولية صحة الواقعة وانتقل علي الفور رجال الانقاذ النهري برئاسة اللواء خالد مخلوف والرائد محمود فتحي بخيت والنقيب محمد عبدالعليم إلي مسرح الحادث وقامت قوات الانقاذ النهري والضفادع البشري بمسح المجري المائي محيط الواقعة وتبين تواجد الجثة وسط الحشائش بالمجري المائي وتبعد عدة أمتار عن مسرح الواقعة.

أكدت التحريات الأولية للمقدم محمد صلاح رئيس مباحث مركز شرطة العدوة والتي أشرف عليها العميد حاتم ربيع رئيس فرع البحث الجنائي شمال المنيا بأن "الطالب" يتمتع بعلاقات وطيدة بأسرته والجيران ولا توجد أي خصومات ثأرية وأنه اجتاز امتحانات الفرقة الاولي بكلية الطب جامعة خاصة بدولة السودان.

بسؤال أسرته لم يتهموا أحدا بارتكاب الواقعة وقالوا انه كان متفوقا علميا إلا أنه نشر بوست علي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك قبل انتحاره بساعات مدون به "إن لله وإن إليه راجعون الأنس والجن يموتون والله حي لا يموت توفي إلي رحمة الله تعالي كريم سيد عبدالستار غريقا في بحر العدوة ادعو له بالرحمة والمغفرة.

أفادت أسرة المجني عليه انه كان شغوف بأعمال السحر والشعوذة بعدما عاد من السودان وانه كان يشرد مع افكاره كثيرا.

حرر محضراً بالواقعة وتم اخطار المستشار أبو الوفا عيسي المحامي العام الاول لنيابات شمال المنيا الذي أحالها للنيابة المختصة للتحقيق.. فقررت سماع أفراد أسرة الطالب المجني عليه.. وشهود الحادث ان كان هناك شهود وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وظروفها وصرحت بتسليم الجثة لذويها بعد توقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة.. وساعة حدوثها.. تم دفنها بعد ذلك.