هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الطبيعة وفن الوصف الجاهلي

بقلم: سعد بن محمد داود
- الطبيعة العربيّة في عصورها الأولى - رغم فقرها وقفرها - كانت مصدر إلهام للشعراء المبدعين ، فالعربيّ لديه القدرة الفائقة على وصف ما حوله ، وإظهاره بصورة تطابق الواقع ، وربما تفوق الواقع ... إنه الحسّ المرهف ، والخيال الخصب ، والأفق الرحب ، والنظرة الثاقبة ، والقريحة المتقدة !!! إنها نظرية التعويض ، التي يمنّ الله بها على منْ يشاء من عباده ، فسبحان الله !! - وها هو العربي يصف بيئته بكل ما فيها ، ومن فيها .. وقف أمام الأطلال ، وبكى الديار .. وخاطب الأثافي ( الحجارة ) والأوتاد ، وجعل من مخاطبة الأطلال مقدمة لقصيدته مهما كان غرضها .. فالشعر عنده شيء تجيش به نفسه فتقذفه على لسانه .. إنها الجبلّة االعربية !! - وصف المظاهر الكونية .. الليل وطوله ..و النجوم وما تحمله من طالع .. وصف الربوع والأطلال .. والأرض والأزهار .. وصف الحروب وأدواتها وما يعتريها من أمور كصليل السيوف ، وصهيل الخيول ، وقدح السنابك . - سمت نفسه ، وتسامت روحه ، فشبه النساء بالظباء ، والمها الأبيض .. والحبل بالعقبان والعصي .. والعيس بالسفن العظام التي تمخر العباب . - لم يقف الوصف عند حدّ المحسوسات بل تخطاه إلى كل المعاني الإنسانية ، تجلّت في عواطف إنسانية ذاتية فريدة ، ممجدة للفضائل ، متمثلة في قيم جمالية كالشجاعة ، ونصرة المظلوم ، والتعفف وغيرها الكثير . والشعر العربيّ الجاهليّ سجل حافل للحياة العربية ،فتلك قطرة من بحر يفيض .. فطوبى لمن رُزق حسّ التذوق الأدبي .. !! .




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق