صفحات تاريخ العسكرية المصرية لا تنضب.. يسطرها الرجال بالبطولات والتضحيات وبين طياته نجد الحدث الأبرز للقوة الرابعة المصرية يوم الثلاثين من يونيو، والذى نحتفل فيه بالعيد الحادى والخمسين لقوات الدفاع الجوى المصرى، يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقي عن بناء حائط الصواريخ عام 1970، والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولى.
اللواء أ.ح محمد حجازي عبد الموجود: الدفاع الجوي القوة الرابعة فى القوات المسلحة.. تعمل ليلاً ونهاراً لحماية سماء مصر
٣٠ يونيو يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية.. قدم فيه رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة
نعاهد الرئيس السيسي أن نسير قدماً فى التطوير والتحديث ونظل دوما جنوداً أوفياء
أقول للمصريين اطمئنوا.. قوات الدفاع الجوى هى حصنكم المنيع ضد من تسول له نفسه إختراق سماء مصرنا الحبيبة
قال اللواء أركان حرب محمد حجازي عبد الموجود، قائد قوات الدفاع الجوى، إن الثلاثين من يونيو يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة.. قدم فيها رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة، فسلاماً على الشهداء، وكان لزاماً علينا فى هذا اليوم التقدم بالشكر والعرفان للقادة
والرواد الأوائل من رجال الدفاع الجوى، الذين سبقونا في تولي المسئولية وحملوا لواء الشرف والواجب فأستحقوا منا كل التقدير والإعتزاز .. كما أتوجه بالتحية لرجال الدفاع الجوي، حماة سماء مصر ودرعها الواقى المرابضين فى كافة ربوع وحدود مصر الحبيبة، واقول لهم كونوا دائماً على قدر المسئولية وعند حسن ظن شعبكم الأبى، وأداة للتحديث والتطوير وبناء المستقبل، والقدوة والمثل فى نكران الذات فداءً لوطننا الحبيب .
ووجه رسالة إطمئنان للمصريين يقول فيها "إن قواتكم قوات الدفاع الجوى هى حصنكم المنيع ضد من تسول له نفسه إختراق سماء مصرنا الحبيبة، ونجدد العهد معكم بالحفاظ على راية الوطن عالية خفاقة.. وإننا إذ نؤكد للفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن قوات الدفاع الجوي ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات للحفاظ على سماء مصر سلماً وحرباً.
كما وجه تحية إجلال وتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجدد العهد، أن تستمر قوات الدفاع الجوى درعاً يحمى سماء مصر، وبناة للمستقبل بفضل الله ثم بسواعد رجالها المخلصين .. حفظ الله مصر ووقاها شعباً وجيشاً شر الفتن وجعلها واحة للأمن والأمان.
قال قائد قوات الدفاع الجوى خلال المؤتمر الصحفى بمناسبة الإحتفال بالعيد الحادى والخمسين لقوات الدفاع الجوى إنه صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، مشيرا الي انه تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات ( فانتوم ، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الإستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الإسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز ( فانتوم ، سكاى هوك ) ، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام1970 هو البداية الحقيقية لإسترداد الكرامة وإقامة حائط الصواريخ الذى منع اقتراب طائرات العدو من سماء الجبهة فإتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيداً لها .
أوضح قائد قوات الدفاع الجوى ان حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية
فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها، وتم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة .. حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال قوات الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير دفاع جوى عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بالدارسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الإتفاق على أن يتم بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين : القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات او الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهو ما إستقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة.. وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام فى تناسق كامل وبدقة عالية جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة عطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى ، وعلى أثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوى على الإقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوى .
أكد انه إذا أردنا سرد وتسجيل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب، ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية فى ذلك الوقت التى وصلت إلى مستوى عالٍ من الكفاءة القتالية والتسليح الحديث المتطور .. حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك من الولايات المتحدة حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة وكان على قوات الدفاع الجوى التصدى لهذه الطائرات.. حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء بإستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة .. وخلال خمسة أشهر (من إبريل إلى أغسطس) من عام 1970 إستطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجرز ) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970، وبدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير وإستعادة الأرض والكرامة وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 (البتشورا) وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 .
اضاف انه خلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من إستطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى ( الإستراتوكروزار ) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام-6 ) إستعداداً لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية، وفى اليوم الأول للقتال السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى وتوالت بعدها الهجمات الجوية خلال ليلة 6/7 أكتوبر .. وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين ..
وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين ..وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 ( أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها، ثقيلة بدمائها ) .
اوضح ان هناك صراع دائم ومستمر بين أسلحة الجو المتمثلة فى الطائرات المقاتلة وما تحمله من أسلحة هجوم جوى حديثة ومنظومات الدفاع الجوى .. ومع التلاحق المستمر بين تطور العدائيات الجوية الحديثة وأنظمة الدفاع الجوى فكان لابد من تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة متنوعة من مصادر تسليح من دول مختلفة سواء الشرقى أو الغربى بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم وهذا يتطلب جهد كبير لتتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات ويتم بناء المنظومة من عناصر إستطلاع وإنذار بإستخدام أجهزة رادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر بالاضافة إلى عناصر ايجابية من الصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة.. وتتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة .
اكد ان القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولي أهتماما كبيراٌ فى دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث المنظومات الحديثة من عناصر الإستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية وتطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن القوات من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة كما تحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالإستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة
من خلال ثلاث مسارات : تنفيذ التدريبات المشتركة مثل التدريب المصرى الأمريكى المشترك (النجم الساطع) ، والتدريب المصرى اليونانى المشترك (ميدوزا) ، والتدريب البحرى المصرى الفرنسى المشترك (كليوباترا) ، والتدريب المصرى الروسى المشترك (سهم الصداقة) ، والتدريب المصرى الأردنى المشترك (العقبة) ، والتدريب المصرى الكويتى (اليرموك) ، والتدريب العربى المشترك (درع العرب)، التدريب المصرى السودانى المشترك (حماة النيل)، والتدريب المصرى الباكستانى المشترك (حماة السماء)، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول .. ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات .. ونظراً للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات ( التدريب ، التطوير ، التحديث ) .
اما المسار الثانى عن طريق تأهيل قادة وضباط قوات الدفاع الجوى من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة من خلال دراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة .
والمسار الثالث من خلال تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الإستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة .
قال قائد قوات الدفاع الجوى ان كلية الدفاع الجوى تعتبر من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الشقيقة والصديقة .
ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على ضباط الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية حديثة وأنظمة إلكترونية معقدة فإننا نعمل على تطوير كلية الدفاع الجوى بصفة مستمرة ويتم تطبيق وإستخدام التقنيات الحديثة فى التعليم بالكلية من خلال شرح المواد الدراسية بواسطة الأساتذة المتخصصين وطبقاً لأحدث التقنيات العلمية مع إستخدام المعامل الهندسية المتطورة وكذا معدات الدفاع الجوى ذات التكنولوجيا الحديثة وتنفيذ التدريب العملى من خلال الفصول التعليمية والتى بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية بإستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة وإستخدام المقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية وحضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية الدفاع الجوى يتم خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ .
وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة تقوم قوات الدفاع الجوى بإتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور : تطوير أسلوب إختيار أعضاء هيئة التدريس بتعيين الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد إكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات وترشيحهم للحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه من الخارج، وتطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى، وتطوير طرق وأساليب التدريس وإبتكار مساعدات تدريب متطورة من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسة بإستخدام ( المالتى ميديا )، وحصلت الكلية هذا العام على شهادة الجودة (الإيزو)، وتطوير البيئة التعليمية بالكلية، ويشمل تطوير المكتبات وميادين الرماية والتدريب والفصول التعليمية والمعامل الهندسية ومرافق الكلية ومستشفى الكلية والمنشآت الرياضية المختلفة بالكلية بالإضافة للإشتراك فى المسابقات العلمية، وتطوير أداء البحث العلمى بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى بالقوات المسلحة وأساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وتستضيف الكلية هذا العام مؤتمر دولى علمى فى مجال الإتصالات (ICT-EGYPT) لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية، وبما يعزز دور كلية الدفاع الجوى.
قال أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات فى عصرنا الحالى.. حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الإستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها بإستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ، ويجعل جميع الأنظمة ككتاب مفتوح أمام العدو قبل الصديق ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر هو فكر إستخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر،
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية ( الفانتوم ) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الإستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الإستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من إستطلاع القوات غرب القناة بإستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل ( وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة )، ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير إسلوب إستخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة .
اكد ان القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائماً بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوى على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءاً من مستوى قائد القوات وحتى مستوى قائد الفصيلة ، ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر ، هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم فى المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الإلتزامات التدريبية الرئيسية.. ورغم ظروف جائحة كورونا إلا أنه يتم عقد اللقاءات بالضباط والصف والجنود دون إنقطاع وفى مناسبات متعددة مع إتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية , حيث يتم اللقاء مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسى العسكرى وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين.. وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل للإستماع إلى المشاكل والمصاعب وإتخاذ القرارات لحلها ،
كما أحرص أثناء مرورى على الوحدات والوحدات الفرعية على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والإستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فوراً .
إنى أعتبر أسعد اللحظات خلال مهام وظيفتى هى التى أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لأنها تعطى المؤشر الحقيقى والواقعى لأداء القوات .
ويعتبر الفرد المقاتل الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى.. حيث يتم استكمال إعداد وتدريب خريجى كلية الدفاع الجوى بمعهد الدفاع الجوى الذى يقوم بإعداد وتأهيل قادة وضباط الدفاع الجوى لإستيعاب التطور السريع فى أنظمة التسليح الجوى من خلال تدريس أحدث المناهج العلمية والتكنولوجية داخل قاعات المحاضرات المزودة بأحدث وسائل التدريب.. كما يقوم معهد الدفاع الجوى بتأهيل ضباط الدفاع الجوى للحصول على ماجستير العلوم العسكرية للإستمرار فى تنمية مهارات القيادة على المستويات المختلفة، ويتم تأهيل ضباط الصف والجنود بمراكز التدريب المتخصصة والتى شهدت طفرة واضحة من خلال تطوير الفصول التعليمية وتزويدها بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة ومعامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد إستخدام المعدات .
كما تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الإهتمام الكامل بمقاتليها فى جميع مواقعهم من خلال إعادة بناء الفرد المقاتل معنوياً ونفسياً وبدنياً وفنياً وإنضباطياً من خلال توفير سبل الإعاشة الحضارية وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود.
أوضح ان الفرد داخل قوات الدفاع الجوى هو فرد داخل أسرة كبيرة وهذا ما نحرص على غرسه فى أبنائنا المقاتلين ونؤمن داخل قوات الدفاع الجوى بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدموه من جهد وعرق .كلّْ فى موقعه . مشيرا الى انه تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الإجتماعية للضباط وأسرهم فى القاهرة ، والأسكندرية ، والساحل الشمالى ، والغردقة .. وأحدثها
دار الدفاع الجوى بالعاصمة الادارية الجديدة .. كما يوجد القرية الرياضية المتكاملة لقوات الدفاع الجوى بما تحتويه من أنشطة رياضية مختلفة تناسب جميع الفئات .
تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على تحفيز القادة والضباط وبث روح التنافس الشريف بينهم عن طريق تنظيم المسابقات (العلمية ، الرياضية) وتكريم المتميزين منهم .. كما تنظم قوات الدفاع الجوى (المسابقات ، حفلات التكريم للمتميزين علمياً) من أبناء الضباط ..
كما تهتم قوات الدفاع الجوى بالزيارات لأبنائها المصابين بالمستشفيات دورياً للإطمئنان عليهم كنوع من المشاركة المجتمعية المستحقة لهؤلاء الرجال .
وتتعدد وسائل رفع الروح المعنوية داخل قوات الدفاع الجوى مما يدعم التقارب بين أفرادها لتكون حقاً أسرة الدفاع الجوى .
أود أن أطمئن الشعب المصرى إن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تعمل ليلاً ونهاراً وسلماً وحرباً فى كل ربوع مصر عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها ونعاهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى على أن نسير قدماً فى تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى وأن نظل دوما جنوداً أوفياء، بناةً للمستقبل، حافظين العهد، مضحيين بكل غالْ ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعا لأمتنا العربية.. حمى الله مصر شعباً عظيماً وجيشاً باسلاً يحمى الإنجازات ويصون المقدسات.
اترك تعليق