القنصلية هى درجة من درجات السلك الدبلوماسى  اقل من السفارة تنشئها اى دولة  فى الدول التى تربطها علاقات سياسية وتجارية .. السفارة دائما تكون فى عاصمة الدولة  اما القنصلية  دائما ما تكون فى مدينة بعا جاليات  كبيرة لدولة ما او بها مصالح تجارية  على سبيل المثال  روسيا لها قنصلية فى مدينة الغردقة لان بها جالية روسية اضافة الى النشاط السياحى بين مصر وروسيا خاصة فى الغردقة  يعنى رعاية مصالحها  من خلال  هذه  القنصلية  ..

يقول محمد عبده حمدان مؤرخ محافظة البحر الأحمر ،القنصلية  التى نتحدث عنها فهى قنصليات  تجارية   ذلك انه  خلال العصر الاسلامى الوسيط والحديث  كان ميناء القصير  اخد الموانى الرئيسية  التى يعبر منها حجاج مصر وشمال افريقيا  الى موانى الحجاز  قاصدين مكة والمدينة المنورة  وكذلك التجار المتوجهين الى الجزيرة العربية  والقادمون منها  كما كانت محط السفن القادمة من موانى الجزيرة العربية محملة ببضائع الهند والشرق الاقصى وافريقيا كالتوابل  بجميع انواعها والعطور  والبخور والاخشاب العطرية والاقمشة وغير ذلك  من السلع اضافة الى البن الوارد من اليمن  ... واستمر ذلك الى ما بعد افتتاح قناة السويس  فى 17 نوفمبر سنة 1869 م  

مؤكدا ، أن  انشاء الوكالة التجارية الانجليزية فى القصير  ....  كانت انجلترا حريصة كل الحرص على رعاية مصالحها فى البحر الاحمر  خاصة انتظام حركة الملاحة مع الهند  .. لذلك فقا اشار معاونوا اللورد  ايلجن  ELGIN   سفير انجلترا  فى الاستانة على ضرورة انشاء وكالة تجارية انجليزية مستديمة فى القصير  وباسرع وقت  لهدمة التجارة القادمة من الهند وغيرها  من بلاد الشرق  هذا وفى استطاعة شركة الهند الشرقية البريطانية ان تتولى توريد  السلع الهندية الى بلاد البحر الاحمر  ويمكن تزويد هذا  الموقع وهو ميناء القصير  بحامية قوامها ما بين  300 و500 رجل ضمانا للسيطرة على الميناء  وتسهيل الاتصالات بين البحر الاحمر ووادى النيل وكما يمكن الاستفادة من ذلك فى توثيق  الصلاة مع مراد بك فى الصعيد الذى كان حاكما للصعيد فى ذلك الوقت من بلصفورة فى جرجا  حتى اسوان وكانت الوكالات التجارية تخضع لاشراف وحماية قناصل الدول التابعة لها هذه الوكالات  وكانت مهمتها الاصلية القيام باعمال الوكالة عن الشركات والبيوت التجارية  والهيئات الاوربية المختلفة التى لها حق التصدير والاستيراد مع مصر وكانت يطلق على هؤلاء القناصل ايضا المندوبين التجاريين .. ولما كانت ظروف التجار فى كثير من الاحيان تحتم عليهم الاقامة فى المدن والموانى التجارية العربية لفترة طويلة لممارسة التجارة ..  لذلك كان يوجد قناصل لبعض الدول فى القصير  وهم قناصل تجاريون  كما انه كان هناك الزام للسفن الانجليزية القادمة من الشرق ومنجههة الى السويس  بالتوقف وجوبا فى ميناء القصير  وقد قال كلوت بك  فيما ذكره عن القصير انها محطة هامة من محطات السفن الانجليزية وكما ذكر ايضا الدكتور الطبيب والعالم الالمانى  وكان طبيبا بشريا  ومفتش الحجر الصحى  الذى امضى 8 سنوات فى القصير على فترتين  فى عام 1864  ذكر انه كان فى القصير قنصلية لكل من  ايران وفرنسا والنمسا علاوة  على  انجلترا ..  اما المواقع التى كانت توجد فيها القنصليات فهى  1  قنصلية انجلترا :   فقد اجمع المعمرون من اهل  القصير وعن اجدادهم  انها كانت تقع على الربوة المواجهه للقلعة من  الجنوب الغربى  تقريبا موقع منازل ال مقيشط وللاسف لا يوجد اثر لهذا المبنى  2 _  قنصلية فرنسا  كانت فى شارع رمسيس الحالى  الذى يبدا بعد سلم السيخ عبدالغفار  حتى نهاية الشارع جنوبا على البحر  وكان مبناها قائما  حتى اواخر عام 1954 م   3 _  قنصلية النمسا كانت تقع  فى شارع الجمهورية  قبالة الركن الجنوبى الغربى للقلعة   4 _  قنصلية ايران  كانت تقع فى بداية شارع رمسيس على يمين القادم من جهة الشيخ عبدالغفار  فى منطقة السوق القديم الذ ى كان متواجدا لفترة خلف مبنى مجلس المدينة الذى كان يطلق عليه الاسطبل بجوار بيوت المرحوم على عبدالرحمن ابوسعد   وكان مبنى قنصلية ايران  قائما حتى اواخر خمسينات القرن الماضى تقريبا مكان منزل المرحوم فوزى منصور  وكان هذا المبنى مرسوم  عليه بالالوان  شعار  الاسد ذو السيف  وهو شعار دولة ايران ... ملخوظة  انا اتذكر بالكاد هذا المبنى وكان متهالكا  ولكن ما كان يلفت نظرى  هو هذا الشعار او الرسم الغريب   الاسد  ذو  السيف  ولم اكن ادرى ماذا  يعنى ...  وقد كان قنصل او مندوب ايران هو الشيخ  طه عبدالهادى  تميرك  من اعيان قوص  .. كما نشير الى ان غالبية القناصل او المندوبين التجاريين لهذه الدول هم من المصريين