من أبرز الفنانين بقرية الفواخير الفنان محمد مندور الذي يعد أحد أهم فناني الفخار الخزفي في مصر. والذي حصل علي العديد من الجوائز أهمها جائزة المركز الثقافي الفرنسي وهيئة الثقافة الجماهيرية وجائزة ترينالي الخزف الدولي بالقاهرة أعوام 1992 و1994 و2002 وجائزة بينالي مدينة فينيسيا بإيطاليا عام 1998 وله مقتنيات عدة بمتحف الفن المصري الحديث ومتحف الحضارة المصرية ودار الأوبرا وأماكن كثيرة بالداخل والخارج وتجمع تشكيلاته الخزفية بين التراث في قيمته الوظيفية والمعاصرة في الجوانب الجمالية كشكل وقيمة.
حرصت "الجمهورية اونلاين" خلال جولتها علي الالتقاء بالفنان محمد مندور بورشته بالقرية وفتح مندور قلبه لـ "الجمهورية اونلاين" راوياً أنه نشأ بجوار جامع عمرو بن العاص بمنطقة بطن البقر بالفسطاط. بقلب الفواخير التي كان مكانها هناك حينها. ولما بلغ من العمر 6 سنوات وبدأ يخرج من البيت ليلهو كانت أحواض الطين الخاصة بتصنيع الفخار هي أول شيء يقابله فتتلطخ ثيابه في طينها ولما غضبت والدته من تكرار تلطيخ ملابسه قررت أن تجعله يعمل في تصنيع الفخار كعقاب له إلا أنها فتحت له بذلك كنزا للفن والشهرة حيث عشق هذه الحرفة. وكان مسئولا عن إعالة أسرته ولم يكد يكمل من العمر 12 عاما حتي كان قد أتقن هذه الحرفة وعرف خباياها وأسرارها ووجد فيها فرصة لاكتشاف وتنميه مواهبه وإبداعاته حتي صار فنانا عالميا بمرور الزمن.
قال ان أكثر ما يضايقه هو قيام البعض بالفصال في قيمة أو سعر أعماله الفنية. مؤكدا أنه لا يقبل ذلك لأن الأعمال الفنية تمثل مجموعة من المشاعر والأحاسيس التي تحتاج من يقدرها.
روي "مندور" أيضا أن نشأته بقرية الفواخير التي تمثل منطقة أثرية وتراثية لعب دورا بارزا في نمو ونضج أفكاره الفنية حيث تركت بصماتها علي تجربته الإبداعية وأضفت علي أعماله الفنية مسحة من الأصالة والتميز ونكهة من التراث والعراقة التي تتميز بها مصر القديمة.
أشاد الفنان بوجود إرادة سياسية قوية لتطوير قرية الفواخير وتنفيذ مشروع للنهوض بها وكذلك إدخال المرافق من مياه وكهرباء وغاز. فبعد أن كانت القرية منذ 15 عاما عبارة عن عشش بدائية وغير آدمية أصبحت مكانا متحضرا كما أشاد باهتمام المسئولين بالترويج لمنتجات القرية علي الانترنت مشيرا إلي ضرورة تكثيف الترويج والدعاية للقرية. خاصة أن إنشاء سور لها حجب مشاهدة الأعمال الفنية عن المارة مضيفا أن القرية تحتاج دعما كبيرا من الحكومة في ظل ارتفاع سعر الخامات والألوان والمرافق اللازمة للتصنيع والزخرفة فعلي سبيل المثال يحتاج الخزف الي التعرض لدرجة حرارة تزيد علي 900 درجة ولابد من دعم العمال بالقرية وتوفير تأمين اجتماعي وصحي لهم حتي لا يهجروا الحرفة.
اترك تعليق