ازمات وقرارات احاطت بمهنة صناعة السفن بالاسكندرية.. فبعد صدور قرار وقف ترخيص السفن السياحية منذ ١٧ عاما ثم أزمة كورونا الاخيرة فان المهنة العريقة والمرتبطة بعروس البحر المتوسط عانت من الكساد الامر الذى دفع عشاق هذه المهنة الى الابداع بطريقة اخرى.
اقدم عليها احد عشاق بناء السفن بالاسكندرية على تصنيع نماذج ديكورية للسفن بعضها قادر على الابحار بإستخدام موتور
التقينا المهندس رضا ابو شنب احد اشهر صانعي السفن بالاسكندرية و الذي اكد على انه ورث هذه المهنة ابا عن جد ويملك ازق بالاسكندرية وهو المكان المخصص لصناعة السفن ويزيد عمره عن ١٠٠ عام باسم عائلة ابو شنب وهي احدى العائلات المتخصصة في صناعة السفن بالاسكندرية.. الذى قال ان أن مقاسات النماذج الديكورية تبدأ من ٣٠ سم حتى ٣ امتار بأشكال مختلفة على جميع الطيزارات منها المصري واليوناني والقبرصي ومراكب القراصنة او الحربية ومراكب شراعية مصرية وفرعوني وتبدأ اسعارها من ٦٠ جنيها حتى ٣ الاف جنيها .
واضاف انها قادرة على الابحار لكونها يتم تصنيعها بمراعاه عملية الاتزان والابحار وليس مجرد شكل او هيكل فقط، لافتا الى انها تباع بأسعار التكلفة لارتفاع اجور الايدي العاملة بهذه المهمة حيث تصل يومية العامل ٢٥٠ جنيها ويتم استخدام ارقى انواع الاخشاب ومنها الموجونو الفرنساوي وخشب تك وخشب السويد وارو وخشب الباتشومين وخشب التوت والكافور لتصنيع الهيكل الخارجي للمكتب وهي نفس الاخشاب التي تستخدم في صناعة السفن الضخمة، مضيفا أن اخشاب التوت والكافور هي التي تزرع وتصنع في مصر بينما باقي الاخشاب مستوردة.
واضاف : السفن الكبري تكون اسعارها حسب المواصفات وتتراوح مقاسها من ١٢ حتى ٤٠ مترا ويبدأ سعر المركب بطول ١٢ متر من ٢٠٠ الف جنيها، مشيرا الى قرار وقف التصنيع بالاسكندرية بسبب عدم اصدار تراخيص للبناء ادى الى ارتفاع اسعار الرخص القديمة وذلك لبناء سفينة ونقل الرخصة القديمة على المركب الجديد وتصل اسعار الرخص القديمة الى مليون جنيها لعدم اصدار تراخيص جديدة.
وأضاف أن سوق تصنيع السفن يعاني من الكساد بسبب ارتفاع الاسعار حيث انه يقوم سنويا بتصنيع سفينة واحدة فقط بسبب قلة الطلب ولذلك لجأنا لتصنيع الماكيتات للتغلب على حالة الكساد وبالرغم .. حيث ان امهر صانع سفن في العالم هو الصانع المصري واننا نبيع السفن بأرخص الاسعار على مستوي العالم، مشيرا بأن الاقبال على الماكيتات الديكورية يقبل علي شرائها حديثي الزواج لوضعها كديكور اومحلات ومطاعم الاسماك.
واشار الى ان تصنيع الماكينات تستغرق خمسة ايام الى شهر على حسب الحجم بينما مراحل تصنيع السفن الكبيرة تستغرق مايزيد عن ١٠ اشهر لتعدد المراحل بها و التي تبدأ من تصنيع اساس السفينة والتي تسمى الارينة او الترابل وهي عبارة عن قطعة من الخشب الكافور بمقاسات ٢٥x٢٥ بطول المركب يتم تثبيتها لبناء الهيكل الخارجي للسفينة والتي تسمي العيدان وتكون من خشب التوت وكل جزء يكون له رقم محدد ثم مرحلة تربيط السفينة من الداخل لتجميع مكوناتها ثم مرحلة تلويح السفينة من الخارج بخشب السويد ويكون فرز اول مستورد ثم مرحلة الفطة السفينة وهي وضع القطن بين الواح الاخشاب لعدم تسرب المياه ثم مرحلة عمل الكورتة هي بناء الطابق الاول من السفينة ثم مرحلة تقسيم المركب حسب المواصفات المطلوبة ومنها عنبر الماكينة وعدد الغرف بها ثم بناء الصالونات والمطاعم في حالة ان تكون السفينة سياحية ثم مرحلة الدور الثالث ويسمي الصن ديك او قاعدة الشمس وملحق بها غرفة القيادة او كابينة القبطان وتكون مجهزة بأحدث الاجهزة الملاحية ثم مرحلة التشطيب والدهانات من الخارج والداخل ويدهن الغاطس السفينة من الانتيفولنج البحري لعزل السفينة من الفطريات البحرية خلال عملية ابحارها ويصل سعر الكيلو من هذه المادة الى ٥٠٠ جنيها تقريبا.
واضاف بأن عدد الورش التي توجد بالاسكندرية تصل الى ٤٠ ورشة مرخصة وذلك عدد كبير بالنسبة لكساد سوق صناعة السفن بسبب وقف الترخيص للسفن الجديدة وانتشار فيروس كورونا، مشيرا بأنه يتم الاتفاق مع الراغب في تصنيع سفينة عن طريق ابرام عقد بالمواصفات المطلوبة ويقوم بدفع دفعات من السعر المتفق عليه خلال مراحل التصنيع.
وقال ان تصنيع السفن يدخل بها جميع انواع الصناعات ومنها النجار والحداد والسباك و الميكانيكي والكهربائي النقاش فهي مهنة هامة تحتاج الى دعم الدولة لكونها احد المهن التي تتميز بها مصر ولديها سمعة عالمية فلابد من الاستفادة بهذه السمعة ودعم كوادر العمالة بها خاصة وان المهنة تعاني من الانقراض لقلة الراغبين في تعلمها بسبب كساد العمل وذلك في الوقت الذي نجد عروض من دول عديدة العمل بها حيث انني تلقيت عروضا من دول روسيا والمانيا وايطاليا لتصنيع السفن بها لكونهم يعتمدون على تصنيع السفن اما من الفيبر او الحديد ولكن السفينة الخشبية وهي افضل انواع السفن تحتاج الى اليد العاملة لكونها مهنة تنعدم بها التكنولوجيا او الاجهزة الحديثة.
اترك تعليق