٣٨ عامًا مضت علي رحيل أمير شعراء الرفض، كما كانوا يسمونه.. محمد أمل فهيم محارب دنقل.
ولد أمل دنقل عام 1940م بقرية القلعة ،مركز قفط محافظة قنا ، وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.
سمي أمل دنقل، بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنة التي حصل فيها والده على اجازة العالمية فسماه باسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه
أثر والد أمل دنقل عليه.
ورث أمل دنقل عن والده موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي، وأيضاً كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيراً في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنة الأولى للأديب أمل دنقل. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة من عمره مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.
حياته.
رحل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قرية القلعة مركز قفط محافظة قنا وفي القاهرة التحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.
عمل أمل دنقل، موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفاً في منظمة التضامن الأفروآسيوي، ولكنه كان دائماً ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر. كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمة عند نزوله إلى القاهرة أول مرة، وأثر هذا عليه كثيراً في أشعاره ويظهر هذا واضحاً في اشعاره الأولى.
مخالفاً لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وقد كان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانية خاصة. عاصر أمل دنقل عصر أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث.
كان للشاعر أمل دنقل ، خلال رحلته الطويلة، أصدقاء مقربون من المبدعين أمثاله، شاركوه مسيرة النجاح، كانوا يلتقون فيتسامرون، ويتبادلون الآراء حول أعمالهم ومن أبرز الأصدقاء المقربون عبد الرحمن الأبنودي والدكتور جابر عصفور
عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وعلاقته وباصدقائه واهلة ونجد هذا واضحاً في قصيدته "[الجنوبي]" فى رثاء شقيقته رجاء التى توفيت صغيرة دون الرابعه عام .وكذلك صديقه الأديب يحي الطاهر عبد الله الذي حزن جدا لوفاته المبكره.
ففى اللحظات الأخيرة فى حياه الشاعر أمل دنقل فى المستشفى وفي الحجرة عينها التي حملت عنوانا لآخر ديوان شعري يفيض بالمرارة والألم والأسى "أوراق الغرفة 8" عام 1983.
كان معه فى اللحظات الأخيرة الناقد د.جابر عصفور،و الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وزوجة أمل عبلة الرويني، حيث حرص دنقل على وصية غريبة لكنها مألوفة بالنسبة لدنقل ولصديقيه، لقد أوصاهما بدفنه بجوار قبر أبيه في قريته في القلعة.
ودفع لهما ثمن التذاكر بالطائرة لمرافقة جثمانه، حتى إذا رفضا أخذ المبلغ أصر على عدم حضورهما، ومادام الصديقان لا يستطيعان رفض طلب دنقل فقد قبلا على مضض، فهما يعرفان العناد والإصرار عند دنقل، الشاعر.
يقول الشاعر شاذلى دنقل ، لم تكن صداقة الأحبه المبدعين أمل دنقل والأبنودي رحمهم الله مجرد صداقة ابداعيه لتجارب شعريه مختلفه فصحي وعاميه بل كانت مواقف حياتيه وتفاصيل يعلمها الجميع كانا صادقين وإن اختلفا وهبا الكلمه كل شيء فوهمبتهم كل شيء تلازما في صغرها في كل شيء في المدرسه في المنزل الي أن فرقهما الموت بوفاة أمل دنقل مبكرا كان يفهمان بعضهما البعض فالهدف واحد وهو الكلمه.
عملا مع بعضهما البعض في المحكمه أمل دنقل محضر والابنودي حاجب محكمه قاما بالتمثيل سويا وكان هناك حكايات طريفه لهم وباستثناء التمثيل يحكيها الأبنودي دائما عرفا ان الكلمه هي السلاح الحقيقي لمواجهه كل شيء فقررا الأستقالة من العمل والتفرغ للشعر كتبا عن كل شيء الوطن إنكساراته وانتصاراته وعن كل شيء فأصبح كل منهما صوت شعري متفرد حتي حين أستضافهم الراحل فاروق شوشه في برنامج أمسية ثقافيه أثناء مرض أمل دنقل كانا اللقاء سويا كل منهم يسند الأخر وحين توفي أمل دنقل كان صديق عمره الأبنودي في مقدمة المشيعين للجنازه وقبلها كان يلازمه في الغرفه رقم ٨ في فترة المرض.
وأكد الشاعر شاذلى دنقل ، حين رثي أمل دنقل صديقم الأديب الجميل يحي الطاهر عبد الله في قصيدته الجنوبي في شخص أبنته أسماء قام الأبنودي برعاية أسماء رعاية كامله.
كانا يفهمان بعضهما البعض كان الأبنودي يداعب أمل دائما فترة مرضه ليخفف عن أمل اعتقد ان الصداقة الحقيقيه بينهم كانت مبنية علي قواعد وأسس وجذور قويه لذا ارتبطا في كل شيء كان يختلف امل مطبعية أي إنسان حقيقي مع صديقه الأبنودي والعكس ولكن لم يسمح لأحد أن يتحدث بسوء عن رفيق دربه وصديقه والعكس أيضا بالنسبة للأبنودي.
رحل دنقل ١٩٨٣ عن عمر ال٤٣ وترك رفيق دربه الأبنودي ليلحق به الأبنودي بعد سنوات عديده ٢٠١٥عاش فيها أمل بشعره وكلماته مع الأبنودي يلازمه في العديد من اللقاءات التلفزيونيه والصحفيه إلي أن لحق به رفيق دربه صديقه الأبنودي عام ٢٠١٥ لتتجمع كل شخصيات الجنوبي أمل دنقل التي ذكرها في قصيدته الشهيره الجنوبي.
والده عالم الأزهر الذي كان له أكبر تأثير في حياته وتكوينه الشعري وتميزه.
اخته رجاء التي ماتت وهي صغيره والدته التي علمته الصدق والصراحه والوضوح.
صديقه الذي مات أثناء عمل عملية جراحيه.
صديقهم الحميم الأديب يحي الطاهر عبد الله الذي حزن جدا لوفاته المبكره.
كل الأحبه رحلوا وبقيت ذكراهم الطيبه وكلماتهم خالده مستمرة بقيت الكتابه وزال ملك خلفه ملك وسلطة خلفها سلطه
هل تريد قليلا من الصبر
لا فالجنوبي ياسيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي إثنين
الحقيقة ..والأوجه الغائبة
رحم الله كل الأحبه الأوجه الغائبة الحاضره
اترك تعليق