من جديد، يتأكد الاهتمام المصرى بتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة الإفريقية، من خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كل من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية.
ويشارك الرئيس السيسى فى المؤتمرين بباريس، وذلك تلبية لدعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التي تربط بين مصر وفرنسا، فضلا عن الدور المصرى الحيوى لدعم المرحلة الانتقالية في السودان على الصعيدين الإقليمى والدولي.
ويركز الرئيس السيسى خلال أعمال "مؤتمر دعم المرحلة الانتقالية في السودان" على أهمية تكاتف المجتمع الدولى لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التى يمر بها، واستعراض الجهود المصرية الجارية فى هذا الصدد على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وخلال أعمال "قمة تمويل الاقتصادات الإفريقية"، يلقي الرئيس السيسى الضوء على مختلف الموضوعات التى تهم الدول الإفريقية فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماجها فى الاقتصاد العالمى، بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي في مواجهة تداعيات أزمة كورونا، وكذلك تيسير نقل التكنولوجيا للدول الإفريقية، ودفع حركة الاستثمار الأجنبي إليها.
وتأتى مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، استكمالا لمسيرة بدأتها القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسى منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لإعادة إحياء التعاون مع القارة السمراء، وتعزيز الأمن والاستقرار ودعم مشروعات التنمية بدول القارة.
وقد حرص الرئيس السيسي- خلال مشاركته فى القمم الدولية المختلفة، من بينها قمة مجموعة السبع الصناعية وقمة مجموعة العشرين - على التركيز على كيفية مساعدة إفريقيا، وتوفير السبل اللازمة لتنفيذ مشروعات البنية التحتية وغيرها من مشروعات التنمية المختلفة بالقارة الإفريقية.
وتأتى أفريقيا فى قلب التقارب المصرى الفرنسى، حيث تعول باريس كثيرا على القاهرة فى ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فى كثير من الملفات المتشابكة التى تخص دول القارة السمراء.
فقد أكد سفير مصر بباريس علاء يوسف تطابق وجهات النظر بين مصر وفرنسا تجاه قضايا التنمية والتعافى الاقتصادى ودعم الاستقرار والأمن بالقارة الافريقية، وعلى رأسها الأزمة الليبية.
وقال السفير علاء يوسف إن السنوات الماضية شهدت مزيدا من التقارب والاتفاق في الرؤى في مواقف مصر وفرنسا تجاه مختلف القضايا والأزمات المختلفة، مشددا على أن البلدين لديهما رؤية مشتركة تجاه الأزمة الليبية تركز على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار وخروج القوات الاجنبية وإجراء الانتخابات بتلك الدولة؛ بما يحافظ على سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها.
كما توجد مواقف متطابقة بين مصر وفرنسا تجاه الملف اللبناني، حيث أيدت مصر المبادرة الفرنسية لدعم الاستقرار والخروج من الأزمة السياسية، وتشكيل الحكومة اللبنانية .
وفيما يتعلق بالتعاون بين مصر وفرنسا في منطقة الساحل والصحراء، قال السفير علاء يوسف إن فرنسا تعطي أهمية كبيرة للتطورات بتلك المنطقة، خاصة عقب مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، مشددا على وجود تنسيق مشترك بين مصر وفرنسا لمتابعة تطورات الوضع بمنطقة الساحل في ضوء مشاركة قوة مصرية ضمن قوات حفظ السلام في مالي.
وحول جهود مصر في دعم التنمية والاستقرار بالقارة الافريقية، قال سفير مصر بباريس إنه يوجد اهتمام غير مسبوق من جانب مصر بتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية بالقارة الافريقية، خاصة مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي، والتي ركز فيها على عدد كبير من المبادرات سواء لإعادة إعمار مناطق النزاعات بإفريقيا، وكذلك مبادرة إسكات البنادق وهى محاولة لوقف النزاعات ونزع فتيل الأزمات المختلفة.
وفيما يتعلق بمشاركة الرئيس السيسي في قمتي "دعم السودان" و"تمويل التنمية بإفريقيا"، والتي تستضيفهما باريس اليوم وغدا، قال السفير علاء يوسف إن فرنسا تنظر إلى مصر على أنها شريك هام بإفريقيا وتحرص دائما على التنسيق معها في مختلف المجالات والقضايا الإفريقيا، مشيرا إلى أن فرنسا تعي جيدا ثقل مصر بالقارة الإفريقية وحرصها على دعم جهود الاستقرار والأمن بإفريقيا وتعزيز نموها الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب القارة، وهي رسائل رئيسية توجها مصر للعالم كله.
وأشار إلى أن مصر وفرنسا طرحتا فكرة التعاون الثلاثي لتنمية إفريقيا وتنفيذ مشروعات بها، ويجرى حاليا بحث إمكانية تنفيذ مشروعات مشتركة مع الجانب الفرنسي بعدد من الدول الافريقية .
وقال السفير علاء يوسف إن فرنسا - لأول مرة - تنظر لقمة "إفريقيا فرنسا" بشكل مختلف؛ حيث جرت العادة بأن تلك الاجتماعات تكون بمثابة قمة حكومات، ولكن القمة المقرر عقدها غدا الثلاثاء، شهدت نهجا مختلفا؛ حيث ركزت فرنسا على أن تكون تلك القمة بمثابة قناة للتعبير عن مواقف الشعوب والمجتمع المدني بإفريقيا مستلهمة تجربة مؤتمرات الشباب فى مصر .
وأضاف أن باريس تسعى - أيضا من خلال قمة فرنسا افريقيا التي تعقد تحت شعار (تمويل الاقتصاديات الإفريقية) - إلى توفير دعم للاقتصاديات الإفريقية للتعافي من تداعيات جائحة كورونا، مشيرا إلى أن البيان الختامي للقمة سيتضمن مقترحات قابلة للتنفيذ وجداول زمنية محددة لمساعدة الدول الإفريقية على التعافي الاقتصادي.
وأشار إلى أن التعاون مع القارة الافريقية تصدرت أولوية اهتمام القيادة المصرية؛ حيث شارك الرئيس السيسي في كل الفاعليات الإفريقية، من بينها القمة الإفريقية بملابو، حيث تغيرت نظرة إفريقيا إلى مصر التي ترأست مجلس السلم الإفريقي، والاتحاد الإفريقي، وكلها دلائل تؤكد مدى التقدير الإفريقي لمصر ومواقفها وسياساتها، والجهود المضنية التى بذلتها مصر لاستعادة مكانتها بالقارة الافريقية.
وتابع إن إفريقيا تثق بدور مصر التى لا تمتلك أية أجندات خاصة، بل أنها تهدف إلى مد جسور الشراكة والتنمية وتعزيز الصداقة والاستقرار وتحقيق مصالح إفريقيا وإعادة الإعمار بإفريقيا، مشيرا إلى أن إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية عززت اهتمام فرنسا والمجتمع الدولي بالاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية بالقارة الإفريقية.
اترك تعليق