ربما تكون مشكلة الفقر المائي قد دفعتنا للبحث عن البدائل لسد العجز فكان استبدال منظومة الري الحالية "الغمر" بأنظمة حديثة "بالرش والتنقيط" أحد هذه البدائل ولكن في الوقت نفسه تمثل الأنظمة الحديثة للري أو ما نطلق عليه "الري الذكي" انقاذا للتربة من الغمر بمساوئه حيث يجهد التربة ولا يعطي لها الفرصة للتنفس وأيضا انقاذ للمحاصيل حيث سيتم التركيز عليها وليس علي التربة نفسها فيتم توزيع الأسمدة عليها بالتساوي من خلال ذوبانها في المياه.

يرشد الاستهلاك .. ويحدث نقلة نوعية للمحاصيل والتربة

الري الذكي حتي وان كانت تكاليفه مرتفعة بعض الشيء إلا انه يوفر في العمالة والمجهود حيث يستطيع عامل واحد التعامل مع 50 فدانا أما تكاليف تركيبه العالية فالدولة بالتأكيد ستتدخل وتوفر قروضا ميسرة للفلاحين علي سنوات طويلة وبفائدة بسيطة للتسهيل علي المزارعين حتي يقبلوا علي النظام الحديث.

الفلاحون: نحتاج للدعم المادي.. للتحويل للنظام الحديث

مطلوب ندوات للتوعية.. وكيفية التعامل مع المساحات الصغيرة

كتب - حمدان زكريا

طالب الفلاحون بضرورة دعمهم مالياً حتي يستطيعوا ادخال نظم الري الحديثة بسبب زيادة التكلفة عليهم وهو ما يعوق تطبيق المنظومة الجديدة خصوصاً في الاراضي القديمة بالوادي والدلتا.

* مصطفي جابر: نعلم الفوائد الكبيرة سواء للارض الزراعية او زيادة الانتاجية وتوفير المياه عند التحول للري الحديث ولكن نحن في الاراض القديمة بالوادي والدلتا نري ان هناك مشكلات كبيرة لابد من حلها اولاً مثل مشكلة توفير مهمات وادوات الري الحديث او التكلفة المالية الكبيرة علي المزارعين حيث يعاني الغالبية من ضعف الموارد المالية ولابد من دعم الدولة لنا لتنفيذ ذلك المشروع الكبير لكن من خلال توفير الادوات اللازمة بأسعار مناسبة بعيداً عن جشع الشركات الخاصة عن طريق توفير قروض طويلة الاجل وبفائدة بسيطة في متناول الفلاحين.

* محمد صلاح: أقوم بري الارض بالغمر وهذا ما توارثناه عن ابائنا واجدادنا وتبع عن ذلك مشكلة ارتفاع منسوب المياه تحت التربة تتلف الكثير من المحاصيل والاشجار ويعاني منها معظم الفلاحين ونتمني جميعاً التحول لنظام الري الحديث سواء بالتنقيط او الرش ونعلم جيداً فوائده للارض الزراعية وتقليل المياه الجوفية القاتلة للمحاصيل وايضاً توفير مياه الري وزيادة الانتاجية ولكن نحن لانعلم من اين البداية ولابد من مساندة الجهات الرسمية لنا ودعمنا وتدريب الفلاحين وارشادهم وتوعيتهم.

* خالد فرج: اروي اشجار الموالح بالغمر وهو يضعف الاشجار كثير ونتمني ان نتحول لنظام الري الحديث لفوائده الكثيرة ولكن ان امتلك ما يقرب من فدان واحد فقط وهناك مساحات كثيرة اقل من مساحة ارضي. فهل يقوم كل من يمتلك عدة قراريط بعمل تجهيزات خاصة به وشراء معدات هذا لن يكون في مقدور الفلاحين ولذلك يجب تجميع كل 10 افدنة كوحدة واحدة وتكون الاعباء المالية حسب مساحة الارض لان اصحاب المساحات الصغيرة لن يتمكنوا من فعل هذا علي ان تشرف الجمعية الزراعية علي ذلك حتي لايكون هناك مشكلات مستقبلية بين الفلاحين نظراً لتعدد ايام الري واختلافها لكل محصول.

* احمد عبده: لابد من تدريب الفلاحين وعمل ندوات لهم لتعريفهم بفوائد الري الحديث حيث اعتاد الجميع علي الري بالغمر منذ قديم الاذل وهو الاسهل بالنسبة للفلاح فلا يحتاج لفنيات او تدريب عكس الري "الحديث" الذي لابد ان يكون المزارع علي دراية بتعامل مع المشكلات الطارئة مثل غلق فتحات الري او توقفها.

.. ومزارعو المحافظات.. سعداء بالقرار قالوا لـ "الجمهورية اون لاين":

يزيد انتاجية المحاصيل.. ويخفض تكاليف التشغيل

رحب المزارعون بالمحافظات بتوجيهات الرئيس بالتحويل من الري بالغمر المنتشر بالوادي والدلتا إلي الري الحديث سواء بالرش أو التنقيط مؤكدين ان النظام الحديث في الري يوفر المياه ويزيد انتاجية المحصول ويخفض تكاليف التشغيل لأنه به وحدة تحكم سواء في طريقة وكمية المياه وايضاً توزيع الأسمدة علي النباتات بالتساوي من خلال ذوبانها في المياه.

المنيا ـ نبيل يوسف:

استقبل المزارعون بمحافظة المنيا مبادرة الرئيس السيسي في عملية الري الحديث بكثير من السعادة والفرحة وقال المزارع سمير اسكندر من صفط الغربية ان ماشهدناه في الزراعة بالمنطقة غرب المنيا من استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة بالمشروع الذي بسببه تحقق ترشيد استخدام المياه وتم تعظيم العائد من وحدة المياه والاستفادة المثلي من المقننات المائية المقررة للمزرعة حيث تم تنفيذ شبكة متكاملة ومتطورة للري الحديث والذكي بالمزرعة.

يضيف إبراهيم محمد فتح الباب من قرية "دمشاو هاشم" ان تنفيذ نظام الري بالرش وتنفيذ نظام لقياس درجة رطوبة التربة والذي يتم ربطه بنظام الري أوتوماتيكياً هو العلم الحديث والذي يسمح بتحديد كمية مياه الري المطلوبة وكذلك كمية الأسمدة المطلوبة. بحيث يتم التحكم في عملية الري عن بُعد مما يؤدي إلي ترشيد كميات المياه والأسمدة والطاقة المستخدمة في عملية الري.

يقول ملاك صموئيل من قرية "ريدة" ان تشجيع الدولة علي استخدام نظم الري الحديث والري الذكي سوف يكون دافعاً للعديد من المزارعين للتحول من نظم الري بالغمر إلي نظم الري الحديث لأن هذه النظم لها مميزات مثل زيادة انتاجية المحاصيل وخفض تكاليف التشغيل وزيادة الارباح للمزارعين والفلاحين من خلال الاستخدام الفعال للعمالة والطاقة والمياه.

قنا ـ عبدالمنعم منصور:

أبدي الغالبية العظمي من المزارعين بقري ومدن محافظة قنا عن سعادتهم باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتطوير منظومة الري الزراعي لتصبح مثل منظومات الري الزراعي في الدول المتقدمة وهو ما سيكون له فوائد ومزايا كثيرة تعود علي المزارعين أهمها تخفيض النفقات ومضاعفة إيرادات المزارعين.

قال محمود عبدالجبار عضو النقابة العامة للفلاحين اننا حاولنا كثيراً تطوير منظومة الري القديمة التي ترهق المزارعين بدنيا وتسبب في انهيار إيرادات المحاصيل الزراعة وواجهنا صعوبات كثيرة في التنفيذ بسبب ضعف التمويل وعدم قدرة المزارع علي تحمل تكلفة التطوير إلا بالتقسيط علي سنوات طويلة.

قال عمر محمد "مزارع" أخيراً ستتحقق أحلامنا ونستريح قليلا من عذاب وسائل الري القديم وهو ما سيضاف إلي الانجازات التاريخية للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي بدأ يقتحم هذه المشكلة بكل قوة.

أضاف ان أجهزة قياس نسبة الرطوبة في التربة لن يكون الهدف منهما هو تقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعة فقط ولكنها تحدث طفرة كبيرة في زيادة انتاجية المحصولات الزراعية وتقليل كميات الأسمدة المستخدمة وهو ما يعود علي المزارعين بمضاعفة دخولهم.

أشاد أحمد أبوالوفا "نقيب الفلاحين بقنا" بفكرة تطوير منظومة الري الزراعي التي تأخرت كثيرا ويجب الاسراع في التنفيذ في أقل فترة زمنية ممكنة لتعويض ما فاتنا.

طالب بضرورة توفير أحدث الأجهزة التي تستخدمها الدول المتطورة علي أن تكون بأسعار يستطيع المزارع تدبيرها وتقسيطها علي عدة سنوات كما يجب تدريب مهندسين مصريين علي أعمال التشغيل والصيانة لهذه الأجهزة الحديثة علي أن يقوم المهندسين بتدريب المزارعين مجانا لضمان اقبالهم علي تنفيذ المنظومة.

برج العرب ـ حامد هليل:

أعرب أكثر من 300 ألف مزارع بقري مناطق مريوط والنهضة والجمعيات الزراعية عن سعادتهم ببدء تطبيق منظومة الري الحديث التي تمنع إهدار المياه بري الغمر وتحافظ علي التربة لتحتفظ بجميع عناصرها التي يتغذي عليها النبات.

قال المهندس مرزوق جويدة رئيس جمعية رحيم الزراعية أن أكثر من 100 ألف فدان سوف تستفيد من تظبيق منظومة الري الحديث موضحاً ان جهاز قياس نسبة رطوبة التربة سوف يضع نظام للري ويوفر المياه ويمنع ضياع عناصر التربة ويستفيد منها النبات.

قال ان الجمعيات لديها من الخبرات القادرة علي المساعدة في تنفيذ المنظومة وان المزارعين يطالبون بتنفيذ مشروع الصرف المغطي بجانب منظومة الري الحديث حتي نمنع تراكم المياه الجوفية التي تدمر النبات.

سعيد الطلخاوي "مزارع" قال ان تطبيق المنظومة سيزيد من الانتاج مطالباً ان يتولي البنك الزراعي مهمة منح قروض لتطبيق المنظومة تيسيراً علي المزارعين.

سعداوي أبو حبارة "مزارع" قال ان الري الحديث بنظام الرش هو أنسب الأنظمة للري بالأراضي الجديدة خاصة في مناطق بنجر السكر الخريجين وذلك بسبب ضعف مياه الري وأصبحنا في حاجة ضرورية للتوفير وعدم تهدير مياه الري.

الدقهلية ـ أيمن العماري:

أبدي مزارعو الدقهلية رغبتهم في تطبيق منظومة الري الحديث عن طريق التنقيط أو الرش وخاصة الأراضي التي تروي من نهايات الترع.

قال المهندس إبراهيم حسانين مدير جمعية زراعية ان نظم الري الحديث توفر أكثر من 80%  عن الري بالغمر ويمتاز الري الحديث ان نسبة الأسمدة الكيماوية التي تستخدم في الري الغمر للمرة الواحدة تكفي زراعة موسم كامل ومن أهم مميزات الري الحديث ايضاً انه ينظم عملية الري بما يحتاجه النبات يومياً وتساعد هذه العملية علي سرعة امتصاص العناصر الصغري والأزوت من الأرض.

أضاف المهندس إبراهيم زكريا المراقب العام لجمعيات الاستصلاح بالدقهلية ان الري الحديث أنسب أنظمة الري للأراضي السمراء لما تحتويه هذه الأراضي من عناصر غذائية تهدر بنظام الري بالغمر ويؤكد انه توجد 50 ألف فدان بمنطقة شمال الدقهلية فقط تحتاج إلي الري بالغمر حيث ان هذه الأراضي رملية تسمح بمرور المياه المالحة بين مسامها وتحتاج إلي ري الغمر لطرد المياه المالحة إلي باطن الأرض ثم تروي بعدها بالتنقيط.

يضيف الحاج ياسر المنشاوي: تعلمنا من زراعة الصوب الزراعية أهمية الري بالتنقيط لما نعانيه من نقص المياه وخاصة في نهاية الترع.

يقول خالد عبدالحق "مزارع" نناشد الدولة بتصنيع خراطيم وأنظمة الري الحديث حيث ان هذه الصناعة يعمل بها الكثير دون رقابة أو مواصفات وتؤثر سوء هذه المنتجات علي الحالة المادية للمزارع لأن معظم الخراطيم تصنع من مواد رديئة وتستهلك سريعاً.