هاجر إلي الحبشة مع هؤلاء المهاجرين إلي الحبشة حيث كانوا تحت رعاية النجاشي الذي احتضن كل المهاجرين ثم انطلق أبوعبيدة بن الجراح مهاجراً إلي المدينة المنورة مبادراً إلي الانخراط في صفوف المجاهدين في سبيل الله ومن فضل الله عليه أن وفقه للمشاركة في تلك المعارك دعماً لدعوة الحق وقد شهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم غزوتي بدر وأحد وسائر المشاهد كلها مقاتلاً ومحتسباً كل ذلك لنصرة الدين الحنيف الذي جاء به سيد الخلق محمد ابن عبدالله صلي الله عليه وسلم.
ومن الجدير بالذكر ونحن نتأمل مسيرة هذا الصحابي المجاهد المثابر لكي تظل أعلام الإسلام خفاقة فقد زف إليه وإلي عشرة من الصحابة البشري بأنهم من أهل الجنة وهؤلاء العشرة الأفاضل هم: أبوبكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه والزبير بن العوام رضي الله عنه وعبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وسعيد بن زيد رضي الله عنه وأبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنه. وهذا الشرف العظيم الذي بشرهم سيد الخلق صلي الله عليه وسلم وهم لا يزالون يمشون بين الناس وقد جمعهم الرسول صلي الله عليه وسلم وكلهم يتمتعون بصفات وخصائص تزيدهم بهاء وشرفاً. رافقوا الرسول صلي الله عليه وسلم سنوات طويلة ولكل مكانته ودوره في ساحة الشرف والفداء.
ولنعود إلي أبي عبيدة بن الجراح فقد كان ثابتاً في قتال المشركين كما شهد له ثباته يوم أحد وإزالة الحلقتين اللتين علقن في وجه النبي صلي الله عليه وسلم بفمه حتي سقطت ثنيتاه أي السنتين الأماميتين ومن فضائله أنه قد فتحت أكثر بلاد الشام علي يديه فجعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميراً عليها وقد نزلت في حقه يوم بدر قول الله تعالي "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم"- المجادلة 22- وذلك بعد أن قتل أبوعبيدة والده يوم بدر وكان كذلك من بين أحب الناس للنبي صلي الله عليه وسلم.
اترك تعليق