رمضان سيظل ضيفاً عزيزاً علي القلوب يأتي ويغادرنا سريعاً ليترك بداخلنا ذكريات تظل عالقة في النفوس ومهما مرت السنون تظل حية تحمل البهجة بكل طقوسها وتفاصيلها.يشدنا دائماً الحنين لتلك الذكريات التي تحمل عبق الزمن الجميل من معاني دينية واجتماعية وقيم لم تطمسها ألوان الحداثة.

نبحر اليوم في ذكريات د.سامح سرور عميد كلية الصيدلة جامعة حلوان وعضو اللجنة العلمية لمشروع الجنينوم الذي قال: لا يختلف الاحتفال بقدوم الشهر الكريم في كثير من البيوت حيث تجد لمة الأسرة علي مائدة واحدة انتظاراً لمدفع الإفطار وتدب الحركة والنشاط في أرجاء المنزل. بالإضافة إلي تبادل الزيارات بين الأهل والجيران والأصدقاء كل هذه التقاليد تؤكد أن المصريين نسيج واحد تجمعه المحبة والتسامح والعطاء فالكل يتطوع بالوقت والمجهود للمساعدة وهذا ما يضفيه المعني الديني للشهر وزيادة الروابط الاجتماعية التي تدور معها أطباق الحلوي من منزل لآخر عقب تناول الإفطار.
هذه التقاليد التي نشأنا وتربينا عليها ظلت مستمرة لم تنل منها وسائل التكنولوجيا الحديثة. لأني حرصت من خلال عملي كأستاذ جامعي وعميداً لكلية الصيدلة أن أتواصل مع زملائي من أعضاء هيئة التدريس وطلابي في لقاءات خلال أيام رمضان وتناول الإفطار الجماعي.. فقط خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا تغير الأمر لكن التواصل مستمر بالطبع.
رمضان شهر للإنجاز والعمل وليس للتراخي أو الكسل فقد حصلت علي الماجستير والدكتوراه خلال 4 سنوات من ألمانيا في رمضان فهناك العمل يتم بشكل متواصل ولم يمنعني الصيام أو العبادات من التقصير. لذلك تم إنجاز الدراسات العليا بنجاح نفس الأمر في بلجيكا عندما سافرت إليها لإجراء عدة أبحاث.
وفي شهر رمضان بالفعل انتهيت من أكثر من بحث.. فالباحث يسابق الزمن والكل في حال منافسة والفوز بالسبق العلمي.. وهذه التجارب جعلتني أجعل من شهر الصوم فرصة للعمل والإنجاز من أجل نفع البشرية.
رمضان هذا العام يأتي ولدينا أكثر من مشروع ربما ينتهي بعضها قبل نهاية الشهر فهناك تطوير للبنية التحتية وإمداد المعامل البحثية بأحدث الأجهزة المتطورة التي تساعد الطالب علي إنجاز أبحاثه في وقت قياسي.
كذلك استحداث برامج جديدة في أقسام الدراسات العليا لإعطاء الخريج مهارات أكبر وفرص أوسع في سوق العمل خاصة في تطوير فاعلية الأدوية خاصة مع افتتاح المدينة الدوائية التي تهدف للنهوض بصناعة الدواء في مصر.. وهي صناعة استراتيجية تمس الأمن القومي.
أيضاً لدينا أبحاث حول فيروس كورونا بهدف التوصل لعلاجات حديثة لزيادة المناعة وهو مشروع ممول من هيئة العلوم والتكنولوجيا.