هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

سلامة القلب.. طريقك إلى الجنة

إن سلامة القلب من الحقد والحسد خلق من أعظم الخصال، وأشرف الخلال، ومن يتصف به يعيش محبوبا عند الله وبين الناس، إنه خلق يبعث على حب الخير للآخرين، وبذل المودة والمعروف والإحسان للناس، وكف الأذى والسوء عنهم.
 


والمقصود بسلامة القلب، نقاؤه وخلوه من كل شرك وحقد وغل وحسد، إنها صفاء القلب وطيب النفس وحسن السريرة، وهي امتلاؤه إيمانا ويقينا وتقوى ومحبة ورحمة، والمسلم الحق لا يكون إلا سليم الصدر، طاهر القلب، طيب النفس، لا يحمل في قلبه حقدا ولا ضغينة على أحد.
وسلامة القلب من نعم الله الخفية، وهي من النعيم المعجل للعبد في الدنيا، بل هي جنة الدنيا ولذة العيش، أن يمن الله على عبده بقلب سليم يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه؛ فيكون ذلك سببا في أن يحيا حياة طيبة مطمئنة.
    ولما كان القلب هو منبع المشاعر والعواطف، وموجه التصرفات، والمحرك الأول للأخلاق، كنا بحاجة إلى تلك النعمة الكبرى حتى تصلح قلوبنا فتصلح حياتنا وسائر أعمالنا وأخلاقنا على إثر ذلك، كما جاء في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" 
    إن القلب السليم سبب من أسباب النجاة يوم القيامة؛ فقد قال الله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام:" ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"{ الشعراء: 87-89}، وسلامة القلب نعمة من النعم التي يتفرد بها أهل الجنة حينما يدخلونها؛ فسكنى الجنة لا تليق إلا بمن سلم قلبه وصفت سريرته كما قال تعالى:" ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين" {الحجر:47}، بل إن سلامة القلب هي الطريق إلى الجنة؛ مصداقا لقوله صلوات ربي وسلامه عليه:" أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض" { متفق عليه}.
    لقد جاءت الشريعة الإسلامية بالأمر بالتحاب بين المؤمنين وسلامة قلوبهم لبعضهم البعض؛ فقد قال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم:" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"{ البخاري}، وفي ذلك ما فيه من الأثر الطيب على الفرد والمجتمع، فيفوز صاحب القلب السليم براحة البال والبعد عن الهموم واتقاء العداوات، ومن ثم تشيع في المجتمع روح المحبة والإخاء ويخيم على أجوائه المودة والسلام.
فيا صاحب القلب السليم هنيئا لك فأنت من صفوة الله المختارة؛ فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أفضل الناس فقال:" كل مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟، قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"، والله أسأل أن يطهر قلوبنا حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين، ونفوز بالقرب من رب العالمين.

بقلم - الدكتورة أسماء عبد الحكيم راتب:

مدرس الأدب والنقد بكلية البنات الإسلامية بأسيوط





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق