أجمع خبراء الأمراض الصدرية أن فيروس كورونا يمثل خطورة علي الأطفال المصابين بحساسية الصدر حيث ان جهازهم المناعي لا يتحمل مقاومة التهاب الشعب الهوائية والفيروس ومن هنا يمكن للفيروس التغلب علي الجهاز المناعي والقضاء علي الطفل.
أضافوا ان دواء الكحة ليس هو العلاج الكافي لشفاء الطفل لكن الكحة هي جرس انذار للأم.
يؤكد أن الطفل مريض بالحساسية أو التهاب الشعب الهوائية لكن الخطأ الفادح أن تقوم الأم بشراء دواء للكحة من الصيدلية والتعامل معه علي انه دور برد عادي.
أشاروا الي ان الصيدلي مشارك في الخطأ حيث انه يقوم بصرف الدواء دون أي دلائل علمية لحالة المريض ولابد أن يصرف أي دواء من خلال روشتة طبية حرصًا علي حماية تفاقم اصابتهم بالأمراض.
كما ان الأم عليها دور كبير في حماية طفلها من عناء المرض أو اصابته بكورونا وحساسية الصدر أو الأمراض الأخري حيث إن ملاحظة الأم للأعراض المرضية التي يعاني منها طفلها هي بوابة الشفاء لأن ذلك ينبهنا إلي الأمراض ويؤدي إلي سرعة التشخيص والعلاج في الدقائق الذهبية قبل تفاقم المرض وتوغله في جسم الطفل.
قال د. أحمد البليدي أستاذ طب الأطفال بقصر العيني رئيس الجمعية المصرية لتطوير الممارسات الطبية في طب الأطفال ان الجمعية اطلقت مبادرة تحت شعار "نسمة هواء" وفيروس كورونا وحساسية الصدر بالتعاون مع الجمعية المصرية لأبحاث الجهاز التنفسي والتغذية للأطفال وشركة استرازينيكا و"ميديكال" لدعم الأطفال وتقديم أفضل الخدمات والرعاية الطبية اللازمة للمواطن المصري والأمهات ومحاربة الأمراض المزمنة وعلي رأسها أمراض الرئة وحساسية الصدر وفيروس كورونا الذي يهدد حياة الناس.
أضاف ان هذه المبادرة بمثابة طوق النجاة للأطفال لعلاجهم من حساسية الصدر والمضاعفات التي تحدث لهم من جراء هذا المرض الذي يضعف مناعة الطفل ويجعله أكثر عرضة للاصابة بفيروس كورونا بالاضافة إلي كيفية التعرف علي كحة الطفل المصاب بحساسية الصدر.
أشار إلي أن هناك خلطًا كبيرًا بين أعراض حساسية الصدر و فيروس كورونا من حيث الكحة والشعور بضيق في التنفس والنهجان ومن هنا لابد ان تكون الأم أكثر وعيًا باختلاف الأعراض والتنبه للملاحظة التي تطرأ علي طفلها حتي نستطيع تحديد المرض سواء كان فيروسيا أو ميكروبيا أو بكتيريا ومن خلال ذلك نستطيع تشخيص الداء ووصف الدواء المطلوب.
أوضح د. البليدي ان مرض حساسية الصدر أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعا عند الأطفال حيث أشارت التقارير إلي ان متوسط نسبة ظهور المرض في مصر يتراوح ما بين 14 إلي 15% بين الأطفال ويستنزف هذا المرض الكثير من الأموال علي مستوي المريض وأسرته.
نوه إلي أن مريض حساسية الصدر يعاني من نوبات متكررة من ضيق التنفس مع اختلاف شدتها من مريض لآخر وهذه النوبات تساعد فيروس كورونا علي اقتحام الجهاز التنفسي كما ان هناك الكثيرين الذين يتعاملون مع أعراض كورونا علي انها حساسية صدر ويهملون في العلاج حتي يتمكن الفيروس من التوغل في الجسم والقضاء علي الانسان ولابد ان يتم علاج مرض الحساسية حتي لا نخلط بينه وبين كورونا حيث ان كورونا يهاجم الجسم بقوة كما أن كورونا لا يحترم تشريح الرئتين وأعراضه تزيد علي حساسية الصدر من خلال فقدان حاسة الشم والتذوق وكذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم.
حذرت د. هالة جودة رئيس الجمعية المصرية لأبحاث الجهاز التنفسي والتغذية للأطفال من تعرض الطفل للتلوث والتدخين حيث انها من أسباب الاصابة المباشرة لحساسية الصدر.. مشيرة إلي ان هناك عوامل وراثية واستعدادا جينيا للاصابة بعدوي حساسية الصدر.
أضافت انه لابد من تصحيح المفاهيم المغلوطة لدي الأم التي تحرم طفلها من البيض ومنتجات الألبان بحجة انها مضرة للطفل المصاب بحساسية الصدر وهذا خطأ حيث ان الطفل محتاج للتغذية بهذه المنتجات الهامة لكن بكميات محدودة لكن الأهم منع الطفل من المأكولات التي بها مواد حافظة فهي التي تسبب الحساسية عند الأطفال مثل البوذو والشبسيهات وغيرهما من المنتجات الضارة التي تؤثر بالسلب علي صحة الأطفال وكذلك العصائر والمعلبات وعدم التعرض للأتربة وخاصة في فصل الربيع والخريف.
أشارت إلي ان التغذية السليمة هي بوابة الشفاء من كل مرض سواء كانت كورونا أو حساسية الصدر .. مؤكدة ان الخضراوات الطاذجة والفاكهة والبقوليات من أهم عوامل التغذية لأي مريض وخاصة الطفل المصاب بحساسية الصدر ولابد من توفير بيئة صحية للمصابين بحساسية الصدر من الأطفال حتي نحميهم من مضاعفات المرض أو الاصابة بكورونا اللعين.
قال د. شريف وجيه رئيس القطاع الطبي بشركة استرازينيكا ان دور الشركة مع الجمعيات الطبية ووزارة الصحة للتعاون في مكافحة الأمراض المزمنة وحماية الكبار والأطفال من كافة الأمراض وخاصة كوفيد19 الذي أصبح هدف الشركة في الوقت الحالي.
أشار إلي انه سيتم تدريب الكوادر الطبية لمواجهة العدو الشرس كورونا وعلاج الأمراض مثل حساسية الصدر حتي لا تكون البداية لاضعاف المناعة.. موضحا ان المبادرة تشمل شقين الأول وقائي وعمل ندوات توعية والثاني شقين الأول وقائي وعمل ندوات توعية والثاني علاجي وتفعيل بروتوكولات العلاج.
قال د. عمرو أبوطالب انه سيتم توفير أجهزة استنشاق لعلاج الأطفال المصابين بحساسية الصدر بأسعار رمزية من خلال الخط الساخن 19766 للاستعلام عن أقرب صيدلية تقوم بتوفير الجهاز.
أوضح ان استخدام "الكورتيزون" المستنشق يعالج حساسية الصدر لكن بكميات محدودة من خلال تشخيص الأطباء المتخصصين.
نصح د. مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة الأمهات بمراعاة استخدام الكمامة عند تعامل أطفالهم مع الغرباء واكتساب مهارة تطهير الأيدي اما بالماء والصابون أو المطهرات الطبية والابتعاد عن زحام وسائل النقل والمواصلات وداخل المدرسة والطرق والحضانات.
أضاف ان مرضي الربو الشعبي عليهم الانتظام في تناول العلاج وجلب البخاخات الموسعة للشعب معهم حال خروجهم للشارع. وعلي مرضي حساسية الأنف تناول العلاج أيضا وكذلك التفاؤل وعدم التوتر والثقة بالنفس ولن نتوقف عن العمل والانتاج والتقدم بسبب أي عوائق أو كوارث. غياب الثقة بالنفس يسبب التوتر الذي يقلل المناعة وضرورة الالتزام بالتغذية الجيدة. لأنها تعزز المناعة وشرب الماء بوفرة وتهوية المسكن والمكاتب بفتح النوافذ والأبواب ثلاث مرات يوميا. فلقد ثبت فعلا ان التهوية تقلل من تركيز وتواجد كوفيد19 في الأماكن المغلقة وان غياب التهوية أو سوء التهوية عامل مشترك في أغلب حالات الكورونا كوفيد19والنوم مبكرا. 8 ساعات. وعدم السهر. فالنوم يعزز الذاكرة والمناعة.
كيف تفرق بين كورونا وحساسية الصدر
قال ان الأطفال المصابون بالربو المحرومون من العلاج أكثر عرضة للاصابة بكورونا ومضاعفاتها وكيف تفرق بين أعراض كورونا وحساسية الصدر لابد ان يكون هناك وعيا بأن أعرض كورونا أشد حدة وشراسة لأن كورونا لا يحترم تشريح الرئة والكورونا تصيب الأطفال أيضا خاصة قليلي المناعة والبدناء والذين يعانون من أمراض مزمنة مهملة العلاج مثل الربو الشعبي وضغط الدم المرتقع وكذلك ربو الأطفال يمثل تحديا كبيرا مقارنة بربو البالغين وحساسية الصدر أكثر أمراض الأطفال المزمنة شيوعا كما ان الربو وباء القرن.
أوضح ان ربو الأطفال يرتبط بالحساسية خاصة ضد العديد من المؤثرات البيئية ويرجع ذلك إلي انتشار المدن الحديثة وهواء المعمورة والتدخين السلبي وزيادة التعرض للمسببات البيئية التي لا تستثني حتي الأجنة كما ان ربو الأطفال يمثل تحديا كبيرًا مقارنة بربو البالغين لعدة أسباب:
ــ عدم اكتمال الجهاز التنفسي والجهاز المناعي في الأطفال.
ــ عدم إلمام الأطفال وذويهم بطبيعة ومستجدات المرض.
ــ التلوث البيئي خاصة تلوث الهواء وبصورة شديدة الخصوصية تلوث هواء المنازل المصرية التي سقط منها 71% في أتون التدخين السلبي وحرق قش الأرز يزيد من أزمات الربو عن طريق الجسيمات العالقة "العوائق الهوائية الملوثة" وجسيمات مجهرية تترسب في الأنف والمجاري التنفسية حتي الرئتين تسبب تهيج وحساسية الأغشية المخاطية ومن الممكن ان تنقل ملوثات الهواء الأخري السامة.
لفت د. مجدي إلي ان أطفال اليوم أقل حركة ونشاطا من الأجيال السابقة حيث انهم يستسلمون لأجهزة الشاشات الاليكترونية ولا يمارسون الأنشطة الرياضية أو البدنية كما ينبغي. وبالتالي مناعة أقل وجهاز تنفسي أقل كفاءة.
نوه إلي ان العوامل النفسية لها دور في حدوث وحدة أعراض الربو فالضغوط النفسية يمكنها ان تعجل أو تفاقم الربو وكذلك التوتر. أو تدني الثقة بالنفس. قد يؤثر سلبا علي الالتزام بالعلاج.
ناشد د. مجدي الأمهات بضرورة طمأنة الطفل المريض بالربو حيث ان ذلك يرفع من روحه المعنوية وحالته الصحية والنفسية حتي لو لم يكن يعاني من التوتر.
أشار إلي انه لم نعد نعترف بأن هناك سببا واحدا للربو. بل أسباب متعددة والمهارة في تحديد الأسباب المسببة للربو. وعدم السيطرة علي الربو يجعلنا نبحث عن أسباب غامضة كما ان تكرار الأزمات يسبب غياب الطفل عن المدرسة وأحيانا الامتحانات. وهذا يصيبه بالتوتر الذي يؤثر سلبا علي التحصيل الدراسي والربو.
والنزاعات الأسرية وراء أزمات الربو وغياب التفاهم الأسري والحب والطمأنينة في الأسرة من أسوأ العوامل التي ترتبط بعدم تحسن حالات ربو الأطفال وزيادة معدلات أزمات الربو.
أكد ان التدخين السلبي يزيد من الاصابة بالربو ومعدلات حساسية الصدر عند الأطفال ويمكن لفيروس كورونا انتهاز الفرصة واصابة الطفل بسرعة لضعف
اترك تعليق