بقلم : احمد فهيم
هؤلاء عبروا يوما من قلوبنا ..
أتذكر اسمها ، أتذكر هيئتها ولون بشرتها ، وطريقة حديثها ..
إنها بائعة البيض الخالة (...) سمراء ، هادئة الملامح ، طويلة القامة ..
لديها سماحة نفس بلا حدود .. و روية و مثابرة على مواصلة الجهاد المعيشي ...
عندما تصل إلى بيتنا تأوي إلى الظل أمام البيت ، وجهها يتصبب عرقا ، لا تدخل البيت أبدا ، تطلب ( شاي تقيل ) تجلس معها أمي ، يتحادثان لساعة أو لأكثر ، تنضم إليهما بعض النسوة من الجيران و العابرات .. الجميع يعرفها ، هي أخت و أم للجميع .. تحكي عن أبناءها ، و عندما تأتي على سيرة زوجها تبكي .. مات شهيدا في الحرب .. تلعن النسوة اسرائيل لمواساتها وجبرا لخاطرها ..
ثم يبدأن في مساومتها على سعر البيضة :
تلاتة أبيض ؟ قرش و نص بحالهم ؟ كتير خالص يا ولية .. أنت مالك النهاردة مستقوية كده ليه ؟!
هو قرش صاغ بس ..
تتنهد و تقاوم في ضعف ..
تنهار أمام صلابة الرؤوس و سيل الإلحاح ..
تنهزم الغريبة قهرا أو حياء أمام شطارة أهل الحي ...
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
اترك تعليق