هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هجوم بايدن على بوتين.. بروباجندا أمريكية أم عداوة متأصلة؟

تباينت التفسيرات للتصعيد الأخير بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حينما اتهم كلاهما الآخر بأنه "قاتل" 
وبدأ التلاسن بين الرئيسين الأمريكى والروسى، عندما قال بايدن في تصريحات لقناة " ايه بى سى نيوز" الأمريكية الأسبوع الماضى، إن بوتين سيدفع الثمن لتدخله المزعوم فى الانتخابات الأمريكية لعام 2020، وأكد الرئيس الأمريكى أنه يعتبر  نظيره الروسى قاتلا. 
 


المحللون: عدائية الرئيس الأمريكى لنظيره الروسى..  ليست مزاجية عابرة 

توقعات بعودة الحرب الباردة على نطاق أوسع.. والمواجهة المباشرة مستبعدة 

بوتين يجهز ردا مؤلما على فظاظة بايدن.. بتأسيس تحالف جديد واسع فى مواجهة واشنطن

 

ورد بوتين بأن القاتل هو من يصف الآخرين بذلك، مشيرا إلى تاريخ العبودية وذبح الأمريكيين الأصليين، وقصف اليابان بالقنبلة الذرية فى الحرب العالمية الثانية. واستدعت روسيا سفيرها لدى واشنطن، حيث وصلت العلاقات مع الولايات المتحدة إلى طريق مسدود. ودعا الرئيس الروسى نظيره الأمريكى إلى الاهتمام بصحته، واقترح بوتين، مواصلة حديثه مع بايدن، من خلال بث مباشر على الهواء. 

لكن البيت الأبيض رفض عرض بوتين، وأكدت المتحدثة جين بساكي أن الرئيس جو بايدن لا يأسف على تصريحاته حول نظيره الروسي التي وصفه فيها بـ"القاتل"، لافتة إلى تمسك واشنطن بالطرق الدبلوماسية فى التعامل مع موسكو. 

وبينما يرى محللون أن هجوم بايدن على بوتين لا يعدو سوى "بروباجندا" أمريكية لا يعرف الهدف منها، فسر أخرون أن هذا التلاسن ليس مفاجئا، فالرئيس بايدن أكد منذ اليوم الأول لتوليه السلطة أن روسيا تحتل مرتبة "العدو الأول" بالنسبة إلى بلاده، واتهمها ليس فقط بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وانما أيضا بالوقوف خلف الهجوم "السيبراني" الأخير الذي استهدف أكثر من 30 دائرة ومؤسسة أمريكية أمنية واقتصادية، وألحق أضرارا مادية ومعنوية ضخمة. 

ويرى المعلقون أن ما أغضب بايدن ليس تدخل روسيا في الانتخابات الامريكية لإنجاح ترامب الذي خدمت سياساته الروس بتدميرها هيبة بلاده وتقويضها وحدتها الداخلية، إنما شعوره بأن بلاده تنحدر بسرعة إلى المقاعد الخلفية ولمصلحة التحالف بين قوتين عظميين، الأولى صاعدة هى الصين التى ستتربع على عرش العالم اقتصاديا وعسكريا في غضون عشر سنوات على الأكثر، والثانية قديمة تتجدد وهى روسيا التى تخرج من أزماتها وترمم اقتصادها وترسانتها العسكرية وتستعيد مكانتها فى المقدمة. 

وأوضح المعلقون أنه بعد اتخاذ الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب الصين كعدو رئيسي له، عاد بايدن إلى التحديد التقليدى للعدو الجيوبوليتيكى على أنه روسيا. أمريكا سلطانة البحار وبالتالي خصمها الأساسي موجود في العمق القارى لأوراسيا.

وهنا تكون المفاجأة في لهجة التلاسن غير المألوفة التي بدت في وصف بايدن لبوتين بأنه قاتل، ورد بوتين بأن القاتل هو من يصف الآخرين بذلك. وبدا التصعيد الأمريكى ضد روسيا أشد وطأة مما كان متوقعا، إذ فتحت إدارة بايدن نيرانها مبكرا على موسكو، ولم تستثن حتى رأس الهرم، الرئيس بوتين.

ويرى المعلقون أن بايدن أظهر عدائية حادة لنظيره الروسى، ولا يمكن التعامل مع هذه العدائية على أنها مزاجية عابرة، بل هى عداوة متأصلة يكنها الرئيس الأمريكى تجاه موسكو. 

فما تختزنه الذاكرة الشعبية الأمريكية تجاه روسيا، والذاكرة الروسية تجاه الولايات المتحدة من موروث ثقافى وأيديولوجى تنافرى وأحيانا عدائى راكمته عقود من سياسة الحرب الباردة والصراعات السياسية على المناطق وعلى النفوذ والتوترات بينهما خارج حدود كل منهما؛ كلها كفيلة بالتنبؤ بأن ميادين الصراع بين القوتين العظميين متجددة بقدر ما هى متعددة وواسعة ومستمرة.  

ويرى أصحاب هذا الرأى أن تصريحات الرئيس الأمريكي التي وصف فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقاتل فجرت أزمة حقيقية بين البلدين، وتنذر بحقبة جديدة من  الحرب الباردة بين القطبين الدوليين. 

فبايدن لن يمضى في التصعيد إلى أكثر من العقوبات، واستعادة ذكريات الحرب الباردة حين كانت لأمريكا الكلمة الأولى في المعادلات الدولية. ولا بوتين بوارد قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد أكد جازما على رغبة بلاده فى الإبقاء على العلاقات على النحو الذى تراه.

وكان بايدن نفسه حريصا في أول حديث له في وزارة الخارجية الأمريكية على أن يوضح أن الخصومة لا تعنى القطيعة، وإنما سيتم التعامل مع الصين وروسيا عندما يتسق مع المصالح الأمريكية، والدليل موافقته على تجديد العمل بمعاهدة ستارت الجديدة للسنوات الخمس القادمة. 

الرئيس الروسى من جانبه، أيد خلال أول اتصال هاتفى تم بينه وبايدن بعد تولى الرئيس الأمريكى الجديد مهام منصبه فى يناير الماضى، تطبيع العلاقات بين بلديهما. 

وتشير التوقعات إلى أن أمريكا وروسيا ستتجاوزان التوتر الحالى، ولكن العداء المستحكم سوف يولد توترات أخرى لا نهاية لها، وستواصل المؤسسات فى الجانبين الحيلولة دون الوصول لمستوى المواجهة العسكرية.

لكن الأمر المؤكد أن رد بوتين على فظاظة بايدن سيكون عمليا بتوثيق التحالف الجديد قيد التأسيس ويضم الصين وروسيا وايران وكوريا الشمالية وربما الهند ودول أخرى أيضا، وهنا لن تكون الحرب الباردة الجديدة ثنائية ومقتصرة على واشنطن وموسكو،  وإنما هذه الدول ومن يضم إلى حلفها أيضا. 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق