هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

طبول الحرب تدق.. بين الخرطوم وأديس أبابا!!

بدأت طبول الحرب تدق بقوة. بعد أن تصاعدت حدة التوتر علي الحدود بين السودان وإثيوبيا. في أعقاب وقوع اعتداء إثيوبي جديد علي الأراضي السودانية. وأدانت الخرطوم بشدة. "العدوان" والانتهاك المباشر لسيادة وسلامة الأراضي السودانية. واصدرت الخارجية السودانية بيانا وصفت فيه العدوان بأنه "تصعيد مؤسف وغير مقبول".


اعتداءات أثيوبيا علي أراضي السودان تهدد بمواجهة شاملة!!
 

 

قال البيان إن تصرفات إثيوبيا سيكون لها تأثير خطير علي أمن واستقرار المنطقة. وأن السودان يحمل إثيوبيا المسئولية الكاملة عن تداعيات عدوانها.

وطالب السودان إثيوبيا بالعودة للحوار. واستكمال إعادة ترسيم الحدود المتفق عليها ووضع اللافتات الدالة عليها.

كما استدعت الخارجية السودانية جمال الشيخ سفيرها في أديس أبابا ومندوبها الدائم لدي الاتحاد الأفريقي. في حين عبرت إثيوبيا عن امتنانها "لأي وساطة تركية في الأزمة الحدودية بين البلدين. وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأثيوبي لأنقرة!¢ "ماذا يعني ذلك؟؟ ولماذا تركيا بالذات"؟؟

ماذا تقصد خارجية "الحبشة" بامتنانها لأي وساطة تركية؟؟

وأفادت الأنباء. إن الغرض من استدعاء السفير هو التشاور بشأن ملفات التوتر مع إثيوبيا. وفي مقدمتها أزمة الحدود وملف سد النهضة. وأن السفير لا يزال يعقد اجتماعات في الخارجية. لنقل ما يدور داخل الدوائر الإثيوبية المختلفة بشأن أزمة الحدود.

وتركزت الخلافات الحدودية علي الأراضي الزراعية في الفشقة. التي تقع ضمن الحدود الدولية للسودان. لكن المزارعين الإثيوبيين يستغلون هذه الأراضي منذ فترة طويلة.

ووقعت اشتباكات مسلحة بين القوات السودانية والإثيوبية في الأشهر الأخيرة. واتهم كل من الجانبين الآخر بالتحريض علي العنف.. وأجري البلدان محادثات في يناير بالخرطوم حول هذه القضية.

"الفشقة" منطقة سودانية.. يستغلها "الجيران" دون وجه حق..!!

ويؤكد السودان تمسكه بأراضيه علي الحدود التي أعاد فيها الانتشار بعد أن استوطنها إثيوبيون لمدة تزيد علي ربع قرن.
وكان يفترض أن تحل هذه الأزمة عبر اللجان الفنية. غير أن السودان يتهم إثيوبيا بالمماطلة في تنفيذ توصيات اللجنة العليا للحدود. كما تتهم الخرطوم أديس أبابا بحشد المزيد من جنودها علي الحدود.

والحقيقة أن العلاقات السودانية الإثيوبية تنزلق بشدة نحو المواجهة. لأول مرة منذ عقود. بعد فترة وصفت بالدافئة جدًا في زمن النظام السوداني السابق.

 

أبي أحمد يعلن عدم اعترافه بترسيم الحدود في 1902..!!

ويأتي الصراع الحدودي بسبب عدوان ميليشيات إثيوبية علي منطقة الفشقة السودانية. والحرب الأهلية بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم تيجراي التي أُسقطت بالقوة في نوفمبر الماضي. ما تسبب في كارثة إنسانية ونزوح عشرات الآلاف نحو السودان. وسبب صداعًا لحكومة الخرطوم التي وفرت الأمان للاجئين. وهو ما اعتبره رئيس الوزراء الإثيوبي دعمًا لإقليم تيجراي عبر توفير ملاذ آمن للمطلوبين.
وتمادي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالضغط علي الخرطوم من خلال تهديد الحدود الشرقية وتحريك ميليشياته في منطقة الفشقة

السودانية. حيث تم عمل كمين للجيش السوداني تسبّب في مقتل وإصابة عدد من الجنود» وكذلك بإطلاق مستمر للمقذوفات نحو الأراضي السودانية بزعم مطاردة مسلحي جبهة تحرير تيجراي.

هنا بدأ الجيش السوداني إعادة انتشار واسع في منطقة الفشقة. قام فيها بطرد جميع الإثيوبيين الذين يقيمون بشكل غير قانوني علي الجانب السوداني من الحدود. كما تم طرد جميع مسلحي الميليشيات الإثيوبية التي تحاول السيطرة علي منطقة الفشقة. ولكن بسبب كبر مساحة المنطقة. ما زال بعض أفراد الميليشيات الأثيوبية موجودين في أطراف الفشقة السودانية.

وإمعانا في الاستفزاز. أعلنت أديس أبابا عدم اعترافها بترسيم الحدود في اتفاقية 1902. وزعم آبي أحمد في البرلمان الإثيوبي أن الحكومة السابقة اعترفت للسودان بأراضي إثيوبية. علاوة علي البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء الإثيوبية والخارجية الإثيوبية والمتحدث باسم الجيش الإثيوبي. التي تصف التحركات السودانية بالعمالة لأطراف أخري. في إشارة لا تخفي إلي مصر. وهو ما يرفضه السودان.

ويقول أليكس دي وال في تحليل نشره موقع بي بي سي إن الاشتباكات المسلحة علي طول الحدود بين السودان وإثيوبيا تمثل أحدث تطور في تاريخ من التنافس المستمر منذ عقود بين البلدين. رغم أنه من النادر أن يقاتل الجيشان الإثيوبي والسوداني بعضهما البعض مباشرة للسيطرة علي الأراضي.

وهناك نزاعات مريرة حول الحدود في القرن الأفريقي منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية. وفي عام 1998. حاربت إثيوبيا إريتريا علي قطعة صغيرة من الأرض المتنازع عليها تسمي بادمي. وقتل نحو 80 ألف جندي في تلك الحرب التي أدت إلي مرارة عميقة بين البلدين. خاصة وأن إثيوبيا رفضت الانسحاب من بلدة بادمي رغم أن محكمة العدل الدولية منحت معظم هذه الأراضي لإريتريا.

وأعادت القوات الإريترية احتلال المنطقة خلال القتال الأخير في تيجراي.

وبعد حرب عام 1998. قام السودان وإثيوبيا بإحياء محادثات كانت قد دخلت في سبات منذ أمد طويل ليحددا بدقة حدودهما التي يبلغ طولها 744 كيلومترا. ووصلت المفاوضات بين الحكومتين إلي حل وسط في عام 2008 حيث اعترفت إثيوبيا بالحدود القانونية. لكن السودان سمح للإثيوبيين بالاستمرار في العيش هناك دون عائق.

وبعد الإطاحة بجبهة تحرير شعب تيجراي من سدة الحكم في إثيوبيا في 2018. أدان زعماء عرقية الأمهرة الاتفاق. ووصفوه بأنه صفقة سرية. وقالوا إنه لم تتم استشارتهم بشأنه.

ومع استمرار تدفق اللاجئين من تيجراي إلي السودان. حاملين معهم قصص الفظائع هناك والجوع. قد يجد رئيس الوزراء الإثيوبي صعوبة أكبر في رفض الوساطة. كما أنه يخاطر بإشعال جولة جديدة من العداء عبر الحدود بين إثيوبيا والسودان مما يعمق الأزمة في المنطقة.

ويري وائل علي نصر الدين في مقال له علي موقع "إضاءات" أن هناك ثلاثة سيناريوهات لتطور الأزمة بين السودان وإثيوبيا. الأول. هو أن يبادر الإثيوبيون بفصل الملفات. فيتم ترسيم الحدود مع السودان. ثم تسوية قضية سد النهضة بحيث لا يتم أي ملء جديد للسد إلا عبر اتفاق كامل وشامل. لكن القوميين الأمهره سوف يرفضون أي حل لا يتضمن استيلاءهم علي منطقة الفشقة أو إيجاد صيغة ما لبقائهم تحت مسمي مزارعين موسميين كما كان الحال في زمن الرئيس السابق عمر البشير» وهو ما لا يقبله السودان بأي حال.

كما أن قبول إثيوبيا بالإدارة المشتركة لسد النهضة سوف يضر بسمعة آبي أحمد الذي يسوّق نفسه لأتباعه علي أنه قادم ليعيد أمجاد إثيوبيا. ولذلك تهرب من توقيع أي اتفاق قبل الانتخابات لأن توقيع الاتفاق سوف يخلق أزمة تسويق وسط أتباعه الذين يرددون أن النيل نهر إثيوبي. ولا حق لمصر والسودان أن يقررا لإثيوبيا ما يجب أن تقوم به تجاه نهر إثيوبي!!

السيناريو الثاني. أن يصر آبي أحمد علي خلط الأوراق والترويج لكون عملية انتشار الجيش السوداني في الفشقة السودانية هو تحريض من جهة خارجية. وبالتالي سيقود هذا المسار إلي حرب بين السودان وإثيوبيا لا محالة» فالسودان لن يقبل بالتواجد الإثيوبي في الفشقة ولا بملء جديد لسد النهضة دون اتفاق.

السناريو الثالث. هو التدخل الدولي الحميد. وهذا يعتمد علي إدارة الرئيس بايدن إلي حد كبير ورغبتها في حل أزمات العالم. ولكن الأوضاع الداخلية في أمريكا لن تشجّع بايدن علي القيام بخطوة كبيرة لتسوية هذا النزاع لأن هناك صراعًا داخل الحزب الديمقراطي. بين اللوبيات الداعمة لآبي أحمد والأخري الداعمة لجبهة تحرير تيجراي.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق