قد يعتقد البعض أن الشر له ملامح وصفات بشرية على نهج نظرية العالم الإيطالى (لومبروزو ) التى درسناها فى (أ _ب) قانون وهى من ابرز نظريات علم الإجرام والتى تتمثل فى تحديد قابليه الشخص للإجرام من خلال ملامحه وصفاته الجسدية حيث حدد صفات جسديه يولد بها الرجل المجرم والتى تنص نظريته على ان ( المجرم ولد ليكون مجرمآ).
وعلى جانب اخر كما أظهرت لنا الدراما فى قصص الهجرة النبوية وتجسيد الكفار بشكل معين أشبة لما نرسمه فى مخيلتنا للشيطان، حيث الحواجب عريضه وسميكه ومتلاصقة والجسم ضخم والصوت أجش غليظ والضحك الهستيرى المخيف.
والمتفق عليه ان الوجه الحسن كان أول سبب لدخول القلب بدون تأشيرة وفتح الأبواب المغلقه ولكن ولو دققنا النظر فى مجريات الامور سنجد أن السائد الان هو انتشار (أخلاق المافيا).
المتابع منا للأخبار العالمية يعرف جيدًا أن المافيا قد تبرعت بمبالغ ماليه لمواجهة أزمة كرونا. بالإضافه لأنهم يتسمون بصفات شكليه تميل للوسامة، ولكن فى الآخر هم ( مافيا) قتل واتجار بالأعضاء ومخدرات وسلب ونهب، حيث لا قلب ولا ضمير ولا أحاسيس.
ما هذا العجب والازدواجية المثيرة للتأمل؟
لو أعدنا التدقيق سنكتشف ان معظم من قاموا بأذيتنا يوصفون بالجمال وبراءة الوجه وربما ستجد أن من كان يدبر لك شخص (ملازم للصلاة مثلآ) على مبدأ عم سامح فى مسلسل (ميت وش).. سنجد أن القاتل المأجور زوج مثالى وأب رائع وربما ضعيف جدآ امام أسرته، سنجد أنه أكل ورث إخوته.. مداوم على الحج او الصدقة وربما يتكلم بقال الله وقال الرسول ويبدو صاحب قيم ومبادىء.
لو ربطنا الأحداث سنكتشف أن (أخلاق المافيا) أصبحت الطابع السائد على حياتنا. وأننا نحن من دعمنا هؤلاء المافيا لاستغلال القشور الشكلية للتمكن منا والوصول لأهدافهم. وذلك بتنصيب أنفسنا آلهة والحكم على الآخرين من خلال القشور الذى يتخذونها واجهه لهم.
فلان الذى تراه لا يعطى السائل ربما يعلم أن هذا المتسول يمتلك سيارة فارهة ويتخذ التسول مهنة، أما فلانة التى اعطته ربما ترائي الناس.
فلانة معقدة لأنها ألبست طفلتها ذات السادسة عمرًا الحجاب. ربما تخفى أثر ما فعله الكيماوي.
فلانة متسببة لأنها خلعت الحجاب ربما تعرضت لأزمة أفقدتها صوابها أو ربما خلعته باءمر طبيب وبفتوى.
فلان الذى شاهدته خارجًا من المسجد ربما كان يسرق صندوق التبرعات اما فلان الذى شاهدته خارج من المرقص ربما كان هناك لنصح صديق بالاستقامة.
أنا لا أعتقد فى الأحلام وتفسير الاحلام. ربما الله لم يمن عليك بالرؤى الصادقة فى الوقت الذى اصطفى غيرك ووهبه الرؤيا التى تبشره بفرح او تحذره من خطر أو تربط على قلبه حال وقوع مصيبه (ولولا ربط الله على القلُوب وقت المِحن لذهبت العقول ولكنّ الله لطيف ودود).
الخلاصة.. دع الخلق للخالق ولا تنصب نفسك إلهًا، ولا تدع للقشور التى يأخذها الآخرون واجهة مفعول السحر بالمرور لك خلاف ذلك لا تلم الا نفسك على غرار ما فعله عم سامح الضلالى فى نجلاء حيث إن الوضع السائد فى مجتماعنا (أخلاق المافيا).
دمتم بخير.
اترك تعليق