أكد اللواء هشام طاحون رئيس هيئة الأرصاد الجوية ان مصر في أمان تام من الأعاصير هذا العام وان كانت معرضة لسقوط كميات كبيرة من الأمطار قبل نهاية هذا الشتاء.
اضاف في حواره لـ "الجمهورية اون لاين" ان الهيئة تلعب دورا مهما في مراقبة جودة الهواء والإنذار المبكر لوجود تلوثات وتحديد أماكن إقامة التجمعات الجديدة بعيدا عن مناطق الكوارث الطبيعية وكذلك تحديد المخاطر البيئية والحد من الملوثات النووية.
قال ان هناك تنسيقا مع مراكز المعلومات للتحذير من سوء الأحوال وان الخريطة التفاعلية التي تعدها الهيئة تحدد حالة الطقس حتي عام 2100 لتحقيق التنمية المستدامة.
* هل يقتصر دور الهيئة علي خدمات التنبؤات؟
** بالطبع لا فللهيئة دور واسع النطاق ويمتد إلي عدة قطاعات بالدولة.. هناك تنسيق دائم ومستمر مع غرفة عمليات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لسرعة ارسال التحذيرات والإنذارات والتقارير الجوية والمتابعة المباشرة وخاصة في حالات سوء الأحوال الجوية والطواريء.
أيضا يتم تعيين نقاط اتصال من المتنبيئن الجويين الاكفاء بالهيئة لكل محافظة من المحافظات المعرضة لحالة من حالات الطقس السييء للمتابعة المباشرة والتنسيق مع المسئولين بها ويمتد الدور ليشمل العديد من الخدمات المهمة والحيوية التي يتم تقديمها بصفة دائمة للعديد من القطاعات الزراعية والإنشائية والتخطيط العمراني ومجال تلوث البيئة والري والموارد المائية وكذلك مجال انتشار الملوثات النووية.
أيضا تقدم الهيئة خدماتها للطيران المدني من خلال مراكز التنبؤ الملحقة بالمطارات والتي تعمل علي مدار الساعة حيث تصدر التقارير والتنبؤات الجوية لخطوط السيران الوطنية والدولية.
علم الأرصاد الجوية يرتكز علي أحوال الغلاف الجوي ويضم مجموعة من التخصصات العلمية التي تعني بدراسة المناخ والتنبؤات الجوية.
* نود تسليط الضوء بصورة واضحة علي هذه الخدمات؟
** بالنسبة لقطاع الزراعة يتم اصدار تقارير ثلث شهرية لمراكز البحوث الزراعية وكليات الزراعة وكافة الجهات البحثية وبالطبع لوزارة الزراعة لتقديم كل الخدمات والخبرات التي تتعلق بمكافحة الآفات مثل مكافحة الجراد وغيره.. أما بالنسبة للتخطيط العمراني فتقوم الهيئة بتوفير كل المعلومات التي تتعلق بتخطيط المشروعات الاقتصادية مثل إنشاء المدن السكنية والمصانع من حيث تحديد أنسب المواقع وتوافر الظروف الملائمة لتقليل تلوث البيئة وأيضا تلافي المناطق المعرضة للسيول أو الكوارث الطبيعية.
أما في مجال السياحة فنصدر البيانات الاحصائية والمناخية لتحديد أفضل التوقيتات للمناطق السياحية التي يتم زيارتها علي مدار العام.
وفيما يتعلق بالبيئة لدينا دراسات تتعلق بحركة وتركيز الملوثات في الغلاف الجوي ويقوم الخبراء لدينا بامداد وحدة تنبؤات الإنذار المبكر للملوثات ومراقبة جودة الهواء المنشأة بجهاز شئون البيئة بالمعلومات الدقيقة والتنبؤات اللازمة.
أما بالنسبة لخدمات الري والموارد المائية فيتم تحليل بيانات الأرصاد الجومائية ببحيرة ناصر وقياس وتقدير التبخر في البحيرة وكذلك في الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان كما نقوم أيضا باصدار نشرة بحثية سنوية للتنبؤ بفيضان النيل.
* ماذا عن الإدارة العامة للتحاليل وكيفية تطويرها؟
** هذه الإدارة هي المسئولة عن اصدار كافة التقارير الجوية والتحذيرات والإنذارات الخاصة بالأحوال الجوية والبحرية بالهيئة العامة للأرصاد الجوية وتضم مجموعة من الكوادر الفنية الماهرة والمدربة علي أعلي مستوي علي الرصد والتنبؤ بكافة العناصر والظواهر الجوية فهم يحملون علي عاتقهم مسئولية الحفاظ علي سلامة الأرواح والمنشآت بالدولة ويعمل هؤلاء الفنيون علي مدار 24 ساعة لمراقبة الغلاف الجوي ومتابعة كل التنبؤات والتحذيرات الصادرة عن الهيئة تحسبا لتقلبات الطقس وسوء الأحوال الجوية ويتم رفع كفاءة هؤلاء المتنبئين الجويين بصفة مستمرة بواسطة الحاقهم بدورات تدريبية تنشيطية ومشاركتهم اجتماعات وورش عمل دولية يتم تنظيمها من قبل المنظمة العالمية للأرصاد لدينا خطط وبرامج مستمرة لتطوير امكانات هذه الإدارة لتواكب التطور العلمي والتكنولوجي المستخدم في مجال التنبؤات الجوية حول العالم ومؤخرا تم التعاقد مع المنظمة الأوروبية لاستغلال أقمار الأرصاد الجوية للحصول علي نموذج عددي ذي دقة عالية لتحسين ورفع دقة التنبؤات الجوية خاصة التنبؤات بالأمطار.
خريطة الشتاء
* وماذا عن خريطة شتاء هذا العام؟
** نحن نقوم باعداد تنبؤ فصلي بكل فصول العام ولكن لا يعد هذا التنبؤ تنبؤا دقيقا بالأحداث والظواهر المتوقعة خلال أي فصل فعلي الرغم من التطور التقني الكبير في مجال التنبؤات الجوية بالعالم والذي تواكبه الهيئة فإنه لا يمكن حتي الآن التنبؤ بدقة عالية لفترة أكثر من أسبوع وتقل الدقة مع طول الفترة والسبب ان التغييرات التي تحدث بالغلاف الجوي تتصف بالسرعة مما يجعل من الصعف الوصول إلي تنبؤ لفصل كامل كما يعتقد البعض. لذلك ننصح بمتابعة الإصدارات الخاصة الأسبوعية.
* هل مصر معرضة للأعاصير هذا العام؟
** لا تعد مصر معرضة لحدوث أعاصير مدارية لأنه لابد من وجود بحار مفتوحة وقريبة من خط الاستواء لتوافر درجات حرارة ومياه عالية فهما شرطان أساسيان لتكون الأعاصير المدارية وهي الشروط التي لا تتوافر بجمهورية مصر العربية. أؤكد ان مصر محمية تماما من حدوث الأعاصير المدارية العنيفة والمدمرة ولكن ظهر مؤخرا ما يسمي بالأعاصير شبه الاستوائية وهي أنظمة ضغطية منخفضة وتحمل نفس عين الاعصار المداري وسميت بالاعاصير للتشابه بينها وبين الأعاصير المدارية حيث يصاحبها سقوط كميات كبيرة من الأمطار قبل نهاية الشتاء ومن خلال الدراسات أيضا وجد ان أغلب تكون هذه الأعاصير شبه الاستوائية يكون في وسط وغرب البحر المتوسط ونادرا ما تكون في شرق البحر المتوسط "ناحية مصر" إلا انه من الملاحظ زيادة تكرار حدوثها مؤخرا كما توقفت الدراسات الحديثة التي أجريت من خلال استخدام النماذج العددية وينخفض معدل حدوثها في وسط وغرب البحر المتوسط بينما يزداد شرقه وذلك في الفترة بين عامي 2071 و2100 بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وقد تعرضت سواحل مصر عام 2019 إلي واحد من هذه الأعاصير شبه الاستوائية أدي إلي هطول كميات كبيرة من الأمطار علي الإسكندرية.
الخريطة التفاعلية
* ما هو مشروع الخريطة التفاعلية التي يتم الاعداد لها؟
** هذه الخريطة خاصة بالتغيرات المناخية في مصر حتي عام 2100 وتقوم بها الهيئة بالتعاون مع عدة جهات مختلفة منها جهاز شئون البيئة والهيئة العامة للأرصاد الجوية ومركز بحوث المياه بوزارة الري تحت ادارة المساحة العسكرية ويهدف هذا المشروع القومي إلي وضع تصور لحالة المناخ ودراسة التأثيرات والتغيرات المحتملة علي مختلف القطاعات مما يمكن صانع القرار من وضع خطط التنمية المستدامة.
تطورات علمية
* إلي أي مدي تواكب الهيئة لأحدث التطورات العلمية والتكنولوجية؟
** لقد حظيت الهيئة العامة للأرصاد الجوية باهتمام كبير من القيادة السياسية في عام 2015 وجاءت التكليفات واضحة بتطوير منظومة الأرصاد ورصد مبلغ مائة مليون جنيه وتم رفعها إلي مائة و81 مليونا و651 ألف جنيه لإجراء العديد من أعمال التطوير بالتنسيق مع القوات المسلحة وإنشاء عدة مشروعات بهدف الارتقاء بمنظومة العمل في مجال التجهيز والتدريب.
* ما هي المشروعات التي تمت؟
** مشروع توريد وتركيب 30 محطة أرصاد سطحية وتم الانتهاء من تشغيلها ويأتي تنفيذ هذا المشروع في اطار تحويل كافة المحطات اليدوية إلي محطات آلية بغرض التخلص من استخدام مادة الزئبق السامة تماشيا مع التعليمات المحلية والدولية في هذا الشأن. أيضا تم رفع كفاءة ودقة وسرعة الرصد الجوي بمصر.
لدينا أيضا مشروع توريد وتركيب حاسب آلي فائق السرعة وجاري تركيبه في المقر الرئيسي للهيئة وذلك لزيادة دقة وسرعة تدفق ومعالجة بيانات الطقس الواردة والصادرة وتحليلها واستخراج التنبؤات لخدمة وسلامة الطيران المدني وقطاعات الدولة المختلفة وتنفيذ الدراسات المطلوبة في مجال التغيرات المناخية في مصر وأخيرا مشروع توريد وتركيب 3 رادارات طقس وجاري تركيب الأجهزة ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات القومية لأنه يستهدف رفع دقة وسرعة التنبؤات الخاصة بالأمطار والسيول والعواصف الترابية ويساعد في سرعة اصدار التحذيرات الجوية وبالتالي يتم اتخاذ القرارات الخاصة بسرعة ودقة وزمان في هذا السياق.
أما فيما يتعلق بالكوادر الفنية فلدينا كادر يتكون من اخصائي أرصاد جوية وراصد جوي يتم تأهيلهم بالمركز الاقليمي للتدريب بالقاهرة وهو معتمد من قبل منظمة الأرصاد الجوية العالمية ويتم اتاحة كل السبل للحصول علي أعلي الدرجات العلمية في اطار تشجيع هذه الكوادر علي الدراسة والارتقاء بقدراتهم العلمية.
وبشكل مستمر لدينا تطوير وتحديث للمناهج العلمية بالمركز الاقليمي طبقا لأحدث اصدارات تمت وتعليمات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وقد تم الموافقة علي تحديد اعتماد المركز عام 2018.
شبكة ضخمة
* هل تغطي محطات الأرصاد سائر المحافظات؟
** لدينا شبكة محطات ضخمة تغطي أغلب المحافظات وهي عبارة عن محطات أرصاد جوية سطحية وتشمل الآتي:
* 32 محطة أرصاد جوية سطحية.
* 31 محطة أرصاد جوية بالمطارات والقواعد الجوية العسكرية.
* 7 محطات أرصاد جوية لخدمة القواعد البحرية ورأس التين وأبوقير و30 يوليو مرسي مطروح وسفاجا وبورسعيد والسويس البحرية والعريش البحرية.
* 3 محطات أرصاد جوية لخدمة موانيء البحر الأحمر "السويس - نويبع - شرم الشيخ".
27 محطة أرصاد جوية لخدمة المطارات المدنية وهي موزعة كالتالي:
* 4 مطارات خاصة "B.O.T" العلمين - بدر الدين - مرسي علم - الجونة.
* 11 مطارا مدنيا - عسكريا.
* 12 مطارا مدنيا.
أما المحطات المتخصصة فهي:
* 10 محطات قياس إشعاع الشمس.
* 4 محطات قياس غاز الأزون.
* 4 محطات قياس تلوث الهواء.
* 8 محطات زراعية.
هذا بجانب محطات طبقات الجو العليا وهي 6 مطحات علوية "أسوان - العريش - مرسي مطروح - حلوان - الفرافرة - جامعة جنوب الوادي".
مواقع المحطات
* كيف يتم اختيار موقع المحطات؟
** هناك شروط خاصة تضعها منظمة الأرصاد الجوية العالمية في هذا الشأن أهمها وجود مساحة واسعة لأغراض الرصد الجوي. أيضا البعد الكافي عن مصادر الأشعة طويلة الموجة لقياس درجة الحرارة الفعلي وكذلك عناصر الضغط الجوي والتغيرات الفعلية لحركة المنخفضات والمرتفعات الجوية وهي تتعلق بحركة صعود وهبوط الطائرات وكذلك يوجد عنصر قياس المطر.
* ماذا عن التعاون مع الجهات المماثلة اقليميا ودوليا؟
** بداية نحن أعضاء في المنظمة العالمية بل من المؤسسين للمنظمة وقد تولي رئيس الهيئة الأسبق د.محمد فتحي رئاسة المنظمة العالمية لمدة دورتين متتاليتين من عام "1953- 1976". لدينا أيضا مراكز اقليمية للتدريب والاتصالات والاشعاع والمعايرة وصيانة الأجهزة ومراقبة الطقس والمركز الاقليمي للأوزون أيضا تتولي الهيئة منصب النائب الأول لرئيس الاتحاد الافريقي "R-A-I".
مصر لها دور ريادي وفعال علي كافة الأصعدة عربيا واقليميا ودوليا ويتم الاستعانة بالكوادر الفنية لديها.
اليوم العالمي
* يحتفل العالم في شهر مارس باليوم العالمي للأرصاد الجوية.. ماذا يعني ذلك لكم؟
** 23 مارس يحتفل العالم بهذا اليوم تخليدا لذكري دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية W.M.O حيز التنفيذ عام 1950 وهذه المنظمة تضم في عضويتها 191 دولة ومقرها جنيف ومصر ضمن أعضاء المنظمة الفاعلين ونقدم خدماتنا علي المستوي الاقليمي والقاري والدولي ولدينا رصيد من الإنجازات الدولية لثلاثة أعوام علي التوالي وقد حصلت مصر علي شهادة الايزو في مجال التدريب علي الأرصاد الجوية لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط تحصل علي هذه الشهادة وهذا اليوم أيضا مناسبة للتعريف بدور الأرصاد الجوية ومهامها التي تساهم في حماية الأشخاص والممتلكات وكذلك الجهود المبذولة لتقديم المساعدات التقنية المتخصصة لكافة القطاعات.
اترك تعليق