لم يعد التسول بالإسكندرية مجرد مهنة بل بات حرفة قائمة علي الابتكار تارة والبلطجة تارة أخري وانتشرت بالميادين والاشارات والمناطق السياحية اعداد كبيرة في ظل غياب الحملات الرقابية عليهم ليفوق عدد المتسولين بالثغر أعداد الباعة الجائلين.
في البداية يقول الخبير السياحي نادر مرقص: نحن أمام ظاهرة خطيرة طرأت علي الثغر والمسألة ليست لها علاقة بالحالة الاقتصادية أو البعد الاجتماعي لأننا بصدد مجموعات محترفة من التشكيلات العصابية تغزو العاصمة الثانية سواء من المحافظات أو من الاسكندرية نفسها ويعملون بصورة منتظمة ويحققون أرباحا هائلة. مضيفا: الكارثة في مدعي الجنون فهم اشخاص غارقون في القذارة ويتعمدون خلع ملابسهم أمام الفنادق والأماكن السياحية فتسارع لاعطائهم المال حتي لايسيئوا إلينا وأصبحت منطقة محطة الرمل ساحة مفتوحة للتسول ولابد من حل سريع ونحن علي مشارف موسم سياحي صيفي فأين الرقابة والحملات والصحة؟
المناطق الشعبية
اما عفاف فتحي رئيسة احدي الجمعيات الاهلية وعضو المجلس المحلي للمحافظه.. فتقول أغرب أنواع التسول هو ما نشاهده بالمناطق الشعبية ففي شارع عين شمس بالعجمي تقوم سيدة يوميا بالصراخ بعد منتصف الليل تطلب من يوفر لها مكانا للايواء لأنها بلا مأوي ولا نعلم أين تكون طوال اليوم وطبعا تعتمد علي من يعطيها طعاما أو شرابا أو أموالا.
أما بمنطقة محرم بك فهناك متسولة بتوك توك وتحمل ميكرفونا وتنادي به طالبة المساعدة مرددة شعارات مختلفة للتسول لتلقي تعاطف المواطنين.
أوضحت قمت من خلال الجمعيات الأهلية بمحاولة مساعدة العديد من المتسولين خاصة النساء اللاتي يصطحبن أطفالا معهن في الشوارع وبحديقة المنشية لتقديم مسكن بديل أو مصدر رزق وفوجئنا بالرفض لأنها تكسب يوميا ما بين 300 إلي 400 جنيه ولا تريد ان تخسر مصدر رزقها وتأكل وتشرب من الاعانات من المارة وتقضي حاجتها في الحديقه أو الشارع دون حسيب أو رقيب.
الحملات الرقابية
وأوضح المحاسب منير عبدالهادي ان انعدام الحملات الرقابيه علي فئة المتسولين أدي إلي انتشارها بصورة غير مسبوقة ففي منطقه العجمي ومحرم بك يطرق المتسولون علي الأبواب وبصورة هيستيرية ولو لم تدفع لهم ينهالون بالشتائم بخلاف من يقوم بوضع دقيق علي ساقه ويدعي انها مكسورة أو من يحمل كيسا به شاي ويربطه علي بطنه ويدعي انها قسطرة والكارثه الحقيقية في أطفال الشوارع المتواجدين بالحدائق والكورنيش الذين يتعاطون المواد المخدرة ويظل كل واحد منهم يطارد الفتيات طلبا للمال وان رفضت تتعرض لأسوأ أنواع التحرش وتظل الفتيات تستغيث حتي تلقي الحماية من المارة.
لا للفساد
أكد احمد رفعت مؤسس حمله لا للفساد ان لدينا بالاسكندرية طبقا لاحدث الاحصائيات ما يزيد علي الألفين متسول وأصبح بالفعل الأكثر انتشارا ادعاء الاصابة بالمرض وخاصة الشلل ومحطة الرمل مسرحا يوميا لمشاجرات المتسولين حول حيازة الموقع بعد أن انعدمت الحملات ضدهم.. أما التسول بالأطفال فإيجار الطفل اليومي مائه جنيه بخلاف تولي إطعامه وهذه النوعية تنام في أهم الشوارع بالاسكندرية وبمداخل العقارات وأمام المساجد وقال الكارثة أيضا في واجهة المحافظة وهي محطه الرمل أو محطة سيدي جابر فبمجرد نزولك من القطار تفاجأ بهجمة شرسة من المتسولين سواء بالمحطة أو اشارة المرور المواجهة أو بالانفاق المؤدية للشارع وهو عنوان يسيء لمحافظة سياحية كبري كالثغر.
قال المستشار السيد عبداللاه يري ان التسول أنواع فمنها المباشر وهو الشحات التقليدي ومنها الموسمي الذي نشاهده في الأعياد وشهر رمضان والمولد النبوي وهكذا ومنها الإجباري وهناك التسول المستتر وهو من يتسول بعرض سلع لا تباع مثل المناديل والكمامات وهناك التسول بالغناء في الشارع أو الرسم وتسول الأطفال وهو الأحدث بالأطعمة ويرتدون الملابس النظيفة ويؤكد علي انه تلميذ ويعمل لإعانة أسرته وتنتشر صورته علي صفحات الفيس بوك وبالبطبع يحصل علي إعانات كبيرة ولابد من وقفة حاسمة للقضاء علي هذه التشكيلات العصابية.
جرأة غير مسبوقة
قال د.طارق القيعي رئيس المجلس المحلي للمحافظة السابق: لقد أصبحت للمتسول جرأة غير مسبوقة خاصة في اشارات المرور ولو لم تدفع تتعرض للضرب أو اتلاف بالسيارة أو البصق والشتائم والمشكلة عندما تكون امرأة أو طفلا فكيف تطاردها ومن يجلب لك حقك؟ موضحا ان انتشار الأطفال بالاشارات لمسح السيارة أو السيدات المنتقبات ظاهرة غير مسبوقة موضحا انه قد سبق للمجلس المحلي دراسة هذه الظاهرة فوجدنا ان الأطفال الفارين من أسرهم يتم استقطابهم من عصابات محترفة لتعليمهم التسول ونبش القمامة والأفعال المخلة ولو رفض الطفل يتعرض للتعذيب والادمان حتي ينفذ ما يطلب منه وهناك تشكيلات عصابية تضم العديد من النساء الإنجاب واستغلال الطفل اما للتسول أو البيع.
اترك تعليق