هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هل نجحت تجربة المتحدث الاعلامي في الرد على الشائعات وتساؤلات المواطنين.. الخبراء يجيبون!!

لجأت الوزارات والمصالح الحكومية في السنوات الأخيرة إلي استحداث منصب المتحدث الإعلامي وذلك بهدف مواجهة تضارب المعلومات والرد علي وسائل الإعلام سواء المسموعة أو المقروءة أو المرئية.


يهتمون بالقنوات الفضائية فقط.. ويتجاهلون الوسائل الأخري

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل نجحت تجربة المتحدث الإعلامي في الرد علي كل التساؤلات والاستفسارات التي يطرحها المواطنون.. وهل نجح المتحدثون في القيام بدورهم المهم في نشر الوعي ودحض الشائعات التي تروجها قوي الظلام والقنوات المأجورة وهل استطاعوا بالفعل أن يكونوا همزة الوصل بين المؤسسات الحكومية وأجهزة الإعلام؟

المؤهلات العلمية والابتعاد عن الوساطة في الاختيار.. أهم الشروط

كتب ــ رضا صبحي:
خبراء الإعلام يؤكدون أن معظم هؤلاء المتحدثين الإعلاميين ليس لديهم أي مؤهلات علمية وليس لهم علاقة بالإعلام وإنما يتم اختيارهم بالواسطة والمحسوبية!!

يؤكد د.حسن مكاوي عمد الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة أن المتحدث الإعلامي يجب أن تتوفر لديه المعلومات عن القضايا التي يطرحها الصحفيون والفضائيات. ولكنهم في حالات كثيرة لا توجد لديهم إجابات عن كل الأسئلة.. ولا توجد لديهم أي مؤهلات علمية تمكنهم من أداء هذه الوظيفة علي الوجه الأكمل.. حيث يتم اختيارهم في أغلب الأحيان لاعتبارات قد تكون بعيدة عن الكفاءة والمهنية.

أضاف إذا كان المتحدث الإعلامي من الإعلاميين فإنه سوف يحتاج إلي فترة تدريب قليلة من الجهات المتخصصة لذلك لأن الإعلامي أو الصحفي لديه معرفة ودراية وخبرات مع مختلف الطوائف وبالتالي يجيد التعامل في هذا السياق. والرد علي استفسارهم مع حسن التعامل الذي يحقق مصلحة الطرفين.. أما إذا كان المتحدث الإعلامي من غير الإعلاميين أو الصحفيين فسوف يحتاج إلي فترات طويلة من التأهيل والتدريب لاكتساب الخبرات الخاصة بطرح الأسئلة والإجابات المخططة بما يخدم مصلحة الجهة التي يعمل بها وبالتالي يحتاج إلي تدريب في التعامل مع الصحفيين والإعلاميين.

أشار د.مكاوي إلي أن بعض المتحدثين الإعلاميين يعملون لصالحهم الشخصي وليس لصالح الجهة التي ينتمون إليها في محاولة لاظهار أنفسهم أمام الجمهور وتحقيق مآرب شخصية والتعامل مع القنوات والفضائيات الخاصة وليس القنوات المملوكة للدولة وهذا يعتبر من عيوبهم المهنية وسوء التعامل مع أجهزة الإعلام المختلفة مؤكداً علي ضرورة تمكين المتحدث الإعلامي من الحصول علي المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب حتي يتمكن من تمريرها إلي وسائل الإعلام المختلفة.

قدرات مهنية 
يري د.سامي الشريف عميد كلية الإعلام للجامعة الحديثة أن دور المتحدث الإعلامي هو دور شديد الأهمية في التواصل مع وسائل الإعلام ومع الرأي العام ويشترط في من يشغل هذا المنصب بقدرات اتصالية كبيرة ومهنية وإعلامية وقدرة علي التواصل الفاعل مع وسائل الإعلام ومع الجمهور بعيداً عن الوساطة أو المحسوبية أو القرب من المسئول الرسمي.

أضاف: عندما نطالع المتحدثين الرسميين في وزاراتنا أو مؤسساتنا الرسمية نجد أن أغلب هؤلاء لا ينتمون للعمل الإعلامي بأي صلة كما نجد أن وصولهم لهذه الأماكن غالباً ما يترتب علي علاقاتهم الشخصية والمحسوبية التي يتحكم أداء تلك المؤسسات والوزارات وهناك استثناءات لكنها قليلة جداً.

أوضح قائلاً: يجب علي المتحدث الإعلامي أن يحصل علي دورات مكثفة وأن يكون مطلعاً علي تفاصيل الأحداث داخل الوزارة التي يعمل بها أو المؤسسة ويكون لديه قدرة علي عرض القرارات التي تصدر من هذه الوزارة أو المؤسسة وشرحها وتفسيرها للجمهور وهذا يتطلب أن يكون المتحدث الإعلامي شريكاً في وضع القرارات والاختيار بين بدائل كثيرة تعرض علي المسئول الأول ليختار من بينها وهذا لا يتوافر كثيرا في مؤسساتنا الحكومية التي تعمل بانفراد المسئول الأول باتخاذ القرار دون مشاركة من جانب مساعديه والذين يأتي علي رأسهم المتحدث الرسمي لذلك نجد أن رداء معظمهم باهت جداً أو ثانوي لأنه ببساطة لا تتوفر لديهم المعلومات ولا تتوفر لديهم المهنية الإعلامية.

أضاف د.الشريف: هناك خطأ كبير يقع فيه المتحدث الإعلامي بعمل مداخلات علي شاشات التلفاز والفضائيات باعتبارها الأكثر انتشاراً وتأثيراً ولكن هذا خطأ كبير لأن الصحافة الورقية مازال لها جمهورها وتحظي باحترام وتقدير من جانب النخبة لذا لا ينبغي اهمالها وكذلك الإداعة ولها تأثيرها الضخم الذي لا يجب اغفاله ويأتي فوق ذلك كله مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديدة  التي ينبغي علي المتحدثين الرسميين إجادة التعامل معها والرد السريع علي ما يثار خلالها من تساؤلات أو انتقادات لأداء الوزارة أو المؤسسات.

التحديد الدقيق
يؤكد د.محمود علم الدين أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة والوكيل السابق لشئون الدراسات العليا والبحوث والمتحدث الرسمي لجامعة القاهرة أن هناك تطوراً مهماً في أداء المتحدثين الإعلاميين للوزارات والهيئات وأن غالبيتهم يؤدي أدواره بشكل جيد من خلال التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة والرد علي الصحفيين ولدينا نماذج متميزة. ولكننا في حاجة إلي المزيد من التحديد الدقيق للوظيفة.

أضاف: ينبغي ألا نحملهم أكثر من دورهم في توفير المعلومات ونقلها إلي الرأي العام عبر وسائل الإعلام فضلاً عن الرد علي تساؤلات الإعلاميين وإدارة اللقاءات الصحفية والإعلامية للمسئولين في الوزارات والهيئات المختلفة. فهم جزء من قطاع مسئول عن الإعلام يضم عدداً من المتخصصين في الإعلام والعلاقات العامة يقومون بممارسة مهام ومسئوليات كثيرة كمكتب إعلامي للوزارة أو الهيئة من حيث التعرف علي اتجاهات الرأي العام ورصدها كما تعكسها وسائل الإعلام. وتجهيز البيانات والمواد الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمسموعة المرئية. والاتصال اليومي بالصحفيين. وإعداد محتوي الكتروني صالح للنشر عبر الموقع الالكتروني للوزارة أو الهيئة فضل عن التفاصيل مع الإعلاميين والجماهير عبر حسابات الجهة التي يعملون فيها علي مواقع التواصل الاجتماعي. ونجد بينهم المستشار الإعلامي. ومدير الإعلام. والسكرتارية الصحفية. والإعلامية كل له مهامه ووظيفته في التواصل المشكلة مع الجماهير ووسائل الإعلام عبر الصحفيين والإعلاميين في مختلف الوسائل.

أوضح د.محمود علم الدين أن المشكلة هنا أن بعض الوزارات والهيئات تحمل المتحدث الرسمي أعباء كثيرة بحيث لا يستطيع الوفاء بجانب كبير منها نتيجة لانشغاله في التواصل اليومي مع الصحفيين ووسائل الإعلام. بينما وظيفته أن يكون علي قمة الجهاز الإعلامي للوزارة أو الهيئة كناطق رسمي ومعبر عنها.

عن تطوير الأداء الإعلامي للمتحدثين في مواجهة الحرب الإعلامية التي تواجهها مصر من أهل الشر وفضائياتهم ومواقعهم المشبوهة فيؤكد د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن كل وزارة أو هيئة ينبغي أن يكون لديها مكتب إعلامي قوي يقوم برصد كل ما يتعلق بالوزارة أو الهيئة وانشطتها وتحليله والرد علي أي مغالطات أو أكاذيب أو شائعات بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومركزه الإعلامي. وأن يتم اختيار المتحدثين الرسميين القادرين علي التصدي لتلك المغالطات والأكاذيب والشائعات بشكل مقنع موثق ومدقق ومعتمد علي البيانات والمعلومات وفي توقيت يخنق تلك المغالطات والأكاذيب والشائعات في مهدها.

مواكبة الأحداث
أكدت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بالجامعة الكندية أننا لا نستطيع أن نصدر تعميماً فبعض المتحدثين متميزون ودائمو العمل بشكل يواكب الأحداث ويقدم المعلومات والتفسير والخلفية للأحداث  والقضايا ذات الصلة بالجهة التي يعمل بها كمتحدث رسمي ويجيب علي تساؤلات الإعلاميين بما يكشف عن استيعاب وفهم كامل لمجريات الأمور في هذه الجهة في حين لا نسمع المتحدث عن جهات أخري علي الاطلاق  أو يتحدث نادراً.

أضافت أنه من الأفضل أن يحصل المتحدث الرسمي للوزارة أو الهيئة أو المؤسسات إعلامياً علي برامج تدريب له لفهم كل شئ عن الجهة التي يعمل كمتحدث رسمي لها تاريخاً وواقعاً واختصاصاتها وعلاقتها بالجهات ذات التقاطع والتشارك مع عملها والتحديات التي تواجهها وغير ذلك ولكن في نفس الوقت تري بعض الجهات أن تعهد بهذه المهمة لأحد الكوادر العاملة بها إلا أن هذا لابد أن يراعي بداية أن يكون لديه الاستعداد والقدرات الإعلامية الأساسية ولابد من تدريبه علي فهم طبيعة عمل وسائل الإعلام والجمهور الذي يخاطبه وكيفية التبسيط غير المخل والمهارات الاتصالية المختلفة والمفروض أن يتعامل مع الإعلاميين في كل وسائل الإعلام وأن ينظم مؤتمرات صحفية لبعض الأحداث المهمة ويعقد لقاءات دورية للإعلاميين ويتكامل دوره مع المستشار الإعلامي للجهة التي يعمل لها كمتحدث إن وجد.

 

المتحدث الرسمي للسياحة: التجربة حققت أهدافها.. والتخصص ليس ضرورة


حرصت "الجمهورية أون لاين" علي الاستماع لأداء المتحدثين الإعلاميين في هذه الاتهامات.

كتب ـ باهي حمزة:
أكدت د. سها بهجت المتحدث الرسمي لوزارة السياحة أن تجربة تخصيص متحدث رسمي واحد لكل وزارة حققت أهدافها حتي الآن.. وأهمها توفير المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب وتقديمها لكافة أجهزة الإعلام دون تمييز بين وسيلة وأخري.

أوضحت أنها علي مستوي تجربتها في وزارة السياحة لم تعترضها أي مشكلة في التواصل مع رؤساء الهيئات والقطاعات التابعة للوزارة.. كما أنها حريصة علي التواصل مع كل ممثلي الإعلام وهذا هو أساس مهمتها ولم تحدث أي شكوي من أي وسيلة إعلامية.

قالت إن التجربة في السياحة قد تكون مختلفة بعض الشيء حيث يوجد متحدث رسمي بجانب مستشار إعلامي مختص بإعداد الأخبار اليومية عن أنشطة الوزارة وارسالها لجميع الوسائل الإعلامية المختلفة.

حول ما إذا كان يجب أن يكون المتحدث الرسمي متخصصاً في الإعلام.. قالت إن ذلك ليس ضرورياً.. المهم أن يكون المتحدث علي علاقة طيبة بجميع قطاعات الوزارة التي يعمل بها.    

 

.. والمتحدثون يردون: أبداً.. اتهامات ظالمة
نوفر المعلومة الموثقة.. ونحارب الشائعات

كتبت ــ سوسن عبدالباسط:


تقول شيرين صبري المستشار الإعلامي لأكاديمية البحث العلمي أنه من الضروري وجود مستشار إعلامي ومتحدث رسمي في كل مؤسسة حكومية أو خاصة حتي يكون حلقة الوصل بين المؤسسة والرأي العام والتواصل المستمر والرد علي الشائعات وتوضيح الحقائق من أجل حماية المجتمع من اثارة الفتن والبلبلة وعدم اعطاء الفرصة لوسائل الإعلام المعادية لزعزعة ثقة المواطن في قياداته ومؤسساته.

أشارت إلي أن تفضيل بعض المستشارين للقنوات الفضائية يرجع لعملية وقت القنوات بث مباشر وليس هناك تفضيل لوسيلة علي أخري وهذا يتطلب مهارات شخصية ومعرفية تؤهل  المستشار الإعلامي للقيام بدوره وأهمها اظهار الانجازات التي تشهدها البلد كل يوم في كافة المجالات.

يؤكد د.خالد قاسم المتحدث الإعلامي لوزارة التنمية المحلية أن الوزارة ــ من خلاله  ــ ترد علي التساؤلات المطروحة وتوفر المعلومات الدقيقة لجميع وسائل الإعلام بدون تفرقة.


يري عبدالجواد  أبوكب مستشار إعلامي سابق لجهات حكومية أن هناك نماذج ناجحة جداً للمتحدث الإعلامي ولكن لا يمكن أن ينجح المستشار الإعلامي بمفرده ولكن هناك رؤية للوزير يفرضها عليه وتكون خارجة عن إرادة المتحدث الرسمي.
أكد أن هذه المهمة ستزداد أهميتها خلال الفترة القادمة وخاصة في العام القادم 2022 حيث سندخل مرحلة الإعلام الرقمي الذي يتطور بشكل كبير لمواجهة التحديات الكبري وستكون المعركة إعلامية وليست عسكرية.

تقول ريهام طلعت جعفر المستشار الإعلامي لهيئة الثروة السمكية أن حرص المتحدث الإعلامي علي الظهور علي القنوات الفضائية وعشقه لـ"الشو الإعلامي" يقلل من هيبته مؤكداً ضرورة التواصل مع كافة  وسائل الإعلام وكذلك مع السوشيال ميديا.

يري المستشار محمد سمير المتحدث الرسمي للنيابة الإدارية أن هناك فرقاً بين المستشار الإعلامي أو المتحدث الرسمي ويجب التفرقة بينهما لأن المتحدث الرسمي يكون من داخل المؤسسة ومن قلب النيابة الإدارية وغالباً في الهيئات القضائية يكون متحدث رسمياً وليس مستشاراً إعلامياً بعكس ما يحدث في العديد من المؤسسات والوزارات التي تتعاقد مع أحد الإعلاميين ويكون مستشاراً إعلامياً ولابد أن يكون علي دراية بكل قضايا هذه المؤسسة أو الوزارة.

أضاف هناك حاجة ملحة لمستشار إعلامي أو متحدث رسمي لأن الوضع اختلف عن زمان كثيراً لأن عدد الصحف زمان كان محدوداً جداً أما الآن فإن المواقع والقنوات والصحف والمجلات بالمئات مما يتطلب  وجود شخص مسئول ومحدد للتعامل مع الإعلام لأن المسئول لديه مهام الوظيفة والمسئولية السياسية والتنفيذية فكيف يتواصل مع كل ذلك أمر في غاية الصعوبة.

هذا بالإضافة إلي بعض القيادات العليا التي تجيد التحدث مع الإعلام فمن الأفضل أن يكون هناك من يدرك.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق