هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

حاصروا شركة الكهرباء ومستشفى الجلاء واقتربوا من "المركبات الملكية".. تجار البالة صداع في قلب العاصمة

تحقيق: ياسر النابي

علي الرغم من الحملات المكثفة لشرطة المرافق لمواجهة الباعة الجائلين وتجار الملابس المستعملة "البالة" بمنطقة بولاق ابوالعلا او ما يطلق عليها "الوكالة" التي تعتمد علي بيع الملابس المستعملة بأسعار رخيصة.. الا ان تلك الحملات أصبحت غير كافية وغير رادعة.


نشروا الفوضي في شوارع بولاق و26 يوليو

بعد ان احتل باعة البالة بفروشاتهم ومعروضاتهم جزءا كبيرا من المنطقة التي تقع في قلب العاصمة وتتضمن الكثير من المرافق الحيوية التي تشهد تعاملات يومية من المواطنين مثل مستشفي الجلاء وكذلك مكتب البريد الخاص بالمستشفي وشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء بالاضافة الي متحف المركبات الملكية وهو احد المزارات المهمة وهو ما يتسبب في شل الحركة المرورية بمنطقة مهمة بقلب العاصمة. بجانب حق المواطن المهدر في السير علي الاقدام وعلي الرصيف. ناهيك عن المظهر غير الحضاري الذي يشوب تلك المنطقة الهامة التي يجري التعديلات بها حاليا بعد الانتهاء من تطوير مثلث ماسبيرو.

يشهد تقاطع شارعي 26 يوليو مع الجلاء والشوارع المحيط ومنطقة الاسعاف حالة من الفوضي بعد ان زحف بائعو الملابس واحتلوا الارصفة والطرق دون رادع. وهو ما يمثل معاناة يومية يعيشها مستقلو السيارات في شوارع 26 يوليو والكهرباء والصحافة والجلاء حيث البالة متنقلة. ومواقف ميكروباصات عشوائية. وتكاتك تسير عكس الاتجاه. بشارع الصحافة ومنطقة السبتية.

رصدت "الجمهورية أون لاين" حجم المأساة التي يعيشها رواد المنطقة فماذا قالوا.

 

الباعة :
نريد حلولا بديلة

اكد عدد من الباعة انهم لايجدون مكاناً اخر يعوضهم عن تلك المنطقة التي قضوا فيها سنوات طويلة يسترزقون فيها ويأكلون حلالا بدلا من اللجوء الي الطرق غير الشرعية لكسب المال. اشاروا إلي ان جميع الاماكن والاسواق التي توفرها لهم الحكومة مقابل الرحيل من المنطقة غير مناسبة ولاتشهد الاقبال الكافي من المواطنين. طالبوا بإيجاد اماكن بديلة شرط ضمان نسبة الاقبال وعدم البعد عن الزبائن حتي لاينقطع رزقهم الذي يفتح بيوتهم ويطعم أبناءهم.

في نفس الوقت اعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من شكل المنطقة التاريخية التي تقع في قلب القاهرة بجانب تعطيل الحركة بسبب ستاندات البالة المنتشرة علي جانبي الطريق وكذلك علي الرصيف فأصبح من الصعب المرور بالمنطقة باستخدام السيارة أو سيرا علي الاقدام. مطالبين بضرورة ايجاد حل جزري لهذه المشكلة مع مراعاة البعد الانساني لهؤلاء الباعة وتوفير فرص عمل لهم.

 

المواطنون :
أزمة كبيرة .. في قلب العاصمة

من ناحية اخري.. اشار بعض الموظفين بمستشفي الجلاء وشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء الي ان الشكل غير الحضاري الذي تشهده المنطقة بسبب انتشار باعة البالة والزحام الشديد خاصة في المواسم والاعياد يتطلب البحث عن حلول عاجلة لهذه المشكلة.

قال خالد مرتضي احد الباعة.. لانستطيع ترك هذه المنطقة التي كان فيها آباؤنا واجدادنا فلا يوجد مكان يعوضنا عنها. تساءل اين نذهب ومصدر دخلنا الوحيد فيها ومنها؟

اضاف زين عبدالراضي بائع.. نحاول بأقصي جهد في عدم احداث مشاكل من خلال تواجدنا في المنطقة ونساعد المواطنين والمارة. اشار الي أنهم في كل مرة يتم نقلهم الي اسواق جديدة يظلون فترات بلا أي دخل وحركة البيع والشراء تكون منعدمة لذلك نضطر للعودة لفتح بيوتنا.

قال طه الكرم. بائع. بعد انتهاء دراستي وحصول علي دبلوم صناعي لم أجد وظيفة. وعلمت من احد اقاربي ان لديه "فرشة" في الوكالة ويحتاج مساعدا فقررت العمل معه مضيفا انه ليس لديه مانع أن يترك البيع عند رصيف الاسعاف اذا توفر له مكان آخر مناسب يتيح الكسب الحلال دون مطاردات الداخلية.

اضاف حسين فرج. بائع انه وكثيرون من الباعة الذين لا يملكون محالا أو كما يقال علينا "الجائلون" نعاني من المطاردة مشيرا الي أن أحد المسئولين قال لهم: "اتركوا منطقة الاسعاف وسنوفر لكم اكشاكا في رمسيس" وبالطبع لن تستوعب الاكشاك عددنا الهائل حيث يقف علي "الفرشة" الواحدة اكثر من 5 أو 6 شباب كل منهم يفتح بيتا ولديه التزامات يجب سدادها.

 

رئيس حي بولاق :
لابد من إعادة فتح سوق الترجمان

قال احمد محمود. احد اصحاب "الاستاندات" ان هناك حملة يقودها رئيس حي بولاق بدأت منذ فترة. وهناك حملات قامت بمصادرة مجموعة من الملابس البالة لاصحاب الفرش وقال لنا رئيس الحي "محدش يقعد ولا اشوفه هنا" وعندما أخبرناه أنه ليس لنا بديل آخر نسترزق منه كان رده علينا: "دي مشكلتكم انتم ومش مشكلتي أنا" لذلك نطالب بتوفير أماكن بديلة مناسبة لحل الأزمة بشكل نهائي بدلا من العودة مرة أخري ولعبة القط والفأر.

قال سيد عبدالعال. موظف بصراحة المنطقة أصبحت لاتطاق بهذا الشكل وأصبح اليوم الذي نأتي فيه إليها مثل الكابوس ناهيك عن تعطل مصالحنا في هذا اليوم بسبب الحركة المرورية.

اضاف فتحي جبريل محاسب انه احيانا يلجأ الي المجئ الي الوكالة لشراء بعض الملابس الاقل ثمنا من المحلات ولكننا نحمد الله بعد الشراء والعودة الي بيوتنا سالمين بسبب تعرضنا اكثر من مرة الي السرقة والبلطجة.

قال خليفة حسين. موظف نواجه صعوبات شديدة خلال عبورنا بالمنطقة بشكل يومي لقضاء مصالحنا والذهاب الي اعمالنا فلا نستطيع المرور بالسيارات ولا حتي السير علي الارصفة. موضحا ان اولاده يحضرون احيانا للشراء من المنطقة التي تعتبر متنفس الاسر لقضاء احتياجات أبنائها الا ان الشكل العام غير مناسب خاصة مع التطور الذي تشهدها العاصمة والمشروعات العملاقة التي تحتضنها ومنها مترو الانفاق الذي تحولت اسواره لفاترينات قبل افتتاحه.

قال مصطفي محمد طالب نأتي دائما لشراء الملابس من الوكالة حيث تعتبر الارخص والانسب سعرا من المحلات. ولكننا نضيع اليوم بأكمله للشراء بسبب الزحام الذي تشهده المنطقة كثرة الشوارع الجانبية الممتلئة بالبضائع علي كل شكل ولون.

قال عبدالوهاب احمد. علي المعاش اتردد علي المنطقة منذ سنوات ولاتغير وفي كل مرة يتم نقل الباعة نجدهم يعودون مرة أخري.

مطالبا بتشديد القبضة الأمنية وتكثيف الحملات لان المنطقة اصبحت قنبلة موقوته يمكن استغلالها في جميع الاعمال غير الشرعية.

* حسين عبدربه. صاحب ورشة. نعاني بشكل كبير من انتشار تجار الباله لان كثيراً من زبائننا يرفضون المجئ الينا بسبب الصعوبات التي يواجهونها فتجد السرقة والمخدرات عيني عينك والبلطجة حدث ولاحرج حيث المشاجرات الدامية بشكل يومي.

من جانبه اكد اللواء فرج الله هويدي رئيس حي بولاق ابوالعلا علي أهمية تضافر كافة جهود الدولة للقضاء علي أزمة الباعة بمنطقة بولاق مشيرا الي انه من خلال الحي يقومون بحملات الازالة منذ الثامنة صباحا وحتي الرابعة عصرا ولكنهم بمجرد رحيل الحملة يعودون مرة اخري.

اشار هويدي الي ضرورة اعادة فتح سوق الترجمان مرة أخري وتسكينهم إجباريا لأنهم لن يتركوا المنطقة بمزاجهم. لأن السوق اصبح مغلقا بعد رحيلهم.

مؤكدا استمرار الحملات حتي يرحلوا نهائيا عن المنطقة. مطالبا القوات الامنية في التواجد فترة بعد رحيلهم لضمان عدم عودتهم مجددا وانتهاء كابوس الوكالة.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق