هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

زاهي حواس للجمهورية أون لاين: حتشبسوت كانت "تخينة" و"سنانها واقعة وعندها السكر" وماتت بالسرطان!

في الماضي كنا نخدم البعثات الأجنبية.. والآن ننافسها

الحوار مع عالم الآثار الدكتور زاهي حواس  يكون شيقاً وشائكاً دائماً.. فهو كثيراً ما يفاجئنا بآراء واكتشافات تصحح لدينا الكثير من المفاهيم المغلوطة.. وتثير في الوقت نفسه ردود أفعال عديدة.. نظراً لأنها تصدر عن عالم آثار كبير وصاحب إنجازات مهمة سواء علي المستوي الإداري أو المستوي العلمي.
 


في هذا الحوار الذي أجرته "الجمهورية أون لاين" مع الدكتور زاهي حواس يكشف العالم المصري عن أهمية وقيمة الكشف الأثري الأخير في سقارة الذي تم علي يد بعثة مصرية برئاسته.. كما يكشف عن حقيقة لعنة الفراعنة والحوادث التي تعرض لها أثناء حفائره.. وحقيقة السائل الذي عثر عليه في إحدي المقابر. وهل هو الزئبق الأحمر كما يقولون؟!

يكشف الدكتور زاهي حواس أيضا عن الأمراض التي كانت تعانيها الملكة حتشبسوت. وكيف اكتشف المومياء الخاصة بها التي أظهرتها دون أسنان؟!.. ولماذا توقفت بعثته للتنقيب عن آثار ما قبل الإسلام في السعودية؟!

ولأنه أهلاوي صميم يكشف عن حقيقة تشجيع الفراعنة للأهلي.. وكيف كانت نساء الفراعنة يلعبن الكرة. والرياضات التي مارسها الفراعنة.. ويكشف أخيراً عن موقفه من التمثيل في أفلام عالمية. خاصة أن علاقات صداقة قوية تربطه بعدد من نجوم السينما العالمية.. وإلي نص الحوار:

* قلت له: كشف سقارة الأخير تم علي يد بعثة مصرية خالصة برئاستك.. هل يمكنك أن تستغني مصر عن البعثات الأجنبية مادامت كوادرها قادرة علي البحث والتنقيب؟!

** قال: المسألة ليست في القدرة من عدمها.. فأنت في كل الأحوال لا تستطيع الاستغناء عن البعثات الأجنبية بسبب أن هذه البعثات تابعة لجامعات تدرس الآثار المصرية. وهذا يتطلب قيامها بالتنقيب وما يمثله ذلك من إضافة مهمة للآثار المصرية والتاريخ المصري.

* ما الدور الذي تراه الآن للبعثات المصرية؟

** دور لا يقل أهمية بالطبع.. والجديد في هذا الدور أننا كنا في الماضي نخدم هذه البعثات.. لكننا الآن ننافسها. فقد علمت عدداً كبيراً من الشباب الحفائر وأصبح لدينا كوادر لا تقل عن الأجانب خبرة وعلماً. والمنافسة هنا لا تعني الصراع بقدر ما تعني التعاون علي خدمة الآثار المصرية. وبالتالي خدمة التاريخ المصري.

 

كشف سقارة الأخير يعيد كتابة تاريخ المنطقة.. وهذا هو أصل التنقيب

* هل بالضرورة أن كل كشف أثري يضيف إلي التاريخ المصري؟

** هذا يعود إلي أهمية الكشف وقيمته.. ودائماً الاكتشافات المهمة تعيد كتابة التاريخ أو علي الأقل تضيف إليه معلومة أو تسد ثغرة كانت موجودة.. وهذا هو الأصل وراء الحفائر.


* تطبيقاً علي الكشف الأخير.. ما الإضافة التاريخية التي حققها؟

** هناك الكثير من الإضافات.. منها أن الكشف سيعيد كتابة تاريخ منطقة سقارة. خاصة خلال الأسرتين 18 و19 من الدولة الحديثة. وهي الفترة التي عبد فيها الملك "تتي" وكان يتم الدفن في ذلك الوقت حول هرمه. كما عثرنا علي اسم ملكة لم يكن معروفاً لنا من قبل وتحمل لقب "ابنة إله الأرض". وهذه هي المرة الأولي في التاريخ التي نحصل فيها علي هذا الاسم.

* لدينا كمية كبيرة من الآثار لم يكشف عنها بعد توازي حسب التقديرات 70% من الآثار المكتشفة.. أليس من الأجدي تركها والاهتمام أكثر بالموجود لدينا؟!

** بالعكس.. الحفائر لابد أن تستمر. فكما أوضحت لك فإن كل كشف مهم يضيف إلينا المزيد من المعلومات عن تاريخنا الذي لا نستطيع التأكيد علي إلمامنا به بشكل كامل حتي الآن. فضلاً عن أن الاهتمام بما لدينا موجود من خلال أعمال الحفظ والترميم. وكذلك المتاحف التي تقام ومنها بالطبع متحف الحضارة المصرية بالفسطاط والمتحف الكبير الذي سيتم افتتاحه قريباً وسيكون حدثاً عالمياً كبيراً.

* إذاً لماذا توقفت أعمالك في وادي المومياوات الملكية بالواحات البحرية؟

** العمل لم يتوقف إلا بعد الحصول علي ما أردناه.. أخذنا المعلومات المطلوبة ورأينا أن ترك المومياوات في أماكنها هو أفضل طريقة للحفاظ عليها.

إذا بعنا آثارنا.. نكون مثل السيدة التي تبيع عرضها من أجل المال

* ما رأيك فيما يردده البعض عن وجود كم كبير من الآثار المتكررة التي يمكن الاستفادة بها ببيعها. مما سيدر أموالاً طائلة علينا؟

** هنا سنكون مثل السيدة التي تبيع عرضها من أجل المال.. هذا عرض وحضارة مصر لا يباع ولا يشتري. ومن يرددون ذلك لا علاقة لهم بالوطنية. بل لا علاقة لهم بالإنسانية أصلاً ولا يدركون قيمة ما نملك من آثار نباهي بها حضارات الدنيا كلها.. هذه أشياء لا تباع ولا تشتري. ومن يفكر في ذلك مجنون.

 

* ولكن الآثار يتم تهريبها وتباع في مزادات عالمية عيني عينك!!

** حافظ علي آثارك واعمل منافذ وغلظ عقوبة التهريب.. وأعتقد أن ذلك موجود الآن. فلدينا شرطة سياحة وآثار واعية ويقظة. ولدينا منافذ أصبح من الصعب جداً المرور منها.. أما ما يُعرض في الخارج فمنه من خرج بطرق غير مشروعة وعند الإعلان عن بيعه لا تتردد الدولة في اتخاذ إجراءات استعادته بكل الطرق القانونية. وقد أعادت الدولة كل ما تم خروجه بطرق غير شرعية وكان معروضاً للبيع.


* هذا يقودنا إلي أهمية التوعية بقيمة آثارنا.. ما الذي تقترحه في هذا الشأن؟

** أطالب بإعادة كتابة التاريخ بالنسبة للتلاميذ في المدارس. وكذلك تدريسه لكل طلاب الجامعات.. لابد للطالب أن يدرس تاريخ بلده.. الطالب يتخرج في كلية الطب أو الهندسة ولا يعرف شيئاً عن تاريخ بلده. وهذه بالطبع كارثة.. ومن هنا أطالب بوجود مقرر لدراسة التاريخ من عصر ما قبل التاريخ وحتي الآن جميع طلاب الجامعات.

 

* مركز زاهي حواس للمصريات التابع لمكتبة الاسكندرية.. ما الغرض منه؟

** الغرض من هذا المركز هو دراسات التراث الثقافي والحضاري وعلم المتاحف والتدريب المهني المتخصص للعاملين في مجال الآثار والمتاحف وإدارة التراث وتنظيم الفعاليات بشكل دوري لنشر الوعي الأثري. ونسعي لأن يكون مركز إشعاع علمياً بحثياً وتعليمياً علي المستويين المحلي والإقليمي. إضافة إلي دوره في رفع مستوي الوعي العام بأهمية التراث الأثري وطرق الحفاظ عليه.

 

* بمناسبة الدور الإقليمي.. علمنا بأنك ستقود بعثة أثرية في السعودية للتنقيب عن آثار ما قبل الإسلام.

** نعم وهذه ستكون أول بعثة مصرية- سعودية للتنقيب عن الآثار. وأهم شيء أن أدرب الباحثين السعوديين علي الحفائر والترميم. وكنا ننوي الانطلاق بالفعل. لكننا أرجأنا المشروع بسبب جائحة كورونا.

 

لعنة الفراعنة "كلام فارغ".. والزئبق الأحمر أكذوبة

* تمارس الحفائر منذ سنوات بعيدة.. ألم تصادفك لعنة الفراعنة؟!

** لعنة الفراعنة كلام فارغ وقد اخترعها بعض الصحفيين.. فعندما اكتشف هوارد كارتر ولورد كارنفون مقبرة توت عنخ آمون أعطي كارنفون حق نشر الاكتشاف لصحيفة "لندن تايمز" وبعد موته انتهز الصحفيون الذين كانوا محتجين علي منحه "لندن تايمز" حق النشر الفرصة واخترعوا حكاية "لعنة الفراعنة" وادعوا وجود نص في المقبرة بتوعد أي شخص يدخل المقبرة بالموت.

 

* لكنك تعرضت بالتأكيد لبعض الحوادث؟

** أثناء البحث عن مقبرة كليوباترا وقع حجر يزن 25 كيلو جراماً علي بعد متر واحد فقط من رأسي ولولا عناية الله لقتلني. لكنني تعرضت لمشكلة في عيني وأجريت جراحة في الخارج علي نفقة الدولة وعدت سليماً. وفي الحمام في أبيدوس واجهتني "كوبرا" وربنا أنقذني منها بأعجوبة. لكنها حوادث عادية لا علاقة لها بما يسمي "لعنة الفراعنة".

 

* هل الزئبق الأحمر هو الآخر أكذوبة؟!

** نعم.. لا يوجد شيء اسمه الزئبق الأحمر.. اكتشفنا احدي المقابر ووجدنا "سائل" داخل تابوت وقمنا بحفظه واكتشفنا أنه سائل تحنيط وليس الزئبق الأحمر.

 

* هل توصلتم إلي أسرار التحنيط؟

** بالتأكيد نعرف الكثير عنها.. والتحنيط عموماً وصل لقمة تقدمه في عصر الدولة الحديثة.


* علي ذكر التحنيط.. معروف أنك من اكتشف مومياء الملكة حتشبسوت ضمن خبيئة الدير البحري.
** حدث ذلك بالفعل بعد أن جمعنا مومياوات خبيئة الدير البحري. واكتشفت أن احداها تخص الملكة حتشبسوت بعد إجراء الأشعة المقطعية عليها.

 

* يقال إنها لم تكن بالغة الجمال وإن تحتمس الثالث ابن زوجها هو من قام بقتلها؟
** هي للأمانة كانت من أصحاب الوزن الزائد و"سنانها كانت واقعة" وكانت تعاني مرض السكر. لكنها ماتت في الخامسة والخمسين من عمرها متأثرة بمرض السرطان. ولذلك يستبعد أن يكون تحتمس الثالث قتلها.

 

الفراعنة لعبوا الكرة.. ومارسوا السباحة والعدو والفروسية

* أنت أهلاوي وقلت ذات مرة إن الفراعنة كانوا يشجعون الأهلي.. هل عرف الفراعنة نوعاً من الرياضات؟
** قلتها علي سبيل المزاح طبعاً.. لكن الفراعنة عرفوا الكثير من الرياضات ومارسوها.. لدينا منظر لسيدات يلعبن الكرة. وهناك مناظر للمصارعة والعدو والسباحة والفروسية. وكانت تدريبات الفروسية تتم في صحراء منف. فقد اهتم المصري القديم بممارسة الرياضة بشكل مستمر.

 

* لك شهرة وحضور عالمي كبير وتربطك صداقات عديدة بنجوم السينما العالميين.. من منهم أصدقاء مقربون إليك؟
** هناك الكثير من نجوم السينما العالميين تربطني بهم علاقات جيدة.. منهم جاكلين بيسيت. وبروس ويلز وغيرهما. فضلاً عن نجوم في مجالات أخري كثيرة.

 

شاركت في أحد الأفلام العالمية بشخصيتي.. وأرفض أن أمثل أدواراً أخري

* ألم تفكر في التمثيل؟
** أنا شاركت بالفعل في أحد الأفلام العالمية.. لكنني قمت بدوري في الحياة كعالم آثار.

 

* هل لديك استعداد للقيام بأدوار أخري؟
** لست مستعداً لذلك بالطبع.. أنا رجل آثار فقط.

* ماذا تفعل الآن؟
** أكتب بعض المقالات وأجهز لكتاب جديد وألتقي أصدقائي كلما سمحت الظروف.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق