هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رائد الأعمال.. وفن التفكير خارج الصندوق
د.هيثم يوسف درويش- نائب رئيس مجلس إدارة المعاهد العليا كينج مريوط الإسكندرية
د.هيثم يوسف درويش- نائب رئيس مجلس إدارة المعاهد العليا كينج مريوط الإسكندرية

لكي تُصبح رائد أعمال ناجح في مجال عملك يستدعي الأمر الكثيرمن الابتكار والبراعة ، يتطلّب  منك امتلاك مهارة التفكير خارج الصندوق ، بعيدا عن الالتزام بالمعايير والممارسات المعتادة، أن تكون مبدعا يعني أن تكون لديك القدرة على الخروج بأفكار خلاقة وفريدة، والاستجابة بمرونة وإبداع للتحديات الصعبة والمشاكل التي تواجه أعمالك.


والتفكير خارج الصندوق هو من المصطلحات المستخدمة على نطاق واسع في بيئات العمل وهي تعني التفكير بطريقة إبداعية خارجة عن المألوف، وبحسب ويكيبيديا فإن التفكير خارج الصندوق هو استعارةٌ تعني التفكير بشكل مختلف أو غير تقليدي أو من منظور جديد، غالبًا ما تشير هذه العبارة إلى التفكير الإبداعي أو الجديد، يُعتقد أن هذا المصطلح مستمد من الاستشاريين الإداريين في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.

وتعتبر قصة عملاق التجارة الإلكترونية أمازون واحدة من القصص الملهمة في عالم الأعمال التي تعبّر بشكل حرفي عن معنى التفكير خارج الصندوق ففي عام 1994، ترك جيف بيزوس وظيفته كنائب رئيس لشركة D. E. Shaw & Co. ، وهي شركة في وول ستريت، وانتقل إلى سياتل حيث بدأ العمل على خطة عمل لإطلاق أول مكتبة على الإنترنت لبيع الكتب، في وقت كان فيه استخدام الإنترنت غير منتشر بين الناس، تقدم بيزوس لكثير من المستثمرين بفكرة موقع أمازون ولكنهم رفضوا بحجة محدودية استخدام الإنترنت في ذلك الوقت، ولأنها كانت بنظرهم فكرةً غير اعتيادية، كانت أمازون حينها فكرة المستقبل، بعد ذلك بسنوات تنوعت أمازون وانتقلت لتصبح أكبر متجر للتجزئة في العالم وثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية مباشرة عقب شركة آبل.

إن التفكير خارج الصندوق يمكن أن يجعل منك صاحب شركة تبلغ قيمتها السوقية مئات مليارات الدولارات، ولكن كيف يمكن أن تمتلك مهارة التفكير خارج الصندوق؟ 

دعني في البداية اوضح لك عزيزي القارئ المقصود أولا بداخل الصندوق والعوامل التي تضعك داخل هذا الصندوق التقليدي الروتيني .. الصندوق ليس شيئا يولد مع الإنسان ، فالإبداع هو خاصية مميزة لجميع البشر عند الولادة، ولكن تتنافس الكثير من العوامل لتضع الإنسان داخل صندوق محدد منذ لحظة الميلاد منها على سبيل المثال: الأسرة، البيئة، الأعراف الاجتماعية، ونظام التعليم؛ إذ يتم توجيه وعي الإنسان بطريقة معينة من خلال أنظمة التعليم، أما في عالم الأعمال فإن عوامل أخرى تختلف يمكن أن تضعك داخل الصندوق من أهمها:

- قواعد اللعبة في أي صناعة والتي يتم وضعها وتحديدها من قبل اللاعبين الكبار، في حين أن الوافدين الجدد في السوق يجب أن يتبعوا قواعد الكبار، مما يجعل إمكانية التفكير في طرق وأفكار جديدة لإعادة بناء حدود الأعمال التجارية في السوق أمرا صعبا.
- تلعب خبرات الآخرين دورا هاما في وضع الإنسان داخل صندوق محدود، نميل إلى الاستسلام لأفكار أصحاب المناصب العليا بحجة تجاربهم وخبراتهم في العمل ولكن سياق تجاربهم قد لا يكون قابلاً للتطبيق في الوقت الحاضر، صحيح يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين، ولكن لا شيء يمنع من التعديل عليها والتفكير خارج حدودها.

-افتراضاتنا تلعب دورا كبيرا في تشكيل العالم من حولنا، ولكنها قد تكون افتراضات غير صحيحة، وينبغي أن يتدرب الإنسان على تحدي الافتراضات بطرح الأسئلة: لماذا؟ ولماذا لا؟

وكما نرى فإن التفكير داخل الصندوق يعرقل نمو الأعمال  ويمنعها من التكيف مع التطور والتغييرات المتلاحقة، إذا كنت ترغب في تطوير أعمالك لا تدع البيئة التي نشأت فيها، والتعليم النمطي، والأفكار المسبقة، والافتراضات، وخبرات الآخرين، والثقافة التي نشأت عليها تمنعك من التفكير خارج الصندوق.

والوصفة السحرية للتفكير خارج هذا الصندوق هو التعلم الذاتي المستمر يمكن للتعليم الرسمي أن يمنحنا الأدوات التي نحتاجها لكي نصبح متعلمين مدى الحياة، ولكن التعليم الذاتي يمنحنا الأدوات اللازمة لنصبح فاعلين ومبدعين في مجالات مختلفة مدى الحياة، هناك قائمة طويلة بأكثر الأشخاص نجاحا في العالم الذين اعتمدوا على التعليم الذاتي في تطوير قدراتهم الإبداعية، وفي عالم الأعمال أقوى الشركات وأكثر رواد الأعمال نجاحا وثراءً  مثل: بيل غيتس، مارك زوكربرج، ستيف جوبز وكثيرون.. حيث اعتمدوا على ذواتهم في تطوير إمكاناتهم، وتمتعوا بقدر كبير من مهارات التعليم الذاتي في اكتساب المعرفة ما يؤكد أنه مفتاح النجاح الحقيقي.

حيث يحظى التعلم المستمر بأهمية بالغة في تنشيط الدماغ والحفاظ على صحته، والعمل على تطوير ذاتك من خلال التعلم المستمر ليس ضروريًا لتحسين نفسك فحسب، بل يمكن أيضًا أن يساعدك على تحقيق النجاح المهني، فهو يفتح آفاقا جديدة للابتكار والتفكير الإبداعي، ويمكن أن تمارس هذا النوع من التعلم من خلال مواقع التعليم المنتشرة عبر الإنترنت.

ولكن يجب أن اذكرك أيضا انك لن تستطيع التفكير خارج الصندوق الا بعد أن تتخلص من العادات السلبية التي يمكنها أن تؤثر بشكل كبيرعلى عملية الإبداع، ومن العادات السلبية التي يمكن أن تقضي على الإبداع على سبيل المثال: أن تستسلم لآراء الآخرين بك بالاعتقاد أن رأي الآخرين بك هو واقعك، أن تتصف بعادات المماطلة، التأجيل، الكسل، أن تقارن نفسك مع الآخرين، أن تكون لديك أفكار رائعة دون وجود النية لتنفيذها، الخوف من الانتقاد، الخوف من الفشل… إلخ.

وعليه فإن التفكير خارج الصندوق مهارة مكتسبة إلا أنها تتطلب أن تتصف بحب الاستطلاع، الصمود، الشجاعة، والثقة بالنفس، والانفتاح على الأفكار الجديدة حولك، وبالتالي فان قدرتك على الابتكار وحل المشكلات التي تواجهك من خلال التفكير خارج الصندوق يمكن أن تساهم في نجاح أعمالك.

وفي اللحظة التي تجد نفسك فيها محب للتجربة، والتعلم، ولديك الشغف لتنفّذ ما تعلمته، ولا تخشى من التغيير أو خوض التجارب الجديدة ، وتطّلع دوما على الجديد في مجالك لتكتشف الأفكار المبتكرة. وتعتقد أن المنتجات أو الخدمات التي لديك يمكن دائما إجراء تحسينات عليها. وتشارك أفكارك مع الآخرين لكي يتيح لك ذلك إجراء تحسينات لأفكارك الأولية. فانك في تلك اللحظة تكون قد خرجت بالفعل خارج الصندوق وأصبحت واحد من رواد الاعمال أصحاب الجرأة في تطبيق الأفكار الإبداعية والمختلفة التي تضمن استمراية أعمالهم في ظل بيئة عالمية قابلة للتغيير طوال الوقت.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق