أنها "بنت عائلة المزاج" نشأت وسط الدخان الأزرق.. تحيط بها أصناف المخدرات من كل جانب.. عرفت أنواعه وهي صغيرة.. وذاقت أرباحه وهي كبيرة.. لذلك لم تستطع البعد عنه أو هجر سوق المزاج الذي عرفته وترعرعت بين جناباته حتي عندما شب عودها واكتملت أنوثتها.. اختارت ان يكون زوجها واحداً من تجار الصنف.. تعلم المهنة علي يد والده.. درس أصولها وعرف أسرارها من خلال جولاته في عالم المزاج.

عاشت حياة سعيدة مع من اختارته.. لكنها لم تستمر طويلا.. فقط سقط خلف القضبان في احدي عملياته.. لم تجلس بجوار الجدران تندب حظها.. ورفضت أن تقف علي الاطلال تبكي حالها وذكرياتها.. بل حملت الراية واستكملت المسيرة.

اتفقت مع "حماها" علي ان ترفع راية زوجها.. وتحافظ علي مكانته في سوق المزاج.. لكن ما اتخذت وسيلة جديدة لبداية نشاطها.. رفضت الاتجار في الصنف أو ترويجه خشية أن تلحق بزوجها.. كما رفضت الأنواع القديمة التي شح وجودها وارتفع ثمنها.. اتجهت إلي الأنواع الجديدة المصنعة كيميائيا والتي انتشرت تجارتها في السوق.

اختارت "الاستروكس" كواحد من الأنواع الجديدة التي انتشرت في السنوات الأخيرة بين أصحاب المزاج.. خاصة من شباب الحرفيين والعمال.. ظن حماها أنها ستتاجر فيه.. لكنها اقترحت عليه ان يقوما بتصنيعه وتوزيع انتاجهما بين تجار التجزئة.. والابتعاد عن التجول في الاسواق بين التجار ومدمني الصنف.

وافقها "حماها" وجمع لها بعض المال.. وقاما بشراء مستلزمات الانتاج والتصنيع.. جربت حظها مع حماها.. ونجحت جولتهما الأولي.. وعرفها تجار الصنف وراحوا يترددون علي مسكنها مع حماها بمدينة السلام.. الذي اتخذت منه وكرا لنشاطها.. أطلقوا عليها لقب "مدام أكس" بعد أن انتشرت شهرتها وذاع صيتها في سوق المزاج حتي وصل إلي ئيس مباحث قسم ثان السلام الذي اعد فريق بحث أكدت تحرياته قيام "عاطل" مسجل جنائيا وزوجة نجله بتصنيع المخدرات والاتجار فيها بأحياء المنطقة.

تم عرض التحريات علي العميد حازم الدربي رئيس مباحث شرق القاهرة الذي أعد قوة بقيادة مفتش المباحث قامت بمداهمة وكر "مدام أكس" بمسكنها ليتم ضبطها مع "حماها" وعثر بحوزته علي كمية من مخدر "الاستروكس" وكمية أخري من مخدر "البودرة" ومستلزمات الانتاج وخامات التصنيع ومبلغ مالي.

تحرر محضر بالواقعة.. وبالعرض علي اللواء محمد الشرقاوي مدير إدارة البحث الجنائي بالعاصمة اعترفت "مدام أكس" و"حماها" بحيازة المضبوطات بقصد تصنيع مخدر "الاستروكس" والاتجار فيه.. قام اللواء نبيل سليم مدير الادارة العامة للبحث الجنائي بالقاهرة بإحالتهما للنيابة صحبة محضر الاعترافات والضبط والمضبوطات المحرزة.. ليتم الزج بهما خلف القضبان لتسقط راية "عائلة أكس" بين جدران الزنزانة!