صدر مؤخرًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن- للكاتبة الفلسطينية أغصان حسين رواية " أنثى ما فوق الخطيئة"، وتقع الرواية في 268 صفحة من القطع المتوسط.
ليست كاتبة تقليلدية، فهي متحفزة للحرب دائما، تصرخ بملء حرفها محاولة رد بعض العتمة عن صوتها في محاولة منها لشق طريق الضوء، لن أنسى انها قد طلبت مني أن أحجب اسمها وصورتها وأي معلومات عنها ليتعامل القارئ مع نص ونص فقط.
رواية مختلفة، سيجد فيها القارئ عوالم لم يتعود الغرق في دهاليزها، مساحات مسكوت عنها لربما تطرق للمرة الأولى. دهشة كاملة تقف أمامك متمثلة بشخصيات الرواية وأولها كاتبة الرواية نفسها، وقدرتها السحرية على امتشاق إرادة لا تتكرر.
رواية استثنائية لكاتبة استثنائية تعرف كيف تعجن المفردات، تترك جمر قلبها متقدًا أثناء الكتابة لكي لا تبهت الأحداث، تمزق أقنعة الكلام، معلنة هشاشة الكثير من الكذب الذي يتهدم ما أن يلامس هواء الحقيقة.
وهي لا تخفي عدم اكتراثها بكل شيء وأي شيء ما دام كل شيء قابل لان يكون نقيضه.
رواية استثنائية، تتعدد مسارات السرد فيها، ولا تصل إلا لتقطع.
عوالم، غاضبة، عاشقة، متمردة، ونقائصها، لا علاقة لها بكل ما هو مكرور ، تؤسس لميلاد روائية حقيقية وفذة لا تعرف كيف تهادن لغتها.
فجة لا تنتظر إعجابك بها، وبرية تلقي بكلماتها في وجه الكون، غير عابئة بشيء.
وفي معرض حديثها عن الرواية تقول:
من الخطيئة إلى الحلم
لا أذكر متى حدث ذلك ولكنّني أذكر كيف حدث!
حدث ذلك في لحظة سقوط، في يوم عاصف مُثقل بالهموم والأحلام المُجهضة. حدث ذلك في أحد تلك الأزمنة الرديئة، تلك التي تُشبه إلى حدٍّ كبير زماننا هذا.
لم أكن أتصوّر أنّ حديثًا عابرًا من تلك الأحاديث الكثيرة التي تحدث بيني وبين تلك الصديقة، يمكن أن يتحوّل في لحظة جنون قطرة حبر، إلى اسم.
لم أتوقّع أن تتّخذ حياتنا الفوضويّة، شكلاً من أشكال النظام الذي يمضي بمشيئة شكلٍ ومضمون ويحتكم إلى ضوابط لغويّة وأدبيّة.
لم أُدرك أنّني سأنفعل بكلّ هذا الجنون، أمام عاداتنا وقوانيننا وصحفنا وأوجاعنا ومحرّماتنا... بهذا السخاء.
اترك تعليق