هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

في حوار خاص..

الأديب الفلسطيني محمد بكر البوجي: "ملائكة في غزة" حكاية شعب.. وحاولت خلالها تجاوز المعهود في الرواية العربية

الدكتور محمد بكر البوجي، رئيس جمعية النقاد الفلسطينيين، حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب والعلوم الانسانية عام 2019، أستاذ الأدب والنقد في جامعة الازهر بغزة فلسطين.. له موسوعة التراث الشعبي الفلسطيني، ثلاثة أجزاء، له موسوعة التجربة الادبية في فلسطين،  7 اجزاء.. 
حول روايته الأخيرة "ملائكة في غزة"، حاورناه، فكانت السطور التالية:


ما دلالة عنوان الرواية: "ملائكة في غزة"؟

يقف الكاتب عند اختيار العنوان طويلا لأنه عتبة النص ويثير الكثير من التساؤلات لدى القارئ، العنوان نوعان نوع أكاديمي ثقيل على المتلقي خارج أسوار الجامعات، ونوع تجاري يجذب انتباه المتلقي، هنا العنوان الذي اخترته بناء على قصة قصيرة موجودة في النص الروائي وهو ليس أكاديميا بقدر ما هو ملفت للانتباه أكثر، غزة تعيش حالة خاصة  منذ أربعة عشر عاما أي منذ سيطرة حماس عليها  بحيث وصلت التعبئة الدينية حد الاحتراق والهوس الديني، في إحدى ليالي القدر في رمضان رأى الناس إضاءات بين الغيوم  فظنوا أنها ملائكة.

ما الجديد الذي تضيفه رواية ملائكة في غزة إلى الأدب الفلسطيني؟

حاول الأدب الفلسطيني والعربي عمومًا معالجة معظم القضايا الملحة عبر تاريح القضية الفلسطينية، لا أضيف جديدًا لأن الموضوع هو واحد فلسطين أولا وآخرا، بقدر ما أحاول اللعب أكثر في قانون السرد في الرواية العربية، وتجديد زاوية الرؤية، رواية توثيقية  تحمل في طياتها وثائق وشهادات من عايشوا المرحلة، شهادة عصر الانحدار في تاريخ القضية  الفلسطينية. 

 ماذا تقصد بقانون السرد الروائي؟

أقصد أن السرد في الرواية العربية لا يزال يراوح نفسه بعد نجيب محفوظ وبعد الفلسطيني إميل حبيبي ، حاولت  إدخال الفنون الأدبية  في نص واحد ، بحيث احتوت رواية، ملائكة في غزة ، على معظم الفنون، من قصة قصيرة ومقال وأدب رحلات ومسرح وأدب أطفال وشعر وسيناريو ورواية ووثائق عن القضية الفلسطينية وكيف دافع الفلسطيني عن أرضه ومات فيها، وأن حرب 1948 كانت أكبر منه ومن قدراته بل ومن قدرات الدول العربية التي كانت حديثة استقلال بل أغلبها كان يخضع للاحتلال الأجنبي، وأن الشعب الفلسطيني كان يحارب أمريكا وأوربا بسلاح بدائي، ومع ذلك بقي متمسكا بأرضه. وأنه حتى نهاية حرب 48 كان الشعب الفلسطيني يملك ستًا وتسعين بالمائة من أرض فلسطين ومن تركها كان مجبرا على ذلك تحت ضغط المدافع  ومصادرة الأراضي بالقوة الجبرية وقانون الاحتلال.

إذن هناك شكل أدبي جديد كما تقول في روايتك "ملائكة في غزة".. كيف؟

 نعم حاولت قدر الإمكان تجاوز المعهود في الرواية العربية وأن اطرح رؤية جديدة في مفهوم العمل الأدبي ، لأن الإنسان في الأصل هو طاقة ، وفي لحظة الكتابة تكون الطاقة مضاعفة ، النص الأدبي هو إفراز طاقة بشرية ، ولأن القضية الفلسطينية متشعبة وحكايتها طويلة حاولت توصيل رؤيتي إلى المتلقي من خلال أكثر من أسلوب  أدبي ، حتى يتنقل أثناء القراءة من غرفة إلى أخرى من بيت إلى آخر من حديقة إلى أخرى حتى تصل إليه الأفكار المتلاحقة من خلال  مشاركته هو أي القارئ  في إعادة ترتيب النص في خياله أو في دماغه ، حاولت توظيف تكنولوجيا معاصرة من تلفاز وفيس بوك وإيميل والهاتف المحمول واليوتيوب  والانترنت.

ألا ترى أنها رؤية ثقيلة على القارئ؟

ليست ثقيلة بقدر ماهي مكثفة ومليئة بالأفكار  والأحداث، هنا نحاول تلخيص أحداث مئة عام في صفحات قليلة ، وكل مرحلة لها رسائلها ، والعامل المشترك بين هذه المراحل هو حالة التشرد والضياع حتى وهو صامد داخل الوطن ، هنا هو يبحث عن الحل الفردي للقضية ، لكنه يزداد ضياعا ويتمنى العودة إلى أهله وعندما يصل يقتله اللصوص. وأن الجنود الصهاينة هم مرتزفة يستخدمون السلاح الأمريكي والطيران لقتل الأبرياء وهم في بيوتهم لإرضاء ذاته الشحصية ومحبوبته المهووسة بالقتل والجنس والخمر. عودة إلى سؤالك عن ثقل النص ، فعلا قد يشعر القارئ أحيانا أنه ثقيل وأنه يقرا كتابا وليس رواية أدبية ، لأن تجربتي جديدة غير معتاد عليها القارئ العربي ، لكنه ليس بالضرورة أن يقرأها من البداية ممكن له أن يقرأ من منتصف الرواية أو كما تشاء له القراءة ، لأن الفنون الأدبية فيها كثيرة ويمكن فصلها إذا اقتضت الضرورة ، يمكن له أن يقرأ أدب رحلات أو قصة قصيرة أو شعر أو ما يشاء.

هل في الرواية جزء من سيرتك الذاتية؟

معظم الرواية في فلسطين تحمل جزءا من حكاية كاتبها ، إنها حكاية شعب وأنا جزء من هذه الحكاية ، قبل حرب 1967 أرسلتني أمي ومعي طعام للضباط المصريين الذين كانوا في غزة ، يرفض الضابط أخذ الطعام  بذوق  رفيع وطلب مني مغادرة المكان ، أحببت هذا الضابط ، وكنت أتابع وهو يطلق من مدفعه نحو طيران العدو ، ثم هاجمته الطائرات وبقى  الضباط الأربعة على المدفع في حرب ضروس مع الطائرات المعادية ، إلى  أن رأيت جثثا متفحمة ، كانوا أبطالا شجعان ، إنها سيرة شعب تعرض لأكبر عملية تطهير عرقي في التاريخ ، إنها أمريكا وأوربا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من السلاح ، سلاحه الوحيد إيمانه بالحق وعدالة فضيته ، هذا هو محور أحداث الرواية ووسائل السرد فيها. 

ما أهم الرسائل التي تريد توصيلها للقارئ؟  

أن الأمة العربية  مهما حدث من خلاف مؤقت بينهم هم أمة واحدة ولن يتخلى العرب عن قضيتهم الرئيسية وهي القضية  الفلسطينية ، وأن الفلسطيني لم يتخاذل يوما في الدفاع عن بلاده وأنه يستشعر الخير لكل أبناء الوطن العربي وأنه أسهم بصورة أو بأخرى في نهضة بعض الدول العربية، وأن الفلسطيني مهما  ابتعد  عن وطنه فإنه لا ينسى هموم الوطن العربي كله لأنه العمق القومي الاستراتيجي له. 
في النهاية أرجو أن تترجم هذه الرواية إلى فيلم سينمائي ، وأن تترجم إلى لغات أجنبية حتى تصل  رؤيتي إلى الآخر. قصة شاب يدمر الاحتلال بيته في لحظات، يحاول الهجرة  بجواز سفر إمارتي مزور من خلال سفره إلى أوغندا ، سارت الأمور بغير ما يشتهي  ، يتيه في غابات أفريقيا ، يذهب مع الدليل إلى جماعة الفلاشا في أديس أبابا  ويسافر معهم  إلى فلسطين  هناك يكتشفون أمره ، يعيدونه إلى أثيوبيا بحراسة مشددة ،  ثم يمر في متاهات وهو في طريق العودة إلى زوجته وأولاده.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق