توالت إنجازاته و لمع حضوره دون ضجيج.. تواضعه الشديد اكسبه محبه و تقدير دائم.. ذكاؤه في الإدارة لم يخل ببراعته كطبيب أنه الرجل المناسب في المكان الذي يستحق عطاؤه.
تتخلص كل عبارات التقدير في ( إدارته) و الإدارة علم كبير يدرس له أصول و مناهج تحتاج جهد لفهمها و تطبيقها.. تحتاج خبرات متراكمة من العمل لتحقيق إنجازات واضحة، بل تعاني أغلب المؤسسات من الفشل بسبب سوء الإدارة و الاختيار الغير موفق للمدير او الرئيس لها..
هذا الحوار معنى بشخصية جديرة بالتقدير.. ليس فقط لكونها ناجحة و متميزة في مجالها.. و إنما للتخطيط السليم و الإنجاز الوافر في فترة صعبة وقصيرة، فعندما يجتمع الذكاء الاجتماعي و التواضع و الإخلاص و المبادئ الإنسانية و الإدارة الحكيمة.. تحصد نجاحات بشكل تلقائي، هذا حدث في كلية الطب بجامعة بني سويف.. عندما أوكل الدكتور منصور حسن رئيس جامعه بني سويف، منصب عميد كلية الطب، للأستاذ الدكتور عاطف مرسي، والذى صدر القرار الجمهوري بتعينه عميدًا للكلية لمدة ثلاث سنوات.
نجري معه هذا الحوار، الذي يتناول بشكل أساسي الجانب الإنساني و العملي مما أهله لحصد كل هذه الإنجازات رغم الموارد المتواضعة و الظروف الصعبة التي عمل بها منذ عام ٢٠١٩ حتي الآن..
إستطاع الدكتور عاطف مرسي، أن يتحمل مسئولية إدارة الكلية بأطبائها و إدارتها و طلابها، وأخيرًا المسئولية الغير محدودة لمرضي مستشفي الكلية في كل أقسامها.
- إنجازات متواصله.. من يدعم تطويرك للمستشفي الجامعي؟
كل الإنجازات هي بدعم من الدكتور منصور حسن رئيس الجامعة، فهو طبيب و يعلم إحتياجاتنا جيدًا، و يساعدنا دائمًا بضخ أموال من ميزانية الجامعة، و أيضا يساعدنا في مخاطبة الجهات المالية في وزارة المالي، و المجلس الأعلي للمستشفيات، و أيضًا هناك دعم من الموارد الذاتية، كل هذه الجهات تقوم بتعزيز مالي يدعم مشاريعنا داخل المستشفي.
- كيف تخطيت أزمة نقص الأكسجين في وجود وباء "الكورونا"؟
لم نتعرض لمشكله لأننا متعاقدين مع إحدي شركات إنتاج الأكسجين الكبري في مصر.. فضلًا أن لدينا خزان سعته ١٧ ألف، وخزان آخر سعته ٦ آلاف لتر مكعب من احتياطي الأكسجين، و يكون إمدادنا يوم بعد يوم، فلم يحدث لدينا مشكله.
- هل هناك إجراء لعدم التعرض لأزمة خاصة في الظروف الراهنة؟
نعم من ضمن الإنجازات التي تعتبر هامة هو توصيل جميع سرائر المستشفي بالأكسجين و الغازات، و كان هناك بعض المشاكل في المواسير فقامت لجنة مختصة من الكلية حددت حجم التسريبات في المواسير الخاصة بالاكسجين، و تم معالجتها كما أننا نتابع بشكل يومي نقص الأكسجين يوميًا من جهتي أنا، و مدير المستشفي و مدير الإدارة الهندسية و فني الغازات.
- استطعت حل أغلب مشكلات المستشفي في وقت قياسي.. كيف؟
في أي مكان يوجد مشكلات.. لكن المتابعة اليومية تجعلنا نستطيع التحكم فيها و حلها، و أزمتنا الوحيدة الآن هي اننا المستشفي الوحيدة في محافظة بني سويف، التي تقدم الخدمات العلاجية و الجراحية بكل مستوياتها من أول الرعايات العادية والمركزة و رعاية القلب و جراحة الأعصاب و عمليات العمود الفقري و المفاصل و عمليات الأورام و علاج الأورام مما يسبب ضغطًا كبيرًا علينا.
و مع ذلك أرفض تسميتها بالأزمات، فهي مشكلات نستطيع حلها.
كيف تدير هذه الكتائب من الإداريين و الأطباء و الموظفين؟
اولًا: الإقناع.. لانه مدخل العمل الجاد.. كما أني أراعي العاملين معي، فأنا أتدخل في مشكلاتهم و أحاول حلها حتي و إن كانت مشاكل شخصية.. هذه المسئولية تمتد لأصغر العاملين أو الأطباء، و هذا ما يجعلهم يبذلون أقصي ما عندهم لإثبات أنهم جديرون بالعمل في ظروف أفضل.
فالعمل في مناخ يسوده العلاقات الطيبة يخلق روح أعظم من كونها وظيفة، و هذا ما يحدث في كلية طب بني سويف.
هل يوجد مشكلة أو عجز في الأطباء بسبب سفرهم أو ضعف رواتبهم؟
طبعًا يسافر بعض الأطباء لأنهم من هيئة تدريس الجامعة، ولكن لم يحدث أي عجز لآن أعداد الأطباء في إزدياد، فأقل قسم في المستشفي به ٢٥ طبيب من أعضاء هيئة التدريس و هذا رقم معقول جدًا.
ولكن مشكلتهم الحقيقية في التطوير و تحسين الخدمة و ضخ ميزانية لعلاج المرضي و تدريب الأطباء.
أبرز انجازاتك الفارقه؟
اهم إنجازات كانت إصلاح منظومة العمل الإداري في المستشفي، و تطوير الرعايات المركزة فقد قمنا بزيادة عدد سرائر الرعاية المركزة إلي ٩٠ سرير و وصلنا إلي ٢٠٠ سرير رعاية متوسطة، كما وصلنا لعدد ١٦ رعاية خاصة للأطفال.
و قمنا أيضا بزيادة عدد حضانات الأطفال، و هناك أيضا رعاية للحوادث، و ما بعد العمليات و رعاية القلب و الصدر.
ماهي المشروعات القادمة؟
نجهز الآن لإنشاء مستشفي للحروق، بالفعل نملك مستشفي أورام و حروق، وهي أول مشروع لعلاج الأورام.
لآن أعداد المرضي في إزدياد و هذا ما يسبب أزمات لذلك فكرنا في انشاءها، و رغم أن لدينا قسم جراحة تجميل و أطباء متخصصين.
و لكن قررنا نعمل في نفس المبني مستشفي حروق بها غرفتين عمليات و رعاية مركزة، و كذلك مستشفي لعلاج الأورام بها معمل تحاليل و مركز آشعة لإستيعاب أكبر عدد من المرضي، و إضافة مكان للعيادات الخارجية و مكان لأخذ الكيماوي و سراير للرعاية.
اترك تعليق