هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

يراه الكثير أسطورة فى المعاملات و إصلاح السيارات

"اللمبى" 10 جيجا استاذ فى الميكانيكا وصيانة الدرجات من ذوى الاعاقة بالواحات

الليمبى 10جيجا استاذ الميكانيكا والأشهر فى صيانة الدرجات من ذوى الاحتياجات ، ليست مجرد كلمات أو ألقاب أطلقت من العدم أو جاءت بمحض الصدفة ، والواقع يؤكد بالارقام وشهادة الجميع ، أن إسلام البالغ من العمر 20 عام والمصاب بشلل دماغى ونصف حركى ، تحول إلى أسطورة وعلامة بارزة فى تاريخ الواحات الحديث ومصدرا لتوليد الطاقة البشرية تضاف إلى قائمة مشاهير موسوعة غينيس لابطال التحدى وأصحاب الإنجازات العصرية.


نجلى ليس معاقا كما هو ملاحظ عليه، ابنى إسلام وشهرته "الليمبى" بين أوساط الشباب ، نموذج مشرف للتحدى وإثبات الذات وكسب الرزق الحلال من قوت عمله ونظرة الرضا على وجوه زبائنه . هكذا وصفه والده البسيط بصوت متقطع ومعاناة شديدة بعد اجتهاد ، وقلب يخفق طربا لما تحقق من مراد ،

وعلى وجهه عجزت مشاعر الفخر والسعادة أن تكبح عنان دموع هذا المجالد لتسقط رغم عنه وهو يحتضنه ويقبل رأسه فى محاولة لإطفاء نيران شوقه بين ذراعى نجله المعاق وقد حقق ما كان يشدو إليه ومالم يكن فى الحسبان. وقال عنه وكيل مدرسته، بأنه جاء من كوكب آخر والدرس المستفاد أن الكمال وحده لله ،

وإسلام عملة نادرة اخترقت آلة الزمان متخطيا حدود العقل والمكان لإيمانه بقيمة العمل ودماثة خلقه وخفة ظله وشعوره بمن حوله فى بساطة واتزان ، بينما يرى محمد عبدالله ، أحد زبائنه والمترددين على ورشة عمله بأن نجاح اسلام طالب المدرسة الفكرية فى إدارة مشروعه لصيانة الدراجات النارية منذ 4 سنوات بمفرده ،

يعود إلى صدقه مع الله ونمو معدل ذكائه واستقباله بوعى وتحمل كبيرين كل جديد وملائم دون النظر لإعاقته التى لم تكن يوما عائقا أمام تحقيق أهدافه ليصبح أسطورة ذات شهرة وقاعدة جماهيرية على الإطلاق. المساء تلتقي مع إسلام البالغ من العمر 20 عام لترصد قصة كفاح 10سنوات من التحدى والإرادة تحول فيها طالب مدرسة موط الفكرية لذوى الاعاقة إلى اشهر ميكانيكي دراجات فى مركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد.

يقول اسلام ابراهيم مصطفى مخلوف ، لم أشعر يوما بالعجز ولم تكن اعاقتى بشلل دماغى مانعا أمام تحقيق رغباتى ومتابعة حياتى بشكل طبيعي ، فالجميع فى مدرستي ومدينة موط ومركز الداخلة يحبونني ويعاملونى بلطف وتقدير متبادل ، وهو الأمر الذى منحنى القوة والطاقة الإيجابية لأخلص في عملى وابذل قصارى جهدى لرؤية مشروعى وحلم حياتى يخرج إلى النور بفضل الله ودعم اسرتى وجميع من حولى.

اضاف إبن 20 عاما ، أن الجميع يعرفونه باسم "الليمبي" وقليلا ما يذكر اسمه الحقيقي ، مشير إلى أن سبب شهرته "بالليمبي"جاء لتشابه طريقة نطقه الطبيعية مع نبرة فنان الكوميديا محمد سعد أثناء تأديته هذه الشخصية المتداولة فى أفلامه وذلك من قبل أهل مدينته وجيرانه وهو الأمر الذى دفعه لتسمية ورشة عمله لصيانة الدراجات النارية بنفس الإسم تفاؤلاً باللقب وتماشيا مع الحدث تقديرا لسكان منطقته.

وأوضح أن مهنة صيانة أعطال الدراجات النارية تطلبت منه الكثير من الوقت كى يتعلم ويتقن فنونها وأسرارها وعلاج كافة أجزائها ، مشيرا إلى أنه ظل مدة 6 سنوات يعمل مساعدا لصاحب إحدى الورش الميكانيكية للصيانة وإصلاح الأعطال بمدينة موط أثناء فترة الإجازة الصيفية ونصف العام ، والذى لم يبخل عليه بالمعلومة والتوجيه ،

إلى أن قرر ذات ليلة الإستقلال لذاته وخوض التجربة معتمدا على خبراته المكتسبة وحبه لتلك المهنة ، فقام باستئجار منفذ وباشر أعماله بنفسه مستعينا بالله لقضاء حوائج الناس . وأشار إلى أن فرص العمل متاحة للجميع وأنه لا يرى عذرا لجلوس الشباب على المقاهي وانتظار الوظيفة إلى جانب اعتمادهم على أولياء أمورهم لإدارة شئون حياتهم دون محاولة البحث عن مهنة شريفة أو ممارسة حرفة جيدة تغطى مصروفاتهم اليومية وتساهم فى بناء شخصيتهم بالاعتماد على النفس وبناء مستقبلهم كما هو الحال بالنسبة إليه.

وعن حلم وحياته الذى لم يتحقق بعد ، أشار اسلام إلى أن أمنيته الوحيدة هى رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية ومصافحته وشكره على ما يقدمه لشعبه من امان واستقرار وتطوير فى كافة مناحي الحياة المجتمعية والإقتصادية ، مؤكداً أن لشرف عظيم أن تلتقي رجلا اجمع على حبه الجميع يتمتع بمواصفات الوطنية والقيادة السياسية الواعية بمتطلبات المواطن البسيط واستقرار اركان الدولة خلال فترة حكمه ورعايته مصالح البلاد.

وأوضح ابراهيم مصطفى مخلوف والد اسلام ، أن هناك حالة من السعادة الدائمة تغمر أرجاء منزله وتخيم على أجواء حياته لما حقق نجله اسلام من بصمات واضحة فى مجال صيانة الدرجات بنسبة نجاح لم تكن متوقعة فى بداية مشواره، إلا أن إصراره وإرادته كانتا أقوى من الصعاب التى واجهته منذ أن كان صغيراً لا يقدر على الحركة الطبيعية بجانب قصور فى بعض أعضائه الحيوية لحكمة لا يعلمها إلا الله ، جعلت منه نموذجا لقصة كفاح وتحمل غير عادية حاز من خلالها على احترام وتقدير الجميع

نجله لم يكن يوما بالفخر والاعتزاز. وقال عمر عبدالوهاب وكيل مدرسة التربية الفكرية بالداخلة ، أن إسلام بالرغم من إعاقته وتصنيفه ضمن فئة ذو الهمم والقدرات استطاع التغلب على اعاقته بالعمل والتدريب حتي فاق المتوقع ، مشيراً إلى أنه يتمتع بذكاء وظيفي واجتماعي ، وهو الأمر الذى دفع إدارة المدرسة لتنبي مواهبه وتدريبه علي تنمية المهارات العملية وممارسة الأنشطة المختلفة فى مناخ تعليمى مهيئ لذلك من خلال تكثيف العلاج الوظيفي وتقديم كافة سبل الدعم لتمكينه من مواصلة حياته بشكل طبيعي وتحقيق أهدافه.

وأشاد عبدالوهاب بما حققه اسلام، من مراكز متقدمة في علي مستوي المحافظة والجمهورية في عدة مسابقات منها مسرحية المناهج والأنشطة التربوية وسابقة الحلم المصري إضافة إلى حصوله خلال مشاركته مسابقات مكتب ذوي القدرات والهمم التابع للوزارة الشباب والرياضة تحت رعاية الدكتورة صفاء عبدالحفيظ على عدة ميداليات في أنشطة الكشافة ،

مؤكدا أن هذا النموذج المشرف يعتبر أكثر الطلاب تحديا للإعاقة واكثرهم شهرة بأسلوبه ومعدل ذكائه وحبه للتعاملات الاجتماعية. وهو ما أشار إليه مصطفى سلمة، أحد المترددين علي ورشة عمل الليمبي بشارع 23 يوليو بمدينة موط لصيانة مركبته،

قائلا إن "إسلام" يستحق لقب الأسطورة وبطل التحدى بجدارة لامانته فى ممارسة حرفة الميكانيكية ببراعة شديدة وحرصه على إرضاء جميع مستخدميه وزبائنه بدماثة خلقه ،

لافتا إلى تمتعه بأسلوب جذاب ومعاملة فى غاية البساطة وخفة الظل مع الجميع ، فهو يرضي بالقليل رغم بذله الكثير من الجهد وإتقانه لأعمال الصيانة باقتدار ولم يكن يوما باحثا عن المكاسب أو اكتناز المال ، وهو الأمر الذى صنع منه أسطورة حقيقية ذات شهرة واسعة وشعبية جارفة فى هذا المجال.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق